أول طالبة كفيفة تحصل على شهادة البكالوريا الدولية «IB»:« نفسي في منحة كاملة من الجامعة الأمريكية»
حالة فقدان البصر لم تقف «جويرية» عن الدراسة والتعلم بل والتميز والتميز عن الكثير من الأصحاء، وخاصًة بعد حصولها على لقب أول طالبة مصرية كفيفة تحصل على شهادة دراسية عالمية رفيعة المستوى بطريقة الدمج، تحديات كثيرة وجهتها إلا أنها قاومتها وتغلبت عليها كي تتميز ولتكون على ما أصبحت عليه حاليًا.
«حصلت على البكالوريا الدولية بتفوق وحصلت على لقب أول كفيفة في مصر على شهادة البكالويا الدولية».. بدأت جويرية سليمان، 18 عامًا حديثها لـ«النهار» بحالة من الفخر بعد حصولها على هذا اللقب، كما أنها شرحت أن البكالوريا الدولية تكون عامين فقط ويتم الحصول خلال فترة العامين على 6 مواد بين علمي وأدبي ولا يوجد تشعيب فيها ويتم اختيار المواد التي يريدها الطالب.
بعد انتهاء عامين الدراسة، يتم الحصول على اختبارات عن المواد التي تمت دراستها ويتم تقسيم الامتحان على أكثر من ورقة سواء كانت الأسئلة اختيارية أو مقالية.
«كفيفة مُنذ الولادة بسبب مرض جيني نادر، وأهلي لاحظوا أن في مشكلة بصرية بسبب عدم استجابتي».. كشفت «جويرية» عن سبب الإعاقة البصرية والتي حاول أهلها اكتشافها من خلال زيارة الكثير من الأطباء حتى تم التشخيص الصحيح من قبل طبيب ما والذي قام بمساعدة الأهل في التعرف على سيدة تُدعى دعاء مبروك وهي مؤسس جمعية بصيرة حاليًا، والتي كان لديها طفلًا يعاني من نفس المشكلة المرضية.
ساعدت دعاء مبروك أسرة «جويرية» في التعرف على المرض الجيني ومساعدتهم في التعامل مع ابنتهم، لافتة:« ساعدت ماما كتير واديتها خبرتها كلها علشان تعرف تتعامل معايا».
تعلمت «جويرية» في مؤسسة بصيرة كل المهارات التي يمكن أن تعرفها كي تتميز، وذلك بداية من تمرين عضلات يدها والاعتماد على الحواس الأخرى كاللمس، والسمع والشم كتعويض عن حاسة البصر بالإضافة إلى التعاملات الاجتماعية والاحتكاك بالآخرين والتعامل مع كافة المواقف التي يمكن التعرض إليها، موضحة:«اتعلمت طريقة بريل وكمان اتعلمت ازاي اعرف استخدم اللابتوب والبرامج المخصصة لفاقدي البصر».
«أمي دايمًا كانت الداعم الأول ليا وقامت معايا بكل التدريبات والمهارات علشان تقدر تساعدني».. رسالة شكر وامتنان أوضحتها «جويرية» في كلمات بسيطة عن والدتها والتي شاركتها في جميع التحديات والتدريبات المختلفة كي تصل إلى المستوى المشرف التي وصلت إليه الآن.
حياة طبيعية عاشتها «جويرية» مُنذ طفولتها حيث أنها تعلمت في حضانة ومدرسة عادية دون أن تشعر بأي تمييز، موضحة:«أنا مؤمنة جدًا بالدمج في التعليم للرغبة في دراسة المواد والمجالات دون وضع حدود وبالتالي الانفتاح على المجتمع من البداية».
التحقت «جويرية» بمدارس الـ«IB» بسبب أن الاختبارات أغلبها مقالية وذلك ناتج عن عشقها للكتابة والقراءة الكثيرة، بالإضافة إلى مشروعاته الخاصة به والتي كانت ترى فيها الكثير من التميز بسبب الأوراق البحثية، موضحة:«حلمي أن أدخل كلية آداب قسم اللغة الإنجليزية أو إدارة أعمال وكمان نفسي أعمل دمج بين المجالين ويكون تخصص مزدوجًا، ونفسي احصل على منحة كاملة من الجامعة الأمريكية».