النهار
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 04:35 مـ 4 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
بحوث الصحراء يطلق حملة إرشادية لتعزيز النظم الغذائية المستدامة لمزارع الزيتون في جنوب سيناء محافظ البحيرة والقنصل الفرنسي تتفقدان معالم رشيد الأثرية والتاريخية محافظ البحيرة تستقبل القنصل الفرنسي فى رشيد وتؤكد عمق العلاقات المصرية الفرنسية ضبط 55 طن حديد تسليح وأسمنت بدون فواتير بمخزن بشبين القناطر ”التموين بالقليوبية” تضبط 28 طن حبوب وإعلاف مجهولة المصدر وبدون فواتير جامعة بنها تشارك في فعاليات المؤتمر الدولي السابع للهيئة القومية لضمان جودة التعليم والإعتماد لدعم التوسع في السوق السعودية ”تيرادكس” تحصل على 140 ألف دولار من برنامج ”تقدّم” أسامة شرشر يلتقى الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية بحضور سفير السعودية : مدبولي والأمير فيصل بن عياف يزوران الجناح السعودي المشارك في المنتدى الحضري الدولي بالقاهرة يتضمن انشاء جامعة مصرية - تركية قريبا : توافق مصري- تركي بشأن تعزيز افاق التعاون المشترك بمجال التعليم العالي والبحث العلمي محافظ القاهرة: تجربة جديدة لتطوير عزبة الهجانة بالتعاون مع القطاع الخاص آل الشيخ :دور القيادات الدينية في العالم يزداد أهمية وأثراً في حياة الناس في وقت الأزمات والشدائد والفتن

عربي ودولي

خبراء الامن القومي والاستراتيجيات يتحدثون للنهار ويتسألون :

لماذا فشلت القبة الحديدية في اعتراض صواريخ حماس والمقاومة الاسلامية؟

من موقع اطلاق القبة الحديدية شرقي غزة
من موقع اطلاق القبة الحديدية شرقي غزة

- العميد راغب : اسلوب المباغتة والرشقات السريعة لحماس اعطبت القبة جزئيا

في الوقت الذي كانت إسرائيل تواجه هجوما مفاجئا للفصائل الفلسطينية الذين اخترقوا الحواجز حول غزة وأطلقوا وابلا من الصواريخ أصاب مناطق عدّة واجه القادة العسكريون تساؤلات متزايدة حول كيفية وقوع الحادث وفي القلب من ذلك عمل منظومة "القبة الحديدية" التي طالما أشادت بها تل أبيب.

وأجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جلسة مشاورات أمنية في مقر هيئة الأركان بمشاركة وزير الدفاع ورئيس الأركان على خلفية الهجمات التي تشنها حماس منذ صباح السبت الماضي .

ويرى خبراء عسكريون ومراقبون في تصريحات للنهار أن هجوم الفصائل الفلسطينية غير المعتاد كشف عن خلل استخباراتي واسع داخل تل أبيب خاصة مع الفشل في توقع هذا العمل العسكري فضلا عن التأخر في التعامل السريع معه في حين كان لمنظومة القبة الحديدية الكثير من الانتقادات من داخل إسرائيل نفسها تحت وطأة مئات الصواريخ التي جرى إطلاقها على مدار ساعات متواصلة وسقط كثير منها داخل الأراضي الإسرائيلي ويرى المحللون أن النظام أثبت نجاحا خلال السنوات الماضية في تعزيز أمن إسرائيل بيد أنه يعد عنصرا واحدا من بين مجموعة من العناصر الأمنية الاستراتيجية.

ما هو نظام "القبة الحديدية"؟

يقول الخبير العسكري والاستراتيجي العميد سمير راغب ان نظام القبة الحديدية الدفاعي الإسرائيلي هو نظام أرضي يعترض ويدمر الصواريخ وقذائف الهاون قصيرة المدى وبدأ تفعيله منذ عام 2010 وتم تطوير القبة الحديدية من قبل شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة المحدودة بالتعاون مع شركة رايثيون الأميركية ويتم تشغيلها بواسطة بطاريات دفاع صاروخي يمكنها الدفاع ضد هجمات الهاون والصواريخ مثل تلك التي يتم إطلاقها من الأراضي الفلسطينية على بعد حوالي 40 ميلا من البطارية كما أن هذه البطاريات متحركة بحيث يمكن نقلها إلى حيث تكون هناك حاجة إليها.

