انتخابات إسبانيا.. سانشيز في مواجهة اليمين
تستعد إسبانيا، اليوم الأحد، لإجراء انتخابات عامة، وهى انتخابات مُبكرة دعا إليها رئيس الوزراء الحالى، بيدرو سانشيز "51 عامًا"، بعد أن خسر حزبه "العمال الاشتراكى" فى الانتخابات الإقليمية والبلدية فى، مايو الماضى، والتى حقق فيها حزب "فوكس" اليمينى المتشدد نتائج فاقت كل التوقعات.
وأظهرت آخر استطلاعات الرأى، أن كتلة اليمين تقترب من الحصول على الأغلبية المطلقة التى يحددها البرلمان الإسبانى البالغة 167 مقعدا.
وتثير هذه الانتخابات اهتماما كبيرا فى الأوساط السياسية والشعبية، باعتبار أن نتائجها ستكون بمثابة استفتاء على أداء الحكومة الائتلافية اليسارية الحالية، بعد أكثر من 3 سنوات من توليها زمام الحكم فى إسبانيا.
وطالب رئيس الحكومة بيدرو سانشيز أنصاره فى آخر مهرجان خطابى، بالمشاركة المكثفة فى الانتخابات.
وقال: بإمكان الناخبين الإسبان وقف تقدم الأحزاب اليمينية التى تمنحها معظم استطلاعات الرأى تقدما فى هذه الاستحقاقات.
"توحيد الإسبان"
من جانبه، وعد زعيم "الحزب الشعبى" اليمينى المعارض نونيز فيخو "61 عامًا" أنصاره بإعادة "توحيد الإسبان"، وانتهاج سياسة معتدلة فى حال تحقيق الفوز.
وفى حال صدقت التوقعات، قد يجد فيخو نفسه مضطرا لتشكيل تحالف حكومى مع حزب "فوكس"، مما يعنى إيصال حزب يمينى متطرف إلى الحكم فى إسبانيا للمرة الأولى منذ نهاية حقبة الدكتاتور فرانسيسكو فرانكو عام 1975.
"كواليس الانتخابات"
-أكدت الحكومة الإسبانية، أن الانتخابات سوف تمر "بدون حوادث" على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة، وخصصت مراوح وآلاف لترات المياه لمراكز الاقتراع لمكافحة الحر.
-تلقت المدارس فى جميع أنحاء البلاد بالفعل آلاف اللترات من المياه، بالإضافة إلى المراوح وأسلاك التمديد وغيرها من الأدوات الضرورية لتسهيل عمل أكثر من 180 ألف شخص سيكونون جزءًا من 60 ألف مركز اقتراع، والتى تفتح من الساعة 9:00 صباحًا حتى الساعة 8:00 مساءً.
-تم استدعاء أكثر من 37.4 مليون شخص إلى صناديق الاقتراع، بما فى ذلك 2.3 مليون إسبانى يقيمون فى الخارج.
-1.6 مليون شاب تتراوح أعمارهم بين 18 و 23 عامًا سيكونون قادرين على التصويت لأول مرة فى الانتخابات.
-يشارك فى تأمين الانتخابات أكثر من 90 ألف جندى "لضمان الأمن والحماية الجسدية".
"اليمين المتطرف"
يشكل صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة فى إسبانيا امتداداً لما تشهده العديد من الدول الأوروبية من موجة صعود لهذا التيار، حيث بدت مؤشراتها فى تقدم اليمين المتطرف فى نتائج انتخابات مختلفة (رئاسية/ برلمانية/ محلية)، إلى حد تشكيل أول حكومة إيطالية يمينية متطرفة فى سبتمبر 2022.
كما شارك اليمين أيضاً فى دعم حكومة السويد، واشترك فى حكومة فنلندا، بخلاف استمرار حكومات أخرى يمينية تخطى وجودها عقداً من الزمان.
تعددت مسارات صعود اليمين المتطرف فى أوروبا، ولم يتوقف الأمر عند دول الجنوب، خاصة المتوسطية التى تعانى من أزمات هيكلية، فسرها اليمين المتطرف على أنها نابعة من سياسات الهجرة، والبقاء فى الاتحاد الأوروبى لكن دولاً مثل السويد وفنلندا اللتين تحققان أعلى معدلات رفاهية صعد فيها اليمين المتطرف كبديل للأحزاب المعتدلة.
صعد اليمين المتطرف تقريباً فى الدول الأوروبية، مع تراجع اليسار فى الاستحقاقات الانتخابية السابقة، لاسيما فى فرنسا وإيطاليا والسويد وإسبانيا وفنلندا، مع استمرار سيطرته فى شرق أوروبا عبر حزب "فيدس" فى المجر.
يُعرف عن الأحزاب اليمينية المتطرفة أنها قومية، ومتدينة، حيث يرفض أغلبها عدة ظواهر مثل: الإجهاض، الإلحاد، المثلية الجنسية، وأى قيم أخرى تخالف العقيدة الدينية.
"تداعيات مُتوقعة"
تُعد قضية الهجرة واللجوء هى المكون الرئيسى لليمين المتطرف فى أوروبا، حيث انطلقت برامج الأحزاب اليمينية تُحمل تارة مسؤولية التراجع الاقتصادى فى دولها لوجود لاجئين، كما هو الحال فى إيطاليا واليونان على وجه الخصوص.
تستمر موجات صعود اليمين المتطرف فى أوروبا، وأهم أسباب هذه الموجة هى الاعتزاز بالقيم الثقافية التقليدية.
ومن شأن هذا الصعود أن يؤثر سلبيا على اللاجئين فى أوروبا الذين يضيق عليهم الخناق يوماً بعد آخر.