في اعقاب كارثة سدود وفيضانات درنة الليبية
لماذا تمثل سد ود الموصل في العراق خطورة بالغة منذ عقدين من الزمان ؟
في خطوة استباقية لوقوع اية مخاطر في السدود العراقية التي تعاني من الاهمال في الصيانة والتنفيذ أكدت وزارة الموارد المائية العراقية وجود فراغات تخزينية كبيرة في السد تتيح مواجهة أي احتمال لسقوط كميات كبيرة من الأمطار وخرنها بشكل آمن علي عكس التحذيرات التي تحدثت عن خطورته
بعد الكارثة الرهيبة التي ضربت مدينة درنة الليبية إثر انهيار سدين ما تسبب في مقتل الآلاف، توجهت الأنظار إلى سد الموصل على نهر دجلة في شمالي العراق الذي وصفه سلاح المهندسين التابع للجيش الأميركي في عام 2006 بـأنه "أخطر سد في العالم"، بسبب تعرضه لأخطار الانهيارات.
ووسط المخاوف والشائعات وتقارير نشرتها وسائل إعلام عراقية مؤخرا أعلنت وزارة الموارد المائية العراقية أن وضع سد الموصل مستقر ومطمئن، ولا صحة للمخاوف من احتمال انهياره.
ونشرت شبكة "ناشيونال جيوجرافيك" الأميركية تقريرا عن سد الموصل عن التداعيات التي يمكن أن يخلفها انهيار سد الموصل في شمالي العراق على البشر والآثار المنتشرة على ضفتي نهر دجلة ويعد سد الموصل أكبر خزانات العراق المائية، لكنه مبني على أساسات من الجص ويتطلب حقنا منتظما للإسمنت لملء التشققات في هيكله.
وعام 2016 حذرت السفارة الأميركية في بغداد مواطنيها، وطلبت منهم الاستعداد لمغادرة البلاد في حال وقوع ما وصفتها بالكارثة إذا انهار السد.
وجاء التحذير بعد عامين من سيطرة تنظيم داعش على الموصل وأجزاء أخرى من العراق، ما عرقل وقتذاك إجراء عمليات الصيانة على السد.
ونقلت الشبكة عن خبراء أن انهيار السد - افتراضيا - يمكن أن يؤدي إلى مصرع 1.5 مليون شخص على ضفاف نهر دجلة في غضون 3 أو 4 ساعات.
كما لفت الخبراء إلى أن المياه - وفقا للسيناريو الافتراضي - ستغمر مدينة الموصل، أكبر مدن شمال العراق، بارتفاع 21 مترا خلال ساعات من انهياره، وكذلك ستندفع موجة مد داخلية لمسافة 280 كيلومترا باتجاه الجنوب على طول نهر دجلة.
ويمكن أن يمتد تأثير مثل هذه الكارثة المحتملة إلى محو أيضا آلاف المواقع الأثرية والثقافية على طول نهر دجلة. وتشمل هذه المواقع نمرود، ونينوى، العاصمة الآشورية القديمة التي كانت ذات يوم أكبر مدينة في العالم وأولى الإمبراطوريات الحقيقية التي ظهرت في الألفية الأولى قبل الميلاد.