النهار
الأحد 22 ديسمبر 2024 09:49 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

ثقافة

وتتوالي سلسلة لقاءات”النهار” والاحتفاء بكبار الادباء والشعراء

”النهار” تحاورالشاعر د.السيد رشاد برى

الشاعر الدكتور سيد رشاد
الشاعر الدكتور سيد رشاد

-الشعرسيظل فن الإنسانية الأول

-القصيدة التفاعلية رافد شعرى لايزال يتشكل

- المشهد الإبداعى العربى عاجز عن مواجهة الأحداث الكبرى

- المبدع مرتبك..والعملة الرديئة تحاصر الجيدة

- يوم الشعرالعالمى بشارة العرب للعالم

- ديوان "ثلاثية الليل" حكمته الثنائيات المتباينة

-"فتنة الزجاج" كشف البريق الزائف

- الخاطف فى عزلته"قدم شاعرية مختلفة

- "طفلة الوقت"اقتحم مع المتلقى غابة الذات الإنسانية

- المبدع الحقيقى لايكتب مسايرة لشىء أولأحد

- قصيدة النثر تستمد قيمتها من "نصها" لا من "أكف المتلقين"

-اول من قدمنى الراحل القدير "جمال الغيطانى" فى أخبار الأدب قبل أن تصبح إصدارًا مستقلًا..

- لن أنسى أبدًا دعم الشاعر الكبير "أوفى الأنور" منذ كنت طالب ثانوى بأخميم

الشاعروالمفكر الكبيرالدكتور سيد رشاد بري اسم يسبقه العديد والعديد من المؤلفات والكتابات الادبية والروائع الشعرية والتكريمات والمساهمات الثرية في اثراء الحركة الثقافية والادبية والصحفية في وطننا الحبيب وهو امتداد اصيل لجيل العمالقة الكبار الذين اثروا المكتبة العربية بالروائع التي حفرت لنفسها وثبتت نفسها بأحرف من نور في التاريخ العربي وهو مثل بستانى أصيل غرس أزهاره من أول رأس الحديقة.. قدم الشاعر د.السيد رشاد برى، عبر دواوينه الأربعة شاعرية:"ثلاثية الليل والوجه الآخر، والخاطف فى عزلته،وفتنة الزَجّاج،وطفلة الوقت"،شاعرية متعددة الرؤى،وضعته فى سياق خاص على خارطة المشهد الشعرى المصرى،وهوباحث وناقد أدبى وتشكيلى له العديد من الدراسات والمؤلفات منها : "الصوت والصدى،وتجليات القصيدة الليبية،وفى النقد التشكيلى: زهرة المندلية،وموقد النور،وضوء وظل،إضافة إلى إسهامه فى عدد من الموسوعات منها: المشغولات المعدنية،والمشغولات الحجرية ،وموسوعةالنخيل، وموسوعة الحرف والتقاليد فى الشلاتين وحلايب..وغيرها،وهو فى هذا يحرص على تحقيق معادلة التوازن الصعبة - أو هكذا بدا الأمر- بين كل تلك الروافد التى تصب فى نهره الإبداعى،وبين أبحاثه الأكاديمية فى عدة مجالات من أبرزها الإعلام والاقتصاد الإبداعى،وحرف وفنون التراث ..إضافة إلى مقالاته وكتاباته الصحفية،فضلاعن عمله نائبا لرئيس تحرير،ومسؤلا عن الديسك المركزى لمجلة الأهرام العربى بمؤسسة الأهرام الصحفية العريقة،ومحاضراته فى المعاهد والجامعات والمؤسسات والمنتديات الثقافية مصريا وعربيا،ومشاركاته المتعددة عضوا باتحاد كتاب مصر،وأمينا عاما لاتحاد المبدعين الآفرو آسيوى،و عضوا بمجلس علماء مصر،وبالاتحاد العربى للتعليم والتدريب بمجلس الوحدة الاقتصادية التابع للجامعة العربية،وبجمعية حماة اللغة العربية،ونقابة الصحفيين المصرية وغيرها من مؤسسات فكرية وبحثية وأكاديمية،والذى قدم للمكتبة العربية عشرات الدراسات وأوراق العمل،وأكثرمن ستة وعشرين مؤلفا فى مختلف مجالات الإبداع والمعرفة.

