النهار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 12:30 صـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

في متابعة متواصلة للنهار في تداعيات مقتل قائد فاجنر

الخبراء يتسألون : من هي الشخصية التي سيختارها بوتين لتخلف بريجوجين في رئاسة فاجنر ؟

الرئيس بوتين مع قائد فاجنر القتيل
الرئيس بوتين مع قائد فاجنر القتيل

شكل مقتل قائد فاجنر المفاجيء صدمة وربكة في الداخل الروسي وعلي مستوي العالم نظرا لتغلغل نفوذ ونشاط فاجنر علي مستوي العالم و توقع خبراء ومحللون أن يلجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاختيار شخصية موالية للكرملين على رأس مجموعة فاجنر خلفا لقائدها يفجيني بريجوجين الذي قتل في تحطم طائرته شمال موسكو يوم الأربعاء.

ووصف المحلل السياسي الروسي يفجيني سيدوروف في تحليله للوضع علي الفيس بوك ان مستقبل فاجنر بالغامض بعد مقتل قائدها وقال إن القيادة الروسية ستبحث عن بديل موثوق فيه ويلتزم بالخطوط الحمر حتى لا تتكرر قصة بريجوجين وتمرده، في إشارة إلى التمرد المسلح الذي قاده زعيم فاجنر في يونيو الماضي وبحسب سيدوروف فإن الأوضاع الراهنة تفرض على بوتين تعيين زعيم جديد للمجموعة يتمتع بنفس صفات سلفه ليواصل المهام في أفريقيا أو أوكرانيا مؤكدا أن أندريه تروشيف الذي يطرح اسمه ليكون البديل ليس وحده بالقائمة وهناك مرشحون آخرون بينهم قادة عسكريون يخدمون بالجيش النظامي أي أن لديهم علاقة وطيدة بالكرملين وأوفياء للرئيس و تروشيف -وهو عقيد سابق بالجيش الروسي وأحد أبرز مؤسسي فاجنر- يبدو الشخصية المؤهلة لخليفة بريجوجين بسبب سجله ولأنه سيكون الأكثر قدرة على الاستثمار في مهام فاجنر.

وحسب صحيفة كوميرسانت الروسية، فإن بوتين كان قد اقترح تروشيف قائدا جديدا لفاجنر خلال اجتماع مع قادة هذه المجموعة بعد أيام من انتهاء تمرد بريجوجين في يونيو الماضي وإن أي شخص سيرث ما تبقى من مجموعة فاجنر سيدرك أنها في خطر وأن عليه أن يمتثل لخطوط حمراء معينة وألا يخرج عن ما يمليه الكرملين وسيده وكذلك أجهزة المخابرات الروسية و أن ما يجري حاليا أن بوتين يريد فاجنر تعمل لحسابه من أجل مد أذرع المجموعة في أفريقيا.
وتوقع أن يترتب عن وفاة قائد فاغنر تداعيات جيوسياسية في أفريقيا وأوروبا وقال إن هذه المجموعة كانت أداة مهمة لروسيا لاستخراج الثروات الطبيعية مثل الغاز الطبيعي والذهب من الدول الأفريقية لتغذية الحرب في أوكرانيا، وكشف أن بريجوجين كان يرسل الذهب السوداني إلى موسكو، لكنه لم يستبعد أن تتأثر علاقة هذه الدول بروسيا في ظل غياب بريجوجين خاصة وأنه كان ينسج علاقاته مع أشخاص وليس مع مؤسسات في تلك الدول، كما يوضح المتحدث.

وحول موقف واشنطن من التطورات الجارية اكد يفيجيني سيدروف أن الولايات المتحدة -وخاصة وزارة الدفاع- لا تحبذ العمل في دول الساحل والقرن الأفريقي وبالتالي فهي لا تريد الدخول في نزاع في أفريقيا بسبب فاغنر.

وبشأن مصير نفوذ فاجنر في البلدان التي كانت تنشط فيها خصوصاً الأفريقية َمنها اكد سيدروف أن المرحلة المقبلة ستكون مختلفة ليس في سوريا لوجود قوات موالية لإيران هناك ولكن ربما في ليبيا والسودان لأن أي شخص يخلف بريجوجين سيكون بحاجة إلى بناء علاقات جديدة في تلك الدول.

وأوضح سيدروف أن حسابات زعماء الدول الأفريقية مرتبطة بالاقتصاد وليس بما تمده موسكو التي لا تملك مقومات دعم اقتصادات حلفائها، مبرزا أن الدول الأفريقية تفضل أن تبقي جسرا مع الدول الغربية وتحديدا الولايات المتحدة لتحصيل مساعدات اقتصادية منها وربما العودة إلى التحالف معها.

والجدير بالذكر أن قائد فاجنر قتل عندما تحطمت طائرته الخاصة من طراز إمبراير ليجاسي قرب قرية كوجينكينو في مقاطعة تفير (شمال موسكو) أثناء تحليقها باتجاه سان بطرسبورج حيث يقع مقر فاجنر وقد قدّم الرئيس الروسي بوتين التعازي لعائلة بريجوجين في أول تأكيد رسمي لمقتل الأخير جراء تحطم طائرته وقال في تصريحاته المتلفزة امس الخميس إنه عرف بريجوجين منذ حقبة التسعينيات وكان شخصا موهوبا وليس في روسيا فقط وفق تعبيره.