علي خلفية اعادة تدنيس وحرق المصحف الشريف في السويد
المحللون يتسألون :لماذا سمحت السويد بتدنيس وحرق المصحف الشريف مجددا ؟
هناك خيط رفيع بين حرية التعبير والفوضي وهتك خصوصيات ومقدسات الاخرين والتعدي عليها وهو الفعل الشنيع التي تنتهكه حكومات اوربية عدة بحجة الديمقراطية وحرية التعبير البداية في شارل ابدو الفرنسية والرسوم المسيئة والدنمارك والتي كان وقتها ينس ستلتنتبرج امين عام الناتو رئيس حكومتها قتئذ واليوم يتكرر في السويد و هو ما اثار حالة من الغضب بين مسلمى العالم وبيانات من الشجب والإدانات من حكومات الدول الإسلامية كل ذلك أثاره ملحد عراقى تعمد مرة أخرى إثارة استفزاز المسلميين بقيامه بحرق نسخة من المصحف، بدعوى حرية التعبيرفقد أحرق ملحد عراقي يدعى سلوان موميكا نسخة من القرآن الكريم والعلم العراقى أمام السفارة العراقية فى استوكهولم.
ونتيجة لذلك وجّه رئيس مجلس الوزراء العراقى محمد شياع السودانى وزارة الخارجية بسحب القائم بالأعمال العراقى من سفارة جمهورية العراق فى العاصمة السويدية كما وجه بالطلب من السفيرة السويدية في بغداد بمغادرة الاراضي العراقية رداً على تكرار سماح الحكومة السويدية بحرق القرآن الكريم والإساءة للمقدسات الإسلامية وحرق العلم العراقي.كما أدانت جمهورية مصر العربية سماح السلطات السويدية بتكرار التعدي على القرآن الكريم وتمزيقه في العاصمة السويدية استوكهولم، في تحدٍ سافر يتجاوز حدود حرية التعبير ويستفز مشاعر ملايين المسلمين حول العالم، وينتهك مقدساتهم، فيما استدعت الخارجية السعودية القائم بالأعمال السويدى للاحتجاج وتساءل الكثيرون على الأسباب التى دفعت السويد للسماح بهذا العمل المتكرر وحكومتها تعلم مدى الغضب الذى يمكن أن يثيره بين المسلمين خاصة وأن الأمر حدث من قبل فى عدة دول أوروبية ونشرت وكالة أسوشستدبرس الأمريكية تقريرا يشرح أسباب موقف الحكومة السويدية، ومدى اختلاف التعامل مع ازدراء الأديان فى دول العالم
هل من المسموح فى السويد حرق القرآن؟
لا يوجد قانون فى السويد يحظر بشكل خاص حرق أو تدنيس القران أو أى نصوص دينية أخرى ومثل العديد من الدول الغربية فإن السويد لا يوجد بها قانون ازدراء أديان ولم يكن الأمر كذلك دائما فحتى أواخر القرن التاسع عشر كان التجديف يعتبر جريمة فى السويد ويعاقب عليه بالموت لكن قوانين التجديد تم تخفيفها بالتدريج بعما أصبحت السويد أكثر علمانية وتم إلغاء هذا القانون من الكتب فى عام 1970.
دعت العديد من الدول المسلمة الحكومة السويدية لمنع المحتجين من حرق المصحف لكن فى السويد فإن الشرطة وليس الحكومة هى من يقرر من يسمح بالمظاهرات او التجمعات العامة وتقول وكالة أسوشيتدبرس إن حرية التعبير محمية بموجب الدستور فى السويد وتحتاج الشرطة لذكر أسس معينة لرفض أو السماح بمظاهرة أو تجمع عام مثل وجود مخاطر للسلامة العامة وقد فعلت شرطة استكهولم ذلك فى فبراير عندما رفضوا السماح باحتجاجين لحرق المصحف واستشهدوا بتقييمات من جهاز الأمن السويدى بأن مثل هذه الأفعال يمكن أن تزيد خطر الهجمات الإرهابية ضد البلاد لكن محكمة ألغت هذه القرارات لاحقا وقالت إن الشرطة بحاجة لذكر تهديدات أكثر وضوحا لحظر تجمع عام ويحظر قانون خطاب الكراهية التحريض ضد جماعات من الناس بناء على العرق أو الاثنية أو الدين أو التوجه الجنسى أو النوع.
ويقول البعض إن حرق القرآن يعتبر تمييزا ضد المسلمين وينبغى بذلك اعتباره جريمة كراهية لكن آخرين يقولون إن مثل هذه الأعمال تستهدف دين الإسلام وليس أتباعه وان انتقاد الدين يجب أن بسمح به بموجب حرية التعبير حتى لو كان البعض يعتبره عدائيا والمسلمين فى السويد الذين تأذوا بعمق من حرق القرآن تساءلوا عما إذا كانت الشرطة السويدية ستسمح بتدنيس الكتب المقدسة للأديان الأخرى.
وقرر أحد المسلمين اختبار الأمر وطلب السماح بالاحتجاج أمام السفارة الإسرائيلية فى استكهولم والذى قال إنه ينوى خلاله حرق التوراة والإنجيل ورغم أن مسئولى السفارة الإسرئيلية والجماعات اليهودية ادانوا الأمر ودعوا السلطات السويدية لوقفه فإن الشرطة وافقت على الطلب. لكن الرجل تراجع عن خططه وقال إنه كمسلم يعارض حرق كل الكتب الدينية.
تجرم العديد من الدول التجديف ووجد تحليل لمركز بيو للأبحاث أن 79 دولة وأرض من إجمالى 198 تمت دراستها لديها قوانين أو سياسات موضوعة فى عام 2019ـ والتى تحظر التجديف، وتعرفه بأنه الخطاب أو الأفعال التى تعتبر ازدراءً للخالق أو المقدسات وفى سبع دول على الأقل تكون عقوبتها الموت وفى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فإن 18 من 20 دولة تمت دراستها لديها قوانين تجرم ازدراء الأديان، وإن كان لا يعاقب عليها بالموت فى كل الحالات.