فى الجزء الأول من هذا الحديث نتحاورمع شاعرٍصاحب عطاءمختلف،ظل دائما قادراًعلى الإدهاش حول مسيرته الشعرية، ونناقش معه عددا من القضايا الإبداعية .

- هل مازال الشعر فن العربية الأول فى ظل منافسة شرسة من الوسائط الرقمية؟

**الشعرمازال،وسيظل فن العربية بل الإنسانية الأول والأنبل،باعثا لأرقى ما فى العقل، وأسمى ما فى الضميرالإنسانى،مالئا فراغات الروح .. لهذا كان الشعر،وسيبقى - رغم حواجز اللغة واختلاف الثقافات - المشترك الإنسانى العام الأبهى والأروع،والأسمى تأثيرا..ويكفى العرب أنهم أهدوا إلى هذه الإنسانية كلها،واحدا من أرقى أيامها هو اليوم العالمى للشعر،الذى يحتفل به العالم كله فى مستهل فصل الربيع موسم النماء،والجمال،وتفتح الأزهار،فى الحادى والعشرين من مارس كل عام،وذلك حينما تقدمت المملكة المغربية ممثلة فى المفكرة نعيمة ثابت الأمين العام للجنة الوطنية المغربية للتربية والثقافة والعلوم وقتها،إلى هيئة اليونسكوعام 1998 بمبادرة مغربية لتخصيص يوم دولى للشعر،وفى العام التالى1999 أوصت "اليونسكو "..بتخصيص يوم دولى محدد للشعر،هذا من ناحية،ومن ناحية أخرى كان الشعرمن أكثروأسرع الاجناس الأدبية استجابة للتطورات الحضارية المتلاحقة،وأحدثهاحقبة ما وراءالذكاء الاصطناعى،حيث نشأت قصائد مابعد حداثية مرتبطة فى الأساس بوسائط الذكاء الاصطناعى، وأهمهاالانترنت،بل تحول الفضاء الافتراضى إلى نافذة سحرية يطل منها الشعرالعربى على العالم كله.

- فى هذالسياق حدثنا عن أهم ملامح رحلتك مع الشعر؟

**رحلتى مع الشعر بدأت مبكرا مع قراءة ماتبقى من مكتبة جدى الأكبر محمد بن برى والذى كان أحد النحاة الكبارومحققى التراث،وله كتاب شهير فى هذا المضمار من كنوز الهيئة العامة للكتاب،كانت الكتب مهملة وملقاة على سطح منزل العائلة القديم بمدينة أخميم بصعيد مصر،فانتقيت منهاما أتتيحت لى قراءته، ثم كتبت محاولاتى الأولى فى الشعر نهاية المرحلة الابتدائية،وكان مسرحى الأول الإذاعة المدرسية، حيث كان زملائى يقتبسون من القصائد الشهيرة،لإلقائها فى المناسبات الوطنية والدينية والاجتماعية ..بينماكنت ألقى أناشيد اومحاولات شعرية من تأليفى الخاص،وفى نهاية المرحلة الثانوية نشر لى الراحل الكبيرالأديب جمال الغيطانى قصيدة قصيرة عقب زيارته لمسقط رأسه سوهاج بجنوب مصر فى صفحة أخبار الأدب بجريدة الأخباريقول مطلعها:"إن القنبلة الألف/لاتقدر أن تقتل حرفا / لكن الصمت الأبتر/ يقتل آلاف الكلمات.." قبل أن تتحول إلى إصدار مستقل، وجعلها أذن رأس الصفحة احتفاء بها،مع بعض الثناء التشجيعى بما يليق بشاعر صغيرلايزال يتلمس طريقه،وقد خرج لتوه من المرحلة الثانوية.

