النهار
الإثنين 16 سبتمبر 2024 10:11 مـ 13 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

(الشبكة العنكبوتية..أنفاق الموت)... مقابر جماعية لقوات الاحتلال الإسرائيلي

علي الرغم من التفوق العددي والتكنولوجي استخدام أحدث الأسلحة القتالية للجيش الإسرائيلي، إلا أن كل هذا التفوق لم يميل الكفة لصالحه في حربه مع حركة المقاومة الفلسطينية حماس، والتي بدأت منذ أكثر من شهر، حيث لم يظهر أي تقدم أو إنجاز سوي قصف المدنيين في الشوارع ومراكز الإيواء والمستشفيات، وإسقاط أكبر عدد من الشهداء المدنيين، بعد قصف قطاع غزة بنحو 32 ألف طن من المتفجرات وأكثر من 13 ألف قنبلة، بمتوسط 87 طنا من المتفجرات لكل كيلومتر مربع، حسب بيان المكتب الإعلامي لحكومة غزة.

ويرجح كفة حركة المقاومة الفلسطينية حماس، سلاح الأنفاق، بما يحتوي من دهاليز ومخابئ وفتحات من الصعب الوصول لها، كما أن تفخيخ الأنفاق وعمل كمائن لقوات جيش العدو، جعلها تتفوق بشكل كبير، وتمنع قوات الاحتلال من التوغل بشكل أكبر داخل قطاع غزة والسيطرة عليه،

مقاتلوا كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، بنوا شبكة عنكبوتية من الأنفاق، من المرجح انها تمتد بطول قطاع غزة، حسب أراء الخبراء والمحللين العسكريين، كما أن الممرات تمتد تحت مناطق سكنية كثيفة، وتسمح للمقاتلين بالتحرك بحرية بعيدا عن أعين قوات الاحتلال.

أنفاق حركة المقاومة الفلسطينية، والتي عادة ماتصل لـ ستة أقدام ونصف وعرضها ثلاثة أقدام، طبقًا لأراء الخبراء، لم تصنع ليحاربوا بها العدو فقط، بل صنعت أيضا لتكون مخابئ لتخزين الأسلحة والغذاء والماء، ومراكز قيادة وفتحات واسعة لدخول وخروج المركبات، وتعمل البوابات ذات المظهر العادي كنقاط دخول، ما يسمح لحماس بالانطلاق منها ثم العودة بعيدا عن أنظار العدو، فضلًا عن إخفاء الأسري بها.

وطبقًا لوصف إحدي الأسيرات التي احتجزتها حماس في الـ7 من أكتوبر الماضي قبل الإفراج عنها، أن الأنفاق التي سارت فيها عبارة عن شبكة عنكبوتية، رطبة، غير محددة المعالم، من الصعب تميزه.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد نشرت صورًا لأربعة جنود قتلوا بانفجار مفخخة زرعها مقاتلو كتائب القسام، في فتحة نفق في بيت حانون شمال قطاع غزة، وذلك أثناء محاولتهم التعامل مع فتحة أحد الأنفاق قبل أن تنفجر بهم.
كما نشرت معلومات عن الجنود الأربعة الذين يتبعون للكتيبة الإسرائيلية 697 اللواء 551 وهم: الرائد ماتان مئير، 38 عاما، من أوديم، من تشكيل نصف النار، والرائد موشيه يديديا ليتر، 39 عاما، مين زوريم، كان يشغل منصب قائد فصيلة في وحدة شيلداغ، والرائد يوسف حاييم يوسي هيرشكوفيتش، 44 عاما، من جيفاعوت، من تشكيل نصف النار، والرائد سيرغي شماركين، 32 عاما، من كريات شمونة، من تشكيل نصف النار.

وقال عاكف المصري أيونضال، المفوض العام للهيئة العليا للعشائر الفلسطينية في غزة: إن أهم سلاح إستراتيحي تملكه حركة المقاومة الفلسطينية حماس، هو سلاح الأنفاق التي تعمل بمثابة مخازن للسلاح والمقاتلين والأسرى الإسرائيليين أيضا، مضيفًا في تصريحات خاصة لجريدة النهار، أن هناك شبكات معقدة لا حصر لها، ومتاهات تحت الأرض يصعب تعقبها، وهي ماقلل من التفوق العسكري الإسرائيلي.

وأبرز مثال علي ذلك عندما خرج مسلح فلسطيني بعبوة ناسفة من تحت الأرض لتفجير دبابة إسرائيلية من المسافة صفر، وهو ماشاهده العالم بالصوت والصورة، ويحاول جيش الاحتلال تدمير شبكة الأنفاق أسفل القطاع، ولكنه فشل كونها بحاجة لتقشير الطبقة السطحية لأرضية غزة بالكامل لبلوغ مخازن السلاح ومخابئ المقاتلين.