«أقرأ مع زينب».. مُعلمة تطلق مبادرة لتشجيع الأطفال على حب الكتاب:« بدربهم على المسابقات الثقافية»
من أول يوم لها في مجال التدريس وممارستها عملها كمُعلمة لـ«حصة المكتبة»، شعرت بحالة من التهميش والإحباط لاعتبار الكثيرين لها أنها غير أساسية ولا تفيد الأطفال، كما أنهم يستعيضوا بها في كثير من الأحيان لإعطاء المواد الأساسية للأطفال بدلًا منها، مما دفعها لتدشين مبادرتها «أقرأ مع زينب» لتشجيع الأطفال على حب القراءة وتحصيل المعلومات في مختلف المجالات.
«المبادرة هدفها تغيير شكل حصة المكتبة، لأني أول ما اشتغلت لاقيت حصة المكتبة من الحصص المهمشة جدًا في المدارس سواء الحكومة أو الخاصة».. شرحت زينب سليمان، 31 عامًا، مُعلمة مكتبة في إحدى المدارس، خلال حديثها لـ«النهار» السبب الرئيسي لتدشين مبادرتها بعدما وجدت وضع حصة المكتبة سيئًا على الرغم من أهميتها لعقل الطفل وتحصيله للمعلومات في الكثير من المجالات لتثقيفه وتنمية إدراكه.
سردت الفتاة الثلاثينية أنها تهدف من خلال هذه المبادرة التوعوية تشجيع الأطفال على حب القراءة وتحصيل المعلومات فضلًا عن دعم الكتابة الإبداعية أيضًا، موضحة:«نفسي أن يكون الجيل بيقرأ أكتر ما بيلعب بالموبايلات».
حكت «زينب» أن منهج التربية المكتبية يتسم بالجمود الشديد، لذا يمكن تطويره وجعله شيقًا ومن ثم فأنها تحاول أن تجعلها حصة مليئة بالإبداع والمعرفة والمعلومات العامة من مختلف المجالات، لافتة:«بحاول أغير صوتي وأعمل حاجات كتير مختلف علشان الطفل ينجذب ويلتفت ليا ويزيد حبه لحصة المكتبة».
حالة من الجمود والإهمال سيطرت على حالة المكتبة داخل المدرسة التي تعمل فيها «زينب» عند دخولها لها لأول يوم عمل لها داخلها، كما أن الأتربة كانت متراكمة على سطح الكتب بسبب عدم الاستفادة منها، قائلة:«بعد فترة من الوقت بعد عملي في المدرسة حاولت هذه الحالة وجعلت حجرة المكتبة فيها حياة، وكمان دعمت ده بأنشطة كتيرة أوي حببت الأطفال في حصة المكتبة والقراءة».
لم تكتفٍ «زينب» بتدشين مبادرتها في حدود وإطار المدرسة فقط، إلا أنها أسست مركزًا تعليميًا للتشجيع على القراءة والمعرفة باسم مبادرتها «أقرأ مع زينب»، حيث أن الهدف الأساسي للمركز معرفي فقط، وذلك من خلال عدم دفع أي اشتراكات أو في حالة القدرة المالية من الممكن دفع اشتراك رمزي لا يتعدى الـ 20 جنيهًا، موضحة:«بدربهم على المسابقات الثقافية زي المشروع الوطني للقراءة واتحاد القراءة العربي وفي أطفال اشتراكوا عندي في المسابقات دي».
تنظم «زينب» أيضًا الكثير من المسابقات الداخلية في مركزها الخاص، بالإضافة إلى ذلك أنها تعطي الهدايا والجوائز للفائزين من الأطفال بهدف التشجيع على الثقافة وتحسين وتعزيز اللغة العربية لدى الأطفال، لافتة:«بعض المدارس الأجنبية لا تهتم باللغة العربية علشان كده هدفي أنها تكون اللغة الأولى للطفل مهما كان تعليمه لأنها هويتنا».
لم تتوقف المبادرة على الأعمار الصغيرة من الأطفال حيث أنها تبدأ من سن 4 سنوات حتى 16 عامًا، كما أن المبادرة ليست مقتصرة على المركز التعليمي الخاص أو المدرسة إلا أنها انطلقت خارج حدود مصر أيضًا مع مشتركين من خارج مصر عن طريق التواصل عبر الاجتماعات «الأونلاين»، موضحة:«ببعت لهم الكتب بي داي أف أثناء شرح الحصة أونلاين وبتكون مدة الحصة ساعة ونص، بخرج من الحصة هدفي الوحيد تعزيز الثقة بالنفس للطفل».