أما فرحتى الشعرية الأولى فكانت بإصدار ديوان مشترك مطلع الثمانينات مع الشاعرين والصديقين العزيزين: الأستاذ/حلمى الخياط،والدكتور/أيمن الحمال بعنوان قصائد للأرض والحب والإنسان قدم له الأديب عبد العال الحمامصى،رئيس القسم الثقافى بمجلة أكتوبر،وأثراه بدراسة رائعة الأديب والشاعرالكبيرالأستاذ/ أوفى عبد الله الأنور،بعده أصدرت ديوانى الأول ثلاثية الليل والوجه الآخر الذى صدر عام 1990 عن دار المدنى ،كانت التجربة فى بواكيرها،وقصائدها احتفت بشجن الإنسان المعاصر الذى سرقت إنسانيته انقلابات الأوضاع في جميع المجالات من حولنا ورسمت فوق تفاصيل ذاته المغموسة حد الحافة، ملامح الفجيعة التي لم يعد لها حل سوى البحث عن حلم،وربما يفسرهذا اختيارى لإحدى عبارات شكسبير شديدة الدلالة،والتى قالها على لسان الملك لير في المسرحية التى تحمل ذات الاسم وهى: (العربة امام الحصان والابناء يريدون آباء مطيعين) لتكون مفتتح الديوان،ونقطة الإضاءة التى تمثل مدخله الدلالى،وهذا الديوان انتمى الى قصيدة التفعيلة باستثناء قصيدة واحدة تنتمى الى الشعر العمودى،وكشأن البدايات حكمت أجواءه الشاعرية الثنائيات الواضحة والمتباينة مثل (الأنا) و (الآخر) .

بينما قدمت شاعرية متعددة المستويات والرؤى في ديوانى التاليين (فتنة الزّجّاجْ ) عن هيئة قصور الثقافة،و (الخاطفُ في عزلته) عن الهيئة المصرية العامة للكتاب،فى فتنىة الزّجّاجْ حمل " الزّجّاجْ "أو صانع الزجاج معظم الحمولة الرمزية فى قصائد الديوان،والتى تحيل إسقاطاتها إلى هشاشة حقيقة وجوهرالواقع الإنسانى، رغم بريقه الزائف أحيانا، وهنا تخلت الشاعرية فى فتنة الزّجّاجْ عن عدد من الثنائيات التى ظلت حاكمة منطق الشاعرية السابقة مثل الداخل / الخارج (فلم يعد الخارج مثلا نقيضا لما هو داخلى،بل هوامتداد له،وأصبح الشعر ينتقى أشياءه الأليفة ليس فقط عن طريق (حركتى الاستشراف والاستبطان) بل أيضا من خلال تفعيل الذاكرة التى تعود إلى حركة ارتدادية حيث الماضى،ومعظم قصائد الديوان تنتمى إلى قصيدة النثر مع بعض القصائد التفعيلية .

أماالديوان الثالث الخاطفُ فى عزلته،فيجسد علاقة الشاعر بالعالم،وإن المبدع الحقيقى لايكتب مسايرة لشىءأولأحد،وقصائد الديوان عكفت أكثر على الهموم الذاتية وتأمل المعيش والهامشى بشاعرية مختلفة،وقدحظى الديوان عقب صدوره بردود أفعال طيبة فى الأوساط الأدبية،كماأشادت به جائزة البياتى فى بيان رسمى. فيما انتمى ديوانى الرابع"طفلةُ الوقت"لقصيدة النثر بالكامل،حيث تحررت الذات الشعرية من هاجس التواطؤ المسبق مع المتلقى من خلال الموروث الشفهى والموسيقى الصاخب الذى كان يبحث عن جائزته الفورية عبر التصفيق الفورى عند المتلقى، لتصبح الشاعرية في هذاالديوان مفتوحة وصارت فى الديوان الرابع طفلة الوقت أكثرعمقا وحرية.. فيما أستعد الآن لإصدار ديوان للأطفال بعنوان "طفل وحجر"، بعد توقف عن الشعر"معشوقى الأول" دام نحو عشرين عاما،بسبب الكتابة الصحفية،والإغراق فى الدراسات والأبحاث فى مجالات أخرى .

