نشر الأفكار المتطرفة والإرهاب... تعرف على نشأة الحروب وتطورها حول العالم
تتطور الحروب وأدواتها عبر التاريخ من جيل الي جيل، شأنها شأن أي تطور يطرأ علي مناحي الحياة المختلفة، وهناك الكثير من الاتفاقات الدولية التي تقتضي نزع الأسحلة النووية والحد منها ،لتحقيق التوازن بين الدول فما كان من الدول المعاديه، إلا أن تفكر في أساليب أخري تجعلها ملتزمة بهذه الاتفاقات والمعاهدات الدولية، وفي الوقت نفسه تستطيع أن تحقق مطامعها السياسية والاقتصادية، فتم تنفيذ مطامعهم من خلال التكنولوجيا التي تسمي بحرب المعلومات.
مرت الحروب وتطورت في أجيال كثيره ففي الجيل الأول كانت الحرب بالأسلحة والجنود، وفي الجيل الثاني كانت بأسلحة متطورة آليا ومدرعات ثقيلة. ففي حروب الجيل ألاول والثاني لايوجد أختلاف سوي أنه تم تطوير ألات وتصنيع مدرعات ثقيلة ،أما في حروب الجيل الثالث ظهر نوع جديد علي يد الألمان، استخدموا من خلاله، التكنولوجيا بنظام الاتصالات اللاسيلكية. ثم بعد ذلك أدركوا بأن حروب الجيل الأول والثاني والتي أستخدموا بها الأسلحة والجنود أمرًا مكلفًا فاجتهدوا، نحو استخدام المعلومات كسلاح للتأثير على متخذي القرار في الدول المعادية من خلال المنصات الأعلامية.
وهذا ماتم استخدمه في حروب الجيل الرابع والذي يسمي بالحرب الإعلامية، حيث يتم نشر معلومات وشائعات لتخريب العقول وزعزهة أمن وأمان الدول وعدم استقرارها، وهذه الحرب هي مانعيشها اليوم، مثل نشر الأفكار المتطرفة التي يدمرون بها العقل البشري ويجذبون الشباب بها.
يتم اقناعهم بقضية معينة تؤثر علي تفكيرهم وتجعلهم مغيبي العقل ويتم ضمهم للتكفيرين كتنظيم الدواعش والتنظيمات الإرهابية.
وأما حروب الجيل الخامس ؛فهي تعتبر أكثرهم خطورة وسياستها استهداف المجتمع من خلال استغلال الثغرات، ومراكز ضعف الدولة، وتسعى إلى إثارة سخط الشعب نحوها، ويكون التحريض بالأداة نفسها.
وهذا الجيل يشكل تهديدا للأمن القومي للدول الكبرى، وهذه الاستراتيجية تخاطب العواطف والمشاعر وليس العقل، أى تثير الرأى العام من خلال طرح القضايا من منظور عاطفى لينحاز إليها عدد كبير من الأشخاص ضد الدولة. ونشرت مجلة "جون أفريك الفرنسية"، تقريرًا خاص بعنوان حرب المعلومات في عصر مابعد الحقيقه في العالم العربي، وأشار التقرير إلي أن الحرب الحقيقة الآن هي حرب المعلومات، والتي تعد أداه لمواصلة الصراع التقليدي، حيث تستخدم الحرب نشر المعلومات المفبركة والشائعات، والتي أصبحت واقعًا يتغلل في العلاقات بين الدول وأنه في أوائل القرن الحادى والعشرين.
استخدمت الشائعات كأداة خبيثة لإحداث النزاعات فى الشرق الأوسط وللشائعات أغراض سياسية، واقتصادية، واجتماعية، وثقافية، ودينية، وغيرها، تروجها جماعات أو أحزاب داخل الدولة، وتكون مُعادية للنظام الحاكم، أو خارج الدولة مع دول مُعادية.
أما حروب الجيل السادس فهى حرب معلوماتية ممنهجة فى صورة إشاعات مُغرضة تنطلق من شبكات التواصل الاجتماعى كونها الأكثر شعبية، وتجمع أكبر عدد من المستخدمين حول العالم، وأصبحت هذه الشبكات بيئة خصبة لنمو هذه الشائعات وانتشارها.
وبعد استخدام الذكاء الاصطناعي ظهرت حروب الجيل السابع وهذه الحرب ستقضي نهائياً علي الدماغ البشري وتجعله ماهو الا رقماً مسلسلاً ضمن قائمه من الأشخاص ينفذون الأوامر التي توجه لهم بشكل تلقائي دون تفكير. وذلك عن طريق زرع شريحة داخل المخ، تستطيع السيطرة التامة على الشخص ليصبح مسلوب الإرادة، حيث يتم إرسال أوامر صوتية لمراكز السمع فينفذها دون نقاش.
ومن ثم فإننا أمام سيطرة من الخارج على الدماغ البشري، أى سيطرة الآخرين على عقل الإنسان، واستخدامه فى أعمال قد تتضمن ارتكاب الجرائم، وهو ما يسمى (حروب الجيل السابع) ربما هذه الحرب تعد من أخطر المخاوف من هذا التطور هو انتقال مجال القرصنة من عالم الأجهزة الإلكترونية الى جسم الإنسان وعقله!.
وقد حذر الرئيس عبد الفتاح السيسى، أثناء كلمته فى حفل تخريج طلاب الكليات والمعاهد العسكرية من خطر الشائعات المُغرض؛ حيث أكد أن الشائعات بإمكانها أن تدمر الدولة من الداخل إن لم نعِى لها جيدًا، وألا ننساق نحوها، ونَحُدُّ من انتشارها، حيث واجهت مصر خلال ثلاثة أشهر 21 ألف إشاعة مُغرضة تهدف إلى البلبلة، وعدم الاستقرار، وإثارة الزعر بين المواطنين.
برغم أهميه الموضوع وتعدد جوانبه، فإننا نقع تحت نيران الجيل السادس وقريبا السابع فعلينا التصدى لها، وخاصة فى المنطقة العربية، التى أصبحت محط أنظار الغرب، وأن التصدى لهذه الحرب يعتمد بشكل كبير على ثقافة القارئ، ومدى امتلاكه لأدوات التحليل المنطقى إذا غاب مصدر المعلومة.
لذا، يجب أن ننتقى لعقولنا المعلومات ذات القيمة المبنية على الحقائق والبراهين، ونبتعد كل البُعد عن تلك المجهولة التى تدمر العقل وتُنهكه، وتحاول تغيير ثوابت الدين، والعادات، والتقاليد، وتسعى للتخريب والدمار.