خبير علم النفس لــ”النهار”: مشاهدة الأطفال لأحداث العنف والقتل لها تداعيات خطيرة على سلوكهم وعقولهم
"دماء وأشلاء جثث تناثرت ..صرخات القهر والحسرة ضجت العالم ..أطفال ذاقوا كل أنواع العذاب والهوان.. المنازل دُمرت والمستشفيات قصفت..دمار وخراب في كل مكان ".. هكذا كان عنوان المشهد المؤسف في غزة ، جراء تعرض الشعب الفلسطيني الشقيق لعمليات قصف الاحتلال الصهيوني الذي يواصل جرائمه الوحشية ، دون رحمة أو شفقة بالأطفال الأبرياء ولا النساء أو الشيوخ الكبار .
تصدرت المشاهد المروعة وفيديوهات قتل الأبرياء في غزة ، وانتشرت الكثير من الصور والمشاهد الدموية المؤلمة التي يتعرض له الشعب الفلسطيني على يد العدو الصهيوني ، منصات التواصل الاجتماعي ، وأصبحت حديث العالم يشاهدها الجميع كبار وأطفال صغار وسط حالة من الفزع والرعب ،تلك الأحداث المؤسفة التي أسفرت عن استشهاد المئات وإصابة الكثير من الأشقاء الفلسطينين .
في هذا الصدد تواصلت "النهار" مع خبراء علم النفس لرصد ومعرفة مدى تأثير الحروب ومشاهد القتل والعنف على نفوس وسلوك الأطفال الصغار وكيفية وقايتهم .
قال الدكتور أحمد فخري أستاذ علم النفس وتعديل السلوك ، في تصريحات لــ"النهار" ،إن الحروب والكوارث لها تأثيرات سلبية بالغة الخطورة على نفوس الأطفال أكثر من الأشخاص الكبار، وذلك لان ادراك الصغار للواقع وتفسيرهم للأحداث مختلف عن الكبار، فمشاهد العنف والقتل تؤدي إلى إصابة الأطفال بالتأثيرات والأزمات النفسية نتيحة لهول وبشاعة المنظر الذي وقع عليهم.
أضاف خبير علم النفس : تتأثر نفسية الطفل بالسلب نتيجة الحروب ومشاهدتهم للمشاهد الدامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزيون ، وتسبب للصغار معاناة من الإضطرابات والأكتئاب والقلق والكوابيس المفزعة لمده زمنية طويلة ، تستمر معاناتهم من هذه التداعيات والاثار السلبية حتي بعد عودة الأمن والهدوء والسلام.
أشار أستاذ علم النفس، إلى أن الآثار السلبية لدى الأطفال جراء مشاهدة والتأثر بالمشاهد النروعة الدامية، قد تمتد إلى أعراض وآلام جسمانية في أماكن مختلفة من الجسم ، ليس لها أساس عضوي بجانب الاضطرابات السلوكية المتعددة مثل اضطرابات التبول اللاارادي ،واضطرابات النوم والكوابيس والاحلام المزعجة، وقله القدرات الذهنية والعقلية ويُحدث خلل في الادراك والأنتباه .
موضحا أن العنف ضد الأطفال يؤثر على نموهم والارتقاء بأنفسهم بشكل سليم، وناشد أولياء الأمور بتجنب وابعاد أبنائهم الأطفال عن مشاهدة أحداث العنف والدماء حفاظا عليهم وعلى صحتهم وحمايتهم من الإصابة بالإضرابات .
أعرب "فخرى" عن حزنه الشديد جراء العمليات الإجرامية التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني جراء قصف الاحتلال الصهيوني ، مناشدا المجتمع الدولي والعالم أجمع بدعم القضية الفلسطينية والتدخل لأحتواء الأزمة .