ـ انحزت فى أحدث دواوينك "طفلة الوقت" لقصيدة النثروحدها،هل جاء ذلك مسايرة لـ (الموضة) الشعرية؟

**المبدع الحقيقى لايكتب مسايرة لشىء أولأحد،وقصيدة النثر لم تعد موضة،أو نزعة أدبيةعابرة،فهى الأكثر حضوراً،وثراءً،وإثراءً،وتأتيراً فى المشهد الشعرى المصرى والعربى والعالمى كله،ربما لأن هذه القصيدة نجحت أكثر من غيرها فى اصطحاب المتلقى لاقتحام غابة الذات الإنسانية فى مختلف تجلياتها،ودخول أدغالها بدلاًمن الاكتفاء بالوقوف على أبوابها،فصنعت أسطورتها الشعرية الخاصة،وبالرغم من انزلاق بعض شعراء قصيدة النثرإلى شِرَاكْ الثرثرة،والسطحية،والبهلوانية أحيانا، لكنهم الاستثناء الذى يثبت القاعدة،ولاينفيها، بدليل وجود شعراء مصريين وعرب قدموا،ولايزالوا،طرحاً شعرياً بارزاً فى هذا الشأن يحق للمشهد الشعرى العربى أن يفخر بهم .

- ماأبرز سمات قصيدة النثر التى تميزها فى تصورك؟

**اعتقد أن أبرز سمات قصيدة النثرأنها شاعرية تستمد قيمتها ومرجعيتها من نصها ذاته،لامن أكف وآذان المتلقين،شاعرية صنعت موسيقاها وبلاغتها ورؤاها من مستحدثاتها الخاصة فى وحدة إبداعية استبعدت كل الأشكال الاحتفالية التى عفا عليها الزمن،وقصيد النثر بهذا المفهوم تحقق فكرة الخصوصية الإبداعية من خلال التحاور مع قيم جمالية تتجاوز سطوة العلاقات اللغوية والبلاغية والموسيقية التقليدية،وهى ضرورة تفرضها المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والتقنية فى عصر العولمة وسيادةالذكاء الاصطناعى على الصعيد العام،وهى أيضا دعوة لاكتشاف الذات،وإعادة تأملها على المستوى الشخصى،وهى فى النهاية تطور طبيعى لفن الشعرالعربى، تماما مثل القصيدة الرقمية،مع الفارق الفنى بالطبع، فالفن بطبيعته غير قابل للقيود والقولبة،وإلا تعرض للجمود والاندثار.

ـ وكيف تفسر استمرارتعرض قصيدة النثر للهجوم رغم مرور كل هذه السنوات من الحضور والتحقق كما قلت ؟

**القضية فى اعتقادى ترجع لأمرين، الأول: هو ارتباط بعض النقاد بنظريات قديمة،مستهلكة، مما يؤدى إلى خلل التواصل النقدى مع النص،والأخطر خلل مرتبط بإصدار أحكام قيمة عليه،بعضها مسبق مع الأسف،أما الأمر الثانى: فهو يثير السخرية حيث يلعب البعض على المفارقة اللفظية (قصيدة- نثر) وهو تسطيح للأمور ليس أكثر،لأن قصيدة النثر لاتتخلى عن معطيات الشعر لصالح السرد بل تحتفظ بها كأنقى مايكون،لكنها تتقاطع ايضا مع جماليات السرد والفن التشكيلى، والمونتاج السينمائى، والعديد من الوسائط الإبداعية الأخرى .. بل هى تشتبك حتى مع نقرات الماوس على الكمبيوتر،و(الشات) على الشبكة العنقودية،وهى بهذا تواكب ،بل تنسجم مع عالمها الراهن بمختلف تجلياته.

