غرفة الحناء لمنع الضرة بقنا.. طقوس غريبة للأزواج داخل مقابر عبدالرحيم القناوي.. زواج في حضرة الأولياء
طقوس غريبة ما زالت موجودة ومتوارثة منذ مئات السنين بين أهالي مدينة قنا، والسر في غرفة الحناء بجوار مقام الشيخ سليمان خلف مقابر مسجد عبدالرحيم القناوي، التي يلجأون لها الأزواج في صباح يوم حفل زفافهم لكتابة أسماؤهم بالحناء وتوزيع وجبات اللحوم على الزائرين مع زفة صغيرة بالطبول والدفوف اعتقادًا منهم أن هذه العادة تمنع الضرة وعدم تفكير الزوج في الزواج مرة أخرى.
غرفة صغيرة لا تتعدى مساحتها 4 أمتار طول وعرض، بمنتصف المقابر خلف مسجد السيد عبدالرحيم القناوي، عندما أحد يدخلها لا يرى جدرانها من كثرة الأسماء والحروف المكتوبة بالحناء في كل جوانبها تثير الجدل لكل من يراها، حتى الآن يذهب إليها الأزواج صباح ليلة حنتهم بوجبات اللحوم والزي الأبيض والطبل والزغاريد بالحناء جاهزة حتى يحنوا كفوفهم ويتم لصقها في جدران الغرفة مع كتابة حروف أسمائهم.
قال «ربيع الخطاط»، أحد قاطني منطقة مقابر السيد عبدالرحيم القناوي، أن ليلة كل خميس يكون مقام الشيخ سليمان متزاحمًا من الزوار خاصة السيدات الذين يزورن الشجرة الشهير بها المقام ويقرأون الفاتحة لموتاهم ويغسلون وجوههم من مياه البئر المبارك ثم يتجهون للغرفة الغامضة التي عُرفت بغرفة الحناء ثم يخرجون لدق المسامير في فرع شجرة الشيخ سليمان الذي لا يظهر من كثرة المسامير التي يلجأون إليها الأهالي الذين تعرضوا للظلم على يد آخرين اعتقادًا منهم أن ذلك يعيد لهم حقهم من الظالم.
وأضاف «الخطاط»، أن الأزواج بمدينة قنا ما زالوا حتى الآن يذهبون منذ مئات السنين إلى غرفة الحناء لمنع الضرة كما يعتقدون فالعروسة تحني شعرها ويديها وتطبعها على الحائط وتكتب اسمها وزوجها وتوزع وجبات وأموال على زوار مقام الشيخ سليمان ثم تأتي بالمياه من البئر المبارك وتغسل وجهها وقدميها وحولها مجموعة من أقاربها يزفونها بالطبل والمزمار حتى آذان الظهر ثم تعود مرة أخرى لمنزلها.
وذكرت «منى.م»، من زوار الغرفة الغامضة أنها ترفض هذه العادة لكن أسرتها أجبرتها على تنفيذ عادتهم المتوارثة للمباركة بها، وحتى لا تغضبهم ذهبت معهم إلى غرفة الحناء مع زوجها وطبقت كافة الطقوس كما قالوا لها حتى لأ يتزوج عليها ويأتي عليها بضرة، مشيرة إلى أن الكثير من الفتيات يرفضن هذه العادة لكن الإصرار يأتي من كبار السن في عائلتهن بحجة أنها عادة متوارثة من الأجداد ولا بد منها للمباركة.