صاحبة العام الواحد..”فاطمة“ رضيعة تسبب القصف الإسرائيلي في بتر قدميها
دمرت ألة الحرب الإسرائيلية كل شئ في قطاع غزة، فلم ترحم لا صغير ولا كبير، ولم تفرق بين رجل وإمرأة، هدمت المنازل والمستشفيات ومراكز الإغاثة والايواء، قصفت المدنيين في الشوارع والطرقات، قضت علي الأخضر واليابس، وكأنها أرادت أن تتفوق علي التتار والنازية وتثبت للعالم أنهم الأكثر وحشية علي مر التاريخ.
اغتالت القوات الإسرائيلية براءة الأطفال، تعمدت تشويه ماتبقى منهم، إما بطريقة مادية أو معنوية، ولكنها نست أن مع كل إنكسار يولد الإصرار في التخلص من الاحتلال، ومن ضمن الحالات التي يندي لها جبين الإنسانية، ماحدث للرضيعة ” فاطمة“ فأي رعب صدرته تلك الرضيعة لقوات الاحتلال حتي أرادوا التخلص منها بقصف منزلها الكائن في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وكانت إرادة الله أن تبقي فاطمة علي قيد الحياة ولكنها مبتورة القدمين، لتظل علامة تذكرها بجرائم الاحتلال الصهيوني في حقها وحق شعبها وحق الإنسانية.
ولدت فاطمة صاحبة العام، لأبوين بعد 15 عامًا من الحرمان، فالأب هو سامي أبو جزر، والأم نهاد محمد الكوارع، ظلوا طيلة سنوات يحلمون بالإنجاب حتي اكتشفوا ضرورة إجراء عملية تلقيح صناعي، والتي تمت بمساعدة إحدى الجمعيات الخيرية، نظرًا لتكلفتها المادية الباهظة.
لتدمر قنابل الاحتلال أحلام الأبوين، بعدما قصفت القوات الإسرائيلية في الـ17 من أكتوبر الماضي، المربع السكني المتواجدين بمحيطه، والذي أدي لتدمير كافة المنازل الموجودة به إما تدميرًا كليًا أو جزئيًا، ليستشهد العديد من أهالي المنطقة، وتصاب الطفلة الرضيعة ببتر في قدميها الإثنين، وإصابة الأم بشظايا في القدمين وكسر باليد اليمني.
وأعربت الأم المكلومة عن صدمتها وحزنها، عندما أخبروها ببتر قدمي طفلتها، فالرجل اليمنى تم بترها من أسفل الركبة بخمسة سنتيمترات، أما القدم اليسرى فقد تم بترها من عند الركبة، ولن تستطيع السير مستقبلا إلا بأطراف صناعية.