ـ وماذا عن النماذج الرديئة من قصيدة النثر التي أدت إلى انصراف الجمهور عن الشعر عموما ومن المسؤول عن ذلك ؟

**المثقف والمبدع العربى عموما يشهد حاليا ارتباكات عدة هى صدى طبيعى،لارتباكات وجودية،ذات تأثيرات،وآثاراجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية قاسية تحكم هذا المشهد الآن،وثقافيا من الصعب اختزال المسؤول عن هذا الارتباك فى طرف أو طرفين،أما عن النماذج الرديئة فأتفق معك تماما فهناك نماذج شعرية ينفر منها حتى الشعراء أنفسهم،فما بالك بالمتلقين،إما لأنها مستغلقة على الفهم عمداً،أو غارقة فى الضحالة عجزاً،أوترتبط بتجربة ضيقة للغاية كسلاً أو جهلاً،لافرق، ومع ذلك تجدها منتشرة،ويُروج لها بكثافة إعلامياً على حساب النماذج الجيدة والمواهب الشعرية الحقيقية،والسبب أن بعض وسائل الإعلام فى عالمناالعربى تحكمها المصالح الضيقة،والأغراض الخاصة فى معظم الأحوال،وبالتالى غابت معايير النشرالمقروء، والمسموع، والمرئى،والرقمى لصالح غث هؤلاء،وصارت العملة الرديئة تطرد،وتحاصر،وتهمش،وتُقصى العملة الجيدة،ومن ثم أصبحت بعض الوجوه محدودة،أومعدومة المواهب (إبداعاً ونقداً)، ضيوفاً دائمين في وسائل الإعلام،وما يُقال عن الإعلام يُقال بصورة أو بأخرى عن النشر،وكذلك عن بعض الجوائزفى مؤسساتناالعربية،الأمرالذى أصاب الخريطة الأدبية وفى القلب منها الشعر،ومعها أطروحات النقد،وذائقة المتلقين،بل العملية الإبداعية كلها بالتشوه،يضاف إلى هذا بعض الاختيارات الشعرية البائسة للمناهج التعليمية فى مناهج اللغة العربية المدرسية،ويترافق معها أفكار نقدية متخلفة عن مواكبة التطور أو مجرد مستهلكة لنظريات الغرب و"كتالوجاته" النقدية الجاهزة فى بعض الكليات والمعاهد،والأقسام الادبية بالجامعات العربية،وسط حالة من العداء المُستحكم ،والتشويه المقصود،والإهمال المتعمد للغة العربية ذاتها،بداية من لافتات الشوارع وحتى المخاطبات الرسمية،فماذ تنتظرمن مشهد ثقافى تواطأ ضده،عمداً أوعن غير عمد،كل عناصره،وأطرافه،والمعنيين به،إذن فالجميع مسؤول، وعلى الجميع أيضا البدء فوراً فى البحث عن حل .

