بعد مقتل قائد فاغنر.. بوتين يطلق إنذار الرعب للمتمردين
خبراء أمنين: من الممكن أن يؤدي اغتيال بريجوزين لردود فعل سلبية بالنسبة لبوتين
من يقوم بنصف تمرد كمن قام بحفر قبره بيديه، مقوله تحققت على أرض الواقع بروسيا في الأيام الأخيرة، بعد وفاة قائد مجموعة فاغنر الروسية في حادث تحطم طائرة، الذي قام بعمل تمرد على السلطة الروسية في يونيو الماضي، لا يزال هناك بعض الغموض يحيط بظروف الحادث، الذي أدى أيضًا إلى مقتل العديد من المسؤولين الآخرين رفيعي المستوى في فاغنر، لكن الغرب وجه الاتهامات إلى الرئيس الروسي بوتين انتقاما لتمرد بريجوزين قائد فاغنر عليه.. فهل نهاية قائد فاغنر انذار روسي لكل من يحاول أن يتمرد على الكرملين أم ستكون باب جحيم بسبب افراد المجموعة؟
قالت كلارا بروكيرت خبيرة في الشؤون الأمنية والحوادث المبنية على التضليل والتطرف، إن الطريقة التي قُتل بها بريجوزين قائد مجموعة فاغنر تعتبر مثل إعدامه على طريقة المافيا التي كان يستخدمها هو نفسه ضد أعدائه، وهذه الطريقة العنيفة لا ترسل فقط رسالة واضحة إلى الآخرين الذين قد يجرؤون على تحدي بوتين، ولكنها تتناسب أيضًا مع العلامة التجارية التي بناها بريجوزين لنفسه ولمجموعة فاغنر التي كان يسيطر عليها.
وأضافت بروكيرت أن عام 2019 شهد ظهور هذه المجموعة من خلال تهديدها للاتحاد الاوروبي من خلال مقاطع فيديو انتشرت على السوشيال ميديا، على سبيل المثال عندما عرضت فاغنر مقطع فيديو آخر يظهر شخصًا تم تحديده على أنه منشق عن مجموعة فاغنر وقد تحطم رأسه بمطرقة ثقيلة، ورداً على الفيديو، قال بريجوزين إنه يجب أن يكون عنوانه "كلب يتلقى موت كلب"، لذلك أظن أن بوتين عاقبة بنفس عقابه للمنشاقين عن مجموعتة المقاتلة.
وأشارت الخبيرة الأمنية إلى أن العنف الشديد ركيزة أساسية لعلامة فاغنر، وقد روج له بريغوزين نفسه بكل سرور، فعلى الرغم من ازدهار سمعة مجموعة فاغنر منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، إلا أن المنظمة ظلت تبني علامتها التجارية القائمة على البطش منذ سنوات، فقد تم إحياء ذكرى العمليات البطولية المفترضة التي قام بها فاغنر في العديد من الأفلام التي تم إنتاجها ذاتيًا والتي تم تصميمها بشكل كبير والتي تعمل كدعاية دولية ومحلية بالإضافة إلى أدوات تجنيد، على سبيل المثال، فيلم "سياحي" (2021) هو فيلم ممول من فاغنر تدور أحداثه في جمهورية أفريقيا الوسطى ويصور مقاتلي فاغنر كجنود من النخبة مدربين تدريباً عالياً وقاتلين للغاية.
المشهد بعد وفاة قائد فاغنر
فيما قال كولن بي كلارك خبير معلوماتي في شركة سوفان للاستشارات الأمنية، إن سمعة فاغنر بالوحشية الشديدة كانت مستحقة عن جدارة، لكن لا نعرف كانت نابعة من أين هل من بريجوجين زعيم المجموعة أم من الكرملين نفسه، فهذا سيحدد ماذا كانت ستقوم هذه المجموعة بعملها تحت قيادة مسؤول روسي أم ستختار أحد من أفردها لقيادتها، فإن معظم ما تبقى من هالتها كان نتيجة لأعمال قائدها المقتول في حادث الطائرة، في الواقع ليس هناك أي شيء خاص بشأن هذه الشركة العسكرية "الخاصة"، كما كشف بوتين في أواخر يونيو عندما اعترف بأن تمويل فاغنر قدمته الدولة الروسية، أكثر من مليار دولار خلال العام الماضي وحده، على الرغم من أن الشركات العسكرية الخاصة غير قانونية في روسيا، فقد سُمح لفاغنر بالإعلان والتجنيد علنًا، بما في ذلك على اللوحات الإعلانية في المدن الكبرى التي تعرض صورًا بطولية لمقاتليها.
وبسبب هذه الجهود، إلى جانب الإنتاج الإعلامي الحكومي الروسي، تحظى فاغنر بتقدير كبير في روسيا، وكان هذا واضحاً خلال تمرد المجموعة في أواخر يونيو، عندما استقبل المواطنون الروس في روستوف أون دون مقاتلي فاغنر في الشارع، وقدموا لهم الطعام، بل وهتفوا باسم المجموعة، حتى بعد إجهاض التمرد، ظل بريجوزين شخصية شعبية، يحظى باحترام رجاله واحترام جزء كبير من الشعب الروسي
وأوضح كلارك أن مع وفاة بريجوزين وغيره من كبار قادة فاغنر مثل ديمتري أوتكين، يمكن أن المجموعة نفسها في وضع جيد لتجربة شيء من التطور، لا يزال اسم فاغنر يحتفظ ببعض المخبأ، وبوتين في وضع يسمح له بإعادة تأكيد سيطرته على عملياتها، وفي حقبة ما بعد بريجوجين، ستحتاج فاغنر إلى التوافق بشكل أوثق مع الأهداف الجديدة التي لم يعلن عنها بوتين بعد، ومع فرض موسكو سيطرة أكثر صرامة على فاغنر من خلال التكامل الوثيق مع الكرملين، سيتعين على المجموعة تجنب تعريف نفسها كمعارضة للنخب العسكرية، ومع ذلك فإن الوضع لا يزال غير مؤكد. ولا يزال من الممكن أن يؤدي اغتيال بريجوزين المفترض إلى بعض ردود الفعل السلبية بالنسبة لبوتين.