اختراق أممي نحو ”هدنات مديدة” في غزة... ونتنياهو يتحدها باقتحام ”مجمع الشفاء”
على رغم الضغوط الدولية، وخروج مجلس الأمن الدولي أمس الاربعاء عن صمته للمرة الأولى منذ اندلاع العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، داعياً إلى هدنات وممرات إنسانية واسعة النطاق وعاجلة لعدد كافٍ من الأيام لتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين في القطاع.
عاود جيش الإحتلال الإسرائيلي اليوم الخميس دخول مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، غداة عملية اقتحام وتفتيش لأكبر مستشفى في القطاع أثارت قلقاً وانتقادات دولية بشأن مصير المرضى وآلاف المدنيين المحاصرين.
فقد جاء تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتحذيرة من أنه لا يوجد مكان في غزة لن نصل إليه، لا يوجد مكان للاختباء أو ملجأ بأنة يضرب بعرض الحائط لكافة المواثيق والاعراف الدولية لحماية المنشأت الصحية.
القرار الذي صاغته مالطا، الذي تم تبنيه بأغلبية 12 صوتاً وامتناع ثلاثة أعضاء عن التصويت (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا)، "يدعو إلى هدنات وممرات إنسانية واسعة النطاق وعاجلة لعدد كافٍ من الأيام" لتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنساني (أوتشا)، نزح جرَّاء الحرب 1.65 مليون من سكان القطاع، من بين إجمالي 2.4 مليون نسمة.
وسبق لإسرائيل والولايات المتحدة التي تملك حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن، أن رفضتا الدعوات المتزايدة إلى وقف إطلاق النار في غزة، بذريعة أن ذلك سيصب في صالح "حماس".
وأعلنت إسرائيل في المقابل أنها تقوم بفتح نوافذ مؤقتة يومياً للسماح للمدنيين بالنزوح من شمال القطاع حيث تتركز العمليات العسكرية، إلى جنوبه.
وتتهم إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة حركة "حماس" بإخفاء أسلحة ومنشآت عسكرية في مجمع الشفاء الطبي، وهو ما تنفيه الحركة الفلسطينية.
وعقب اقتحم جيش الاحتلال مجمع الشفاء حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى وجود 2300 شخص على الأقل، بينهم مرضى وطواقم طبية ونازحون لجأوا إلى أرجائه الامر الذى ينذر بكارثة أنسانية .
ومع نفى اشنطن إعطاء "ضوء أخضر" لجيش الاحتلال لاقتحام مجمع "الشفاء " أفاد الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أن واشنطن "لم تعط الضوء الأخضر للعمليات حول مستشفى الشفاء".
وقال جون كيربي: لقد كنّا دائماً واضحين للغاية مع شركائنا الإسرائيليين بشأن أهمية تقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
وكان قد أكد في تصريحات سابقة أن "حماس" تستخدم المستشفيات في غزة لأغراض عسكرية، فيما عدته الحركة بمثابة "ضوء أخضر" لإسرائيل لارتكاب الاحتلال لمزيد من المجازر الوحشية
وأثار اقتحام مستشفى الشفاء إدانات دولية ودعوات عاجلة إلى حماية المدنيين.
ودان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "بأشدّ قدر من الحزم" قصف بنى تحتية مدنية.
ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إسرائيل بأنّها "دولة إرهابية".
يأتي اقتحام مجمع الشفاء في خضم العدوان الوحشى التي تخوضها إسرائيل ضد قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، عقب هجوم شنّته حركة "حماس" على الاراضى المحتلة .
وأثارت الحرب أزمة إنسانية متصاعدة في القطاع، بعدما شددت إسرائيل حصارها المفروض عليه، وقطعت إمدادات المياه والكهرباء والوقود والغذاء منذ اندلاع العدوان الإسرائيلى.
وحذّرت الأمم المتحدة من أن عمليات المساعدات في غزة "على شفا الانهيار" رغم تسليم شحنة أولى تزيد قليلاً عن 23 ألف لتر .
رغم التحذيرات الواسعة التي صدرت في الأيام الماضية من عواقب مثل هذه الخطوة مازال تعنت قوى الاحتلال الإسرائيلي مستمر فى القتل وهدم المنازل على رؤوس قاطنيها.
وكانت الأمم المتحدة كشفت،عن خطة من 10 نقاط تهدف إلى وقف القتل والدمار في قطاع غزة، مطالبة باتخاذ إجراءات فورية لوقف "المذبحة"، بعد أن اقتحمت قوات الإحتلال الإسرائيلية "مجمع الشفاء الطبي"، بحسب ما قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن جريفيث.