- كيف ترى القصيدة الرقمية التى يكتبها البعض الآن عبر الانترنت؟

** قرأت بعض نماذج من القصيدة الرقمية وهى بالطبع فى بداياتها الأولى ،ومبكراً جداً الحديث عنها إبداعياً أو نقدياً الآن، لكننى شخصياً أقبلها من منطلق التجريب،وربما تشكل، مع تطورطرحها بمرور الزمن واجتهادات مبدعيها،رافداً جديداً لنهر الشعر العربى،وبصفة عامة نحن نحيا عصر "الزمن الرقمى", وقد قدمت فىهذا السياق، ملفاً ضخماً بعنوان" الذكاء الاصطناعى يحكم العالم "نشر فى مجلة "الأهرام العربى " بمؤسسة الأهرام التى أشرف بالانتماء إليها، كشف بجلاء عن أن كل شيء حولنا يتحول رقميًّا و بسرعة مذهلة..الكتاب والطعام والملابس والمساكن والدواء،ووسائل التواصل والاتصال و المواصلات ..كل شئ تقريباً.وإذا كان نصف هذا الجيل او أكثر هو رقمى فى الأساس ،فإن الجيل القادم كله هو جيل رقمى بلاجدال،وعلى الجميع أن يواكب هذا التحول الرقمى لمختلف جوانب الحياة بما فيها الإبداع وفى القلب منه الشعر..لكن ليس معنى هذا أن القصيدة الرقمية التفاعلية ستحل محل نماذج القصائد الشعرية الأخرى،فهذا قطعا لن يحدث ،فستظل القصيدة العمودية الكلاسيكية،وقصيدة التفعيلة،وقصيدة النثر،قائمة، وحاضرة،وفاعلة ، فقط ستحفر القصيدة الرقمية التفاعلية مسارها لتصبح - كما قلت- رافداً جديداً يثرى نهر الشعر العربى بموجةإبداعية جديدة، من المؤكد أنها ستكون قيمة مضافة له،وستضم للمشهد الشعرى ذائقة جديدة ،وعشاقاً ومهتمين جدداً،بما يثرى المشهد الشعرى العربى كله.

- يعرف عنك عزوفك عن المشاركة في المهرجانات الثقافية أو حتى بمقاهي ومنتديات المثقفين ما السر ؟

**أنا فعلا مُقل فى هذا، لكن طبعا شاركت أوحتى كنت مسئولا عن مؤتمرات ومهرجانات ثقافية آخرها أننى كنت رئيس المهرجان العربى للقصة الشاعرة الذى تنظمه وزارة الثقافة المصرية فى دورته الخامسة، كما كنت أمين عام المؤتمرالقومى الأول للحرف التقليدية والفنون التراثية،وكذلك رئيس لجنة أبحاث مؤتمر ثقافة الثورة،وعضو لجنة تحكيم المسابقة القومية للأعمال البحثية والإبداعية للشباب،واخترت عضو أمانة مؤتمر أدباء مصر عن الشخصيات العامةمرتين ،وأمين عام المؤتمر القومى لحقوق ذوى الاحتياجات الخاصة،ومن خلاله أعمل الآن فى وضع قاموس لتوحيد المصطلحات الخاصة بقضايا أصحاب الهمم،

وبخطابهم التقافى والإعلامى" ..لكن الحقيقة لدينا طوفان مهرجانات تُهدر فيها ملايين الجنيهات بلاعائد حقيقى،أوفى أحسن الأحوال يظل العائد أوالمردود الثقافى أقل كثيرا من التكلفة المادية والبشرية لهذه المؤتمرات والمهرجانات،ومعظمها مكرر،وبلاجدوى،من هنا أدعو المعنيين فى وزارة الثقافة بإعادة النظر فى هذا الكم المرعب من المهرجانات والمؤتمرات القروية والإقليمية والمصرية والعربية والدولية ودمجها فى ثلاثة أوأربعة مؤتمرات كبرى فى العام يكون لها مردود حقيقى وملموس على الواقع الثقافى بمختلف تجلياته،وتخصيص الميزانيات الضخمة التى تهدر على هذا الطوفان لتقديم "الخدمة الثقافية الحقيقية" إن جاز هذا التعبير

للمصريين الحقيقيين فى الريف،والمدن البعيدة،ومحافظات الهوامش،والوصول بها إلى أماكنهم بالحقول والورش والتجمعات النائية،فالمشكلة المصرية وحلها،تبدأ وتنتهى بالثقافة،ولاننسى أن الأوطان تقضم من أطرافها،وتخترق من حلقاتها الأضعف،حتى لوكانت هذه الحلقات مختبئة داخل قلب العاصمة نفسها،نريد عواصم وأقاليم ثقافية وفنية وإعلامية متعددة ومتكاملة تلعب فيه القاهرة دور "النافورة"التى تجمع قوى التنوير وتكثف مساراته وتوسع مدارته،وتعيد ضخه فى كل شبريمكن الوصول إليه فى هذا الوطن،وأن تتخلى القاهرة،ولو لحين،عن دور البالونة التى تمتص كل شئ حتى تكاد تنفجر،بينما بقية المناطق تنتظربقايا ما يفيض منها،وهو غالبا قليل،أوغير مؤثر،وبهذه المناسبة أثمن اهتمام الدولة بتنمية الصعيد،وهو الاهتمام الذى تأخر كثيراً،وإن بدت تباشيره فى الحقبة الراهنة بتدشين عدد من المشروعات الكبرى فى محافظاته بخاصة الأكثر فقراً.

