أوكرانيا تتقدم نحو ميليتوبول وروسيا تؤكد سيطرتها على روبوتين
أعلن الجيش الأوكراني امس الثلاثاء إحراز تقدم صوب مدينة ميليتوبول في محيط زاباروجيا على المحور الجنوبي، وفي حين أعلنت روسيا أن قواتها تواصل سيطرتها على الأوضاع في بلدة روبوتين؛ أعلنت الإدارة الأميركية تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة لكييف بقيمة 250 مليون دولار تتضمن ذخائر وعتاداوقالت هيئة الأركان الأوكرانية إن قواتها حققت تقدما في الجبهة الجنوبية، وإنها تواصل عملياتها الهجومية باتجاه مدينة ميليتوبول في مقاطعة زاباروجيا (جنوب شرقي البلاد).
وتعد ميليتوبول هدفا إستراتيجيا للجيش الأوكراني، فهي بوابة إلى شبه جزيرة القرم، حيث تقع المدينة على خط سكة حديدية يربط روسيا بالقرم والأراضي الأخرى التي تسيطر عليها في جنوب أوكرانيا ومن جهته، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن القوات الروسية عملت على بناء خط دفاعي من 3 مستويات في الجنوب الأوكراني يصعب اختراقه.
وتصطدم القوات الأوكرانية بخطوط دفاع روسية تشمل خنادق وحقول ألغام بعمق كيلومترات، وتمكنت من استعادة بعض القرى في الجنوب، كما ضغطت على أطراف باخموت شرقا وتشن كييف هجوما مضادا منذ يونيو الماضي بعد حصولها على أسلحة غربية وبناء وحدات هجومية، لكن التقدم كان بطيئا.
وفي المقابل، أعلنت السلطات الموالية لروسيا في مقاطعة زاباروجيا أن القوات الروسية تواصل سيطرتها على الأوضاع في بلدة روبوتين، وتمكنت من إخراج القوات الأوكرانية من بلدة فيربوفويه جنوب مدينة أريخوفو في المقاطعة وقال عضو الإدارة العسكرية المدنية الروسية في المقاطعة فلاديمير روغوف في حديث لوكالة "نوفوستي" إن الأعمال القتالية مستمرة في بلدة روبوتين وإن القوات الأوكرانية تتكبد خسائر فادحة ولا تستطيع تثبيت مواقعها، وفق تعبيره.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها أحبطت هجمات أوكرانية كانت تستهدف منشآت داخل روسيا بـ4 طائرات مسيرة، مؤكدة أنها أسقطت تلك الطائرات فوق الأراضي الروسية وكذلك فوق مياه البحر الأسود وكان جهاز الأمن الفدرالي الروسي أعلن أنه أحبط هجوما ضد منشأة للبنية التحتية الحيوية في مقاطعة كالوغا (جنوب موسكو).
وأوضح جهاز الأمن -في بيان له- أنه اعتقل مواطنا روسيا من مؤيدي مجموعة آزوف القومية الأوكرانية، وكان يخطط لارتكاب عمل إرهابي، وفق البيان.
وفي سياق متصل، قال ميخائيل بودولياك مستشار الرئاسة الأوكراني إن كييف أخذت ضوءا أخضر من شركائها لشن هجمات على شبه جزيرة القرم وأضاف بودولياك أن روسيا ستفقد السيطرة على مجالها الجوي بمرور الوقت.
وتابع "اليوم لدينا الإمكانات لتدمير كل شيء روسي في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014، أذكركم العام الماضي كان هناك اعتراض على هذا الأمر، ولكن الآن إذا أخذنا بعين الاعتبار عدد الدول التي تدعمنا في هذا الإطار فإننا نستطيع تدمير كل شيء روسي في الأراضي المحتلة".
وبيّن المسؤول الأوكراني ذاته أن عدد المسيرات التي ستهاجم الأراضي الروسية سيتضاعف، ولفت إلى أن روسيا ستظهر بشكل متزايد عدم القدرة على السيطرة على مجالها الجوي، وعدم قدرتها على تحديد مصدر هذه التهديدات.
وفي رده على هذه التصريحات، حذّر ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي الدول الغربية من تبعات موافقتها على شن القوات الأوكرانية هجمات على شبه جزيرة القرم، وقال إن ذلك سيكون سببا لشن حرب وسيمنح موسكو إطارا قانونيا للتحرك ضد الجميع واعتبر ميدفيديف أن هذا الأمر ينبئ بأن نهاية العالم تقترب.
ومن جهته، اعتبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن السلطات في كييف تفعل كل ما بوسعها من أجل جرّ الغرب إلى النزاع بين روسيا وأوكرانيا إلى أقصى حد ممكن وتعليقا على إعلان السلطات الأوكرانية أن الغرب وافق على شنها ضربات ضد أي منشآت روسية، قال بيسكوف إن الدول الغربية تفهم المخاطر من مثل هذه التصرفات وتدرك أن هذه الدرجة من التورط في الأزمة ستؤدي إلى ما وصفه بالتكاليف الحتمية.
وفي إطار الدعم الغربي، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن ستقدم حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 250 مليون دولار تتضمن ذخائر وعتاداوقال البيت الأبيض إن المساعدات الجديدة لأوكرانيا ستوجه إلى الميدان وستدعم دفاعاتها الجوية.
وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء أن حزمة المساعدات العسكرية الجديدة لأوكرانيا تشمل معدات إضافية لإزالة الألغام وصواريخ للدفاع الجوي وذخيرة للمدفعية وأكثر من 3 ملايين علبة ذخيرة للأسلحة الصغيرة.
وتابع "لقد بدأت روسيا هذه الحرب ويمكنها إنهاؤها في أي وقت بسحب قواتها من أوكرانيا، ووقف هجماتها الوحشية. وإلى أن يحدث ذلك ستقف الولايات المتحدة وحلفاؤها وشركاؤها متحدين مع أوكرانيا مهما استغرق الأمر".
وكانت وزارة الدفاع الأميركية أعلنت منتصف الشهر الحالي تقديم مساعدة عسكرية إضافية لأوكرانيا. وذلك ضمن الدفعة الـ44 من المعدات التي قدمتها إدارة الرئيس جو بايدن من مخزون وزارة الدفاع لأوكرانيا منذ أغسطس 2021.