حرق القرآن الكريم.. ورقة روسية جديدة لإبعاد السويد عن حلف الناتو
بعد خروج القارة الأوروبية من عصور الظلام في القرون الوسطى، قامت الدول على أسس يزعمون بها بالحرية والديمقراطية التي جاءت بشق الأنفس، لتصل إلى مجتمع يعمل بشكل جيد حيث تعمل الحكومة بكفاءة ويكون للمواطنين حقوق ومسؤوليات، لكن خرج من رحم هذه الديمقراطية مواقف تسيء إلى كيانات ودول وشعوب عالمية، وتحرض على الكراهية.
هذا ما حدث للسويد بعد السماح بحرق نسخ من القرآن الكريم، والذي قلب عليها طاولة الدول الإسلامية والعربية مما جعل هذه الدول تضغط على البلاد المساندة للسويد للضغط عليها في الكثير من الملفات منها الأنضمام لحلف الناتو لتكون هذه النقطة كارت رابح لروسيا لتعطيل عملية انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي.
وتعليقا على ذلك قالت إليزابيث براو خبيرة الأمن الدولي في معهد أمريكان إنتربراي، إن هناك عملية ممهنجة ضد السويد ليست مصادفة تقوم على التحقق من صحة الحقائق - إنها حملة تضليل منظمة. منذ نهاية شهر يونيو وحده، حيث وثقت وكالة الدفاع النفسي السويدية حوالي مليون مادة منشورة عن السويد وحرق القرآن وهو رقم غير عادي، كما أفادت الوكالة أن المواد غالبًا ما تحمل عناوين تزعم بشكل غير صحيح أن السويد تمنح أذونات لحرق القرآن، مشيرة إلى أن وزير الدفاع المدني السويدي كارل أوسكار بوهلين قال في تصريحات صحفية: "غالبًا ما يتم الإبلاغ عن هذه الأعمال بطريقة غير دقيقة تمامًا ، بهدف الإضرار بالسويد والمصالح السويدية وأحيانًا بدعوة مباشرة للقيام .بذلك
وأوضح بوهلين في مؤتمر الصحفي أن الفاعلين المدعومين من روسيا يضخمون التصريحات غير الصحيحة التي تزعم أن الدولة السويدية وراء تدنيس الكتب المقدسة، مضيفًا أن هذه المزاعم "تهدف إلى إحداث الانقسام وإضعاف موقف السويد الدولي، في الواقع المساعدة في تأجيج الحملة هي وسيلة رخيصة وفعالة لروسيا لإضعاف الناتو وشركائه، في الوقت الذي يجب أن يتركز فيه الاهتمام العالمي على الأعمال الوحشية المستمرة لروسيا في أوكرانيا ، يتصاعد الغضب ضد السويد.
وأضافت خبيرة الأمن الدولي، أن الغضب غير المتناسب تجاه السويد هو مجرد جزء من حملة طويلة الأمد ضد البلاد انفجرت في أواخر عام 2021 وتوقفت فقط عندما غزت روسيا أوكرانيا، كانت حملة التضليل، التي تنشر باستمرار مزاعم كاذبة خبيثة بأن الخدمات الاجتماعية السويدية اختطفت أطفال العائلات المسلمة، هي الأكثر نجاحًا ضد السويد في الذاكرة الحديثة، كان من المقنع جدًا أن يتظاهر المسلمون المقيمون في السويد للاحتجاج على عمليات الاختطاف المفترضة، كل هذا يجعل ضغط الدول الإسلامية على حلف الناتو من عدم ضم السويد لحلف شمال الأطلسي وهو هدف روسيا نفسه التي تدخلت عسكريا في أوكرانيا لمحاولتها الانضمام للحلف.
أوضحت براو، أن روسيا تحاول التقرب من الدول العربية لإقناع شعوبهم أن من خلال حملةتهدف لتشويه سمعت السويد وأنها تشن حربًا على الإسلام"، ما نراه هو تصادم هائل بين القيم الغربية والقيم التي تمثلها بعض دول الشرق الأوسط، وهذا كارت رابح لروسيا من أجل إبعاد السويد عن حلف الناتو لأن الدول العربية ستقوم بالضغط على الدول الأوروبية من خلال النفط أو التجارة لعدم مساندة السويد.