أما مقاهى ومنتديات وسط البلد الثقافية فهى سلاح ذو حدين فمن ناحية تتيح لك لقاء الأصدقاء والتحاور بحرية فى الشأن الثقافى،لكنها من ناحية أخرى مضيعة كبيرة للوقت وبها كم مرعب من النميمةوالضجيج ،وأنا أرى أن البحث والإبداع يحتاجان أولاً إلى كمون،وهدوء نسبى،واستقرار،وتركيز..أكثرمن أى شىء آخر،فضلاً عن اننى لا أحب بصفة شخصية أجواء المقاهى وهذا هو سرعزوفى عنها.

- ما مواصفات الإبداع الشعرى الذى تريده فى اللحظة الراهنة؟

** فى هذه اللحظة الجارحة من عمرأمتنا نريد إبداعاً شعريً لايبحث عن جائزته الفورية،لكن يستمد قيمته من قدرته على التأثير والتغيير الايجابى،نريد "قصيدة عربية " تتحاور،وتتجاور قيمها الجمالية مع قضايا مجتمعها المصيرية،وتدعو إنسان أمتها الى اكتشاف ذاته الثقافية والحضارية من جديد،بل تساعده على ذلك ، نريد " قصيدة شعرية"لاتبحث عن صفقات،ولاتتصارع على عضويات و جوائز

ومهرجانات،أو تنزلق إلى التراشق بالكلمات هنا أو هناك،بل إبداع ينشغل فقط بالقضاياالإبداعية والوطنية والإنسانية كلها ما أمكنه ذلك من خلال رؤية تنحاز إلى قيم الحق والعدل والخيروالجمال،وتسعى إلى ترسيخ أصالة الطرح،ووطنية الهدف ،

وإرادة التطورالإيجابى،وحركية المشاركة الفاعلة على الأقل لتحسين شروط الحياة فى مجتمعنا.

- من هوالدكتو سيد رشاد بري ؟

صحفى بمؤسسة الأهرام- نائب رئيس تحريربالأهرام العربى-المحرر العام لأول موسوعة عربية للحرف التقليدية - المحرر العام لسلسلة آفاق الفن التشكيلى - هيئة قصور الثقافة حتى-2016المحاضر بالأكاديمية الحديثة ومعهد الأهرام الإقليمى ،والمعهد العربى بنقابة الصحفيين ، وبعدد من المعاهد والجامعات المصرية والعربية- عضو مجلس ادارة ورئيس لجنة التراث بالاتحاد العربى للملكية الفكرية بمجلس الوحدة الاقتصادية فى نطاق جامعة الدول العربية حتى 2118-عضو الاتحاد العربى للتدريب-عضو مجلس علماء مصر-عضوجمعية نقاد الفن التشكيلى- عضو اتحاد كتاب مصر-عضو جمعية حماة اللغة العربية- عضو دار الأدباء- عضو اتيليه القاهرة- عضو نادى القصة شعبة النقد.

ومن ابرزمؤلفاته وإصداراته المتنوعة:

1- هندسة التفاهم وبناء الثقة."-جزءان"2018.2022

-2 مدخل إلى أساسيات الاعلام - أكاديمية العلوم الحديثة- 2013.

3- الإعلام والعلاقات العامة- الأكاديمية الحديثة- 2014.