تتكون المنظومة من رادار لاكتشاف الصواريخ ونظام قيادة وتحكم يحلل البيانات التي يوفرها الرادار وصواريخ الدفاع الجوي التي يتم توجيهها بعد ذلك للاعتراض، بينما يكلف كل صاروخ حوالي 40 ألف دولار لذا فإن اعتراض 3000 صاروخ هو عمل مكلف للغاية وعلى الواقع؛ تكتشف وحدة الرادار صاروخا قادما وتنقل معلومات حول سرعته ومساره إلى مركز التحكم في البطاريات، في حين تحسب أجهزة الكمبيوتر في مركز التحكم ما إذا كان الصاروخ سيصيب مناطق مأهولة بالسكان، وإذا كان الأمر كذلك، يتم إطلاق صاروخ من قاذفة تحتوي على 20 صاروخا اعتراضيا ليكون الهدف الرئيسي إبعاده عن المناطق المأهولة بالسكان، وتقليل الضرر على الأرض.

صاروخ نظام القبة الحديدية قابل للمناورة بشكل كبير ويبلغ طوله 3 أمتار وقطره حوالي 15 سنتيمترا، وقالت مجموعة التحليل الأمني "آي.إتش.إس جين" في عام 2012 إن وزنه يبلغ 90 كيلوجراما وتمت ترقية القبة الحديدية مرارا وتكرارا لتكون قادرة على مواجهة تهديد قذائف الهاون، التي تبقى في الهواء لفترة أقصر بكثير من الصواريخ ما يجعل اعتراضها أمرا صعباً

رغم تكلفة المنظومة المرتفعة جدا فهناك عيوب سجلت بشأن فعاليتها أبرزها أنه لا يمكنها التعامل مع قذائف الهاون من عيار 120 ملم وما دون ذلك كما أنها لا تعمل على تدمير الصواريخ التي تقل مسافتها عن 4 كم لقصر مسافة الانطلاق.

واضاف العميد راغب أن الجانب الفلسطيني أعلن إطلاق 5000 في الـ 24 ساعة الأولى من الهجوم، في حين كان الرشقة الواحدة بين 100 إلى 150 صاروخا وهذا تسبب في إحداث ما يُسمى في المصطلحات العسكرية بـ"التشبّع" ما يعني أن عدد الصواريخ التي جرى إطلاقها أكبر من قدرة الاعتراض الخاصة بالمنظومة.

وأضاف أنه بناءً على هذا العدد الكبير من الصواريخ لم تنجح القبة الحديدية في اعتراضها جميعا، إذ مرَّ جزء آخر ليس بالهيّن والجزء الذي يمر هو الأهم لأنه يُطلق على ارتفاعات منخفضة ومنخفضة جدا، عبر أنواع ليست دقيقة من الصواريخ، في حين يتم إطلاق الصواريخ الدقيقة على أبعاد مرتفعة، ومن ثمّ تنشعل القبة الحديدية بالطبقة الأقل انخفاضا لأنها تمثل أكثر خطورة.

وبالنظر إلى الحجم الهائل للصواريخ التي يتم إطلاقها من غزة والتي تكون في كثير من الأحيان على شكل وابل كثيف، فإن القبة الحديدية "تقرر" أيها يشكل التهديد الأكبر للمناطق الحضرية والبنية التحتية، متجاهلة تلك التي يشير مسارها إلى احتمال ضرب مناطق غير مأهولة بالسكان أو أنها سوف تسقط في البحر.

ولفت راغب إلى أنه مع طول يوم المواجهة يحدث "إنهاك للمنظومة"، ويكون عدد الصواريخ أكبر من قدرة الاعتراض، إضافة إلى زيادة طاقة التشغيل على مدار اليوم وليس هناك وقت لإعادة وضع صواريخ جديدة برؤوس المنظومة، وهذه تكتيكات استخدمت منذ فترة في التعامل مع القبة الحديدية وأوضح أن المنظومة تعاملت مع 1500 صاروخ فقط من بين ما يتراوح بين 3 إلى 5 آلاف صاروخ أطلقتها حماس.