في ثاني زيارة لمسئولي الاتحاد الاوربي في غضون اسابيع قليلة الي تونس
تونس والاتحاد الاوربي يوقعان اتفاقا تاريخيا لمكافحة الهجرة غير الشرعية
الدكتور ايمن سمير: تونس اضحت رقما هاما في المعادلة الاوربية ونتوقع اتفاقا مريحا مع صندوق النقد معها
علي مر التاريخ ومنذ العصور الوسطي شكل القرب الجغرافي بين تونس ودول القارة الاوربية علاقة من نوع خاص حيث ان المسافة التي تفصل السواحل التونسية عن البر الاوربي متمثلا في جزيرة صقلية لاتزيد عن 90 ميلا فقط وعليه فاننا نلحظ مدي التأثير المتبادل في الثقافتين الاوربية والتونسية فيما بينهما وحينما وقعت تونس فريسة للأستعمار الفرنسي لاحظنا مدي تأثر الشعب التونسي بفرنسا وعلي العكس نلحظ وجود جاليات عريضة من ابناء الشعب التونسي في مختلف انحاء الدول الاوربية
يقول المفكر السياسي الدكتور ايمن سمير خبير العلاقات الدولية في تقديري لصيغة الاتفاق المبرم بين تونس والاتحاد الاوربي وهو اتفاق ثلاثي بين تونس من ناحية وبين فوندرلاين رئيسة المفوضية الاوربية ورئيسة وزراء ايطاليا ميلوني ورئيس وزراء هولندا روته هو اتفاق عادل يحقق مصلحة الطرفين وهو يأتي في اطار اتفاق الشراكة الاسترتيجية بين الجانبين وهو اعلي مستوي بين العلاقات وبموجبه ستحصل تونس علي 255 مليون يورو وهو يأتي في سياق اكبر يشمل تقديم 900 مليون يورو وكذلك دعم تونس في مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي وسبق لايطاليا وقدمت 700 مليون يورو في 3سنوات وستقدم مثلها في خلال السنوات القادمة .
ويضيف الدكتور سمير ان الاتحاد الاوربي يعد اكبر شريك تجاري لتونس والمساهمة الاكبر للاقتصاد التونسي تأتي من تحويلات ابناء تونس داخل الاتحاد الاوربي وبالفعل استطاع الرئيس التونسي وحكومته ان يدير ملف الهجرة مع اوربا ادارة ناجحة حيث نجد انه عندما صرح اننا لسنا شرطي اوربا خاصة وان المسافة بين تونس وصقلية الايطالية لا تزيد عن 150 كيلو متر وعندما تقول تونس انها ليست حارسا للجنوب الاوربي وجد هذا الكلام صدي كبير من اوربا عموما وايطاليا خصوصا التي زارت تونس رئيسة حكومتها ميلوني 4 مرات خلال 7شهور فقطى وهذه هي الزيارة الثانية للمفوضية الاوربية خلال اسابيع قليلة .
واضاف الدكتور سمير ان الدعم الكبير وغير المحدود من التكتل الاوربي ال 26 دولة اوربية اعضاء الاتحاد الاوربي يمثل تنوعا كبيرا يدفع لصالح العلاقات بين تونس والاتحاد الاوربي في المقابل يعول الاوربيين كثيرا علي الدور الذي من الممكن ان تقوم به تونس في وقف سيل المتدفقين من المهاجرين الي اوربا خاصة وان هناك ارقام صادمة تتمثل في ان اعداد المهاجرين الي اوربا خلال الستة اشهر الاولي من العام اكثر بكثير من اعداد المهاجرين طوال عام 2022 بالكامل وهذا معناه ان اوربا ستواجه اعدادا غفيرة من المهاجرين لاقبل لهم بها
وشدد الدكتور سمير علي ان تونس والاتحاد الاوربي مرتبطين بأتفاقيات للمشروعات والاستثمارات الاوربية خاصة وان الاتحاد الاوربي اكبر شريك تجاري لتونس وهي اكبر مكان خارج تونس تنفذ الية المنتجات والبضائع والسلع التونسية .
واعرب الدكتور سميرانه يتوقع ان تمارس اوربا في اطار اتفاق الهجرة ضغوطا علي صندوق النقد من اجل الوصول الي اتفاق مرن ومريح لتونس ولا يمثل ضغطا ولاعبئا كبيرا علي اقتصادها الوطني وثمن قدرة الدولة التونسية علي حسن ادارة المواقف جيدا فبعدما كانت اوربا تقف ضد تونس علي خلفية الازمة السياسية التي شهدتها تونس منذ عام اليوم رأت المجموعة الاوربية وفي المقدمة ايطاليا ان مصلحتها اليوم بيد تونس من خلال ان تونس بالنسبة لهم غالبية الصنبور الذي يتدفق منه مئات الالوف من راغبي الهجرة الي الشمال ومن هنا جاء التوافق الاوربي مع تونس .