-4مقدمة فى فنون الإذاعة والتلفزيون - أكاديمية العلوم الحديثة- 2015.

-5الإعلام الاخبارى بين الحرية والمسئولية- أكاديمية العلوم الحديثة- 2017

6- عقد إعلامى جديد. 2018.

7- الخاطف فى عزلته ( شعر ) ـ الهيئة العامة للكتاب -2003 .

-8 اللغة الإعلامية وفنون الصياغة الصحفية- أكاديمية النيل - 2018

-9 زهرة المندلية ( فن تشكيلى )- دار ساين- 2010.

-10 موسوعة الحرف الحجرية "مشترك"- جمعيةأصالة- 2012.

30-11فبراير( رؤى وقضايا ) ـ دار وعد-2014 .

12- الصوت والصدى ـ ( نقدأدبى )ـ مركز الحضارة العربية -2004

-13أخميم بين الأمس واليوم- (توثيق )- نشرإقليمى1988-

-14قصائد للأرض والحب والانسان- شعر " مشترك" –سلسلة إبداعات أدبية- 1990

15- موسوعة المشغولات المعدنية-"مشترك "- صندوق التنمية الثقافية-2011.

16- موسوعة النخيل "مشترك "- جمعية أصالة- 2008.

17- الحرف والتقاليد فى الشلاتين وحلايب - دراسة اقتصادية "مشترك "- أصالة - 2016.

18- جمال حمدان ..خبيئة مصر- هيئىة قصور الثقافة- 2017.

-19 ثلاثية الليل والوجه الآخر ( شعر ) ـ دار المدنى للنشر-1991 .

-20فتنة الزجاج ( شعر ) ـ هيئة قصور الثقافة- 2002 .

-21 الإعلام وقضايا التنمية- الأكاديمية الحديثة 2018-.

22- طفلة الوقت "شعر

23 موقد النور- كمال الجويلى ..شيخ التشكيليين العرب- "فن تشكيلى"2022

** ومن ابرز مشاركاته في المؤتمرات:

* رئيس المؤتمرالعربى الخامس للقصة الشاعرة - دورة القاهرة - مايو- 2014 .

* أمين عام المؤتمرالقومى الأول للحرف التقليدية والفنون التراثية - 15مايو 2011.

* رئيس لجنة أبحاث مؤتمر الإعلام والثقافة - ثقافة القاهرة-25 مايو.2011

*عضولجنة تحكيم مسابقة الصحافة فى الملتقى الإعلامى الأول لكليات ومعاهد الإعلام

*عضو أمانة مؤتمر الاتجاهات الإعلامية وقضايا ذوى الاحتياجات الخاصة- القاهرة -2018.

ومن اهم الجوائز والتكريمات:

**جائزة التفوق من نقابة الصحفيين المصرية فى فرع التحقيق الصحفى2010-.

• ميدالية بينالى القاهرة الدولى العاشر 2006.ودرع الهيئة العامة لقصور الثقافة 2010.

• درع جامعة جنوب الوادى – مارس 2012.ودرع كلية الاعلام بقنا- 2015.

• درع من مهرجان الإبداع العربى 2010.وشهادة ودرع تكريم من الاتحاد العربى للملكية الفكرية– مجلس الوحدة الاقتصادية2012-.ودرع وشهادة المؤتمر الدولى للتدريب والتشغيل

• شهادة ودرع شخصية العام (2015) من الأكاديمية الأمريكية للعلوم والتكنولوجيا.- 2016.

• درع تكريم من جامعة الحريرى بلبنان - 2013،وشهادة تقدير ودرع تكريم من كلية آداب بنى سويف2013 - ..،ودرع تكريم من مؤسسة الأهرام- 2019. ودرع الجمعية الدولية للصداقة بين الشعوب- 2015،ودرع تكريم من المؤتمر القومى للحرف والفنون التراثية مايو 2011.. ،وميدالية الخدمة المجتمعية من نقابة تكنولوجيا المعلومات. 2014.