«مريم» تدعم المكفوفين بمبادرة توعوية: «أعظم حدث عشته تكريم الرئيس ليا»
«النور مكانه في القلوب».. هذه العبارة كانت بمثابة الطريق الذي تسلكه «مريم» في حياتها كي تتغلب على فقدانها البصر لتنير ببصيرتها حياة من حولها وتدعم الآخرين من أصحاب الهمم وبالأخص المكفوفين كي يكونوا شخصيات ملهمة في مجالاتهم دون الإحساس بأي إعاقة.
«كنت دايمًا بحس وأنا في الجامعة أن الناس دايمًا مستغربة حالة الشخص المكفوف».. هذه هي المشاعر التي بدأت مريم النجدي، خريجة كلية الألسن، حديثها لـ«النهار»، من خلال تعامل الأشخاص معها ومع غيرها من الأشخاص المكفوفين أثناء فترة المرحلة الجامعية، وخاصًة أن فترة الدراسة في المراحل التعليمية المختلفة يكون المجتمع بالنسبة للمكفوف مغلقًا على عكس المرحلة الجامعية التي تجعله يتعامل مع الجميع، لذا فبعض الأشخاص كانوا يتعاملون مع الشخص المكفوف على بطريقة مائلة للتعاطف المبالغ فيه البعض الآخر يتعامل معه بطريقة مليئة بالدهشة.
قررت «مريم» أثناء فترة المرحلة الجامعية أن تنشر مبادرة لدعم المكفوفين ونشر التوعية بالتعامل معهم في كافة المواقف والتعايش مع جميع الفئات، لافتة:«بعد المبادرة دي حسيت بتفاعل كبير جدًا وكمان بقى في تشجيع».
حكت «مريم» أنها بعد تدشين مبادرة لدعم المكفوفين والتوعية بالتعامل معهم، حصلت على التشجيع من الجميع بالإضافة إلى عدد من المشاهير وكان من بينهم الإعلامي أحمد يونس، والكاتب الروائي أحمد مراد، موضحة:«أنا لاقيت الدعم من جميع الأشخاص سواء على المستوى الشخصي أو على المستوى العام بالإضافة إلى السوشيال ميديا اللي كان كل فيديو ليا بتكلم فيه عن التوعية وبحكي عن قصص ملهمة دايمًا كنت بلاقي الناس حابة وبتشجعيني أكمل في طريقي».
حضرت «مريم» في أكثر من فعالية ومؤتمر بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، فكانت المرة الأولى في مؤتمر الشباب السابع وقامت بالغناء في أحد الفقرات ثم تقديم نفسها أمام الحضور وبعد علم الجميع بالمبادرة التي تدعم حقوق المكفوفين والتوعية بالتعامل معهم تم تكريمها من قبل الرئيس، مشيرة:«أنا مكانتش أعرف حاجة عن التكريم ده واتفاجأت بس اتبسطت أوي أني بتكرم من الريس في أعظم حدث عالمي أنا عشته».
شاركت «مريم» في فعالية قادرون باختلاف أيضًا وحينها قامت بالغناء برفقة حسين الجسمي، موضحة:«بحب الفن جدًا بكل أنواعه ونفسي أوظف المواهب في مشروع فني خاص بيا».
ترغب «مريم» في عمل برنامج خاص به سواء كان إذاعيًا أو تليفزيونيًا لا يتحدث فقط على دعم المكفوفين ولكن يظهر الجوانب الأخرى في حياتهم بالإضافة إلى ذلك أنه يقوم بعرض كافة الشخصيات الملهمة في مجالاتهم المختلفة، قائلة:«دايمًا بحس أني محتاجة أوظف قدراتنا في المجتمع وأظهر الشخصيات المبدعة من ذوي الهمم».
تزور «مريم» الكثير من المدارس لتوعية الأطفال بكيفية التعامل من الأشخاص ذوي الهمم وخاصًة المكفوفين وذلك من خلال الرد على كافة استفساراتهم المختلفة التي تدور في أذهانهم، قائلة:«دايمًا بحب أشارك في فعاليات ثقافية مختلفة وأشرح تجربتي علشان أفيد الناس».