بكم تقدر ثروات ”فاجنر” الضخمة وما هي قصة الشبكة التي تحمي كنوز فاجنر ؟
قصص وروايات متعددة ساقها المحللون والخبراء حول العالم حول ثروات مجموعة فاجنر حول العالم ومع الغموض المستمر الذي يلف مستقبل شركة "فاجنر" المسلحة الروسية الخاصة ومكان قادتها تبقى ممتلكات الشركة ومصادر تمويلها من أكثر عناصر الغموض ولفتا للانتباه.
و حول حجم ثروة "فاجنر" ومصادرها وهل يمكن لروسيا حصرها وتصفيتها بالفعل؟
بدأت روسيا تسعى إلى ذلك بحملة المداهمات التي نفذتها أجهزتها الأمنية لشركات ومنازل تتبع قادة الشركة وعثرت على أسلحة وأموال طائلة وسبائك ذهب في قصر قائدها يفجيني بريجوجين في سان بطرسبرج الروسية و تمتلك مجموعة فاجنر القتالية الروسية عوائد مالية واسعة تتوزّع بين عدة قارات ومصدرها عدة مجالات، مثل المناجم الطبيعية وحسب دميتري كيسيليوف المذيع بالتلفزيون الرسمي الروسي في برنامجه الأسبوعي ودون تقديم أدلة فإن "فاجنر" تلقت 858 مليار روبل (8.8 مليار يورو) من المال العام الروسي وقدّرت المصروفات الشهرية لفاجنر والتي تحصّلت عليها من الاستخبارات العسكرية الروسية بمئة مليون دولار شهريا وحصلت على ملياري دولار العامين الأخيرين من أرباح أنشطتها في إفريقيا وآسيا وتشير تقديرات إلى أن الثروة الشخصية لبريجوجين تصل لملياري جنيه إسترليني وأكثر من المليار دولاروتسيطر "فاجنر" على أكثر من 100 شركة ومنصة وكيان اقتصادي منها شركة "كونكورد" القابضة الرئيسية وهناك أكثر من 6 شركات تسيطر عليها "فاجنر" في التعدين يتم تسهيل عملها من خلال شبكة أخرى من شركات التوريد والخدمات اللوجستية المملوكة للمجموعة.
إلا أن التقدير الصحيح لثروات "فاجنر" أمر صعب للاسباب التالية "فاجنر" تملك شبكة معقّدة من الشركات العاملة في التعدين وحراسة حقول النفط والخدمات الأمنية إلى جانب تجارة تدرّ مئات الملايين من الدولارات شهريا وهو ما يصعب من مهام روسيا في حصر ثرواتها وتصفيتها.
بريجوجين تولى بناء واحدة من أكثر هياكل الشركات تعقيدا وغير الخاضعة للمساءلة في العالم تندرج خلف ستارها مجموعة من مئات الشركات في روسيا وغيرها من التي كانت تدفع نقدا لآلاف العمال والمرتزقة.
بالتالي فمبدأ السيطرة على منابع ثروات "فاجنر" لن يكون سهلا كما يتم مع الخارجين عن القانون يعزز ذلك أنه حتى اليوم ووفق مجموعة "أل أيز أون فاجنر" البحثية تم فحص سجلات 30 شركة تابعة لـ"فاجنر" في مالي والسودان وإفريقيا الوسطى منذ التمرد دون تغييرات في الملكية
تعتقد الولايات المتحدة أن "فاجنر" تحتاج إلى أكثر من 100 مليون دولار شهريا ما يعني أن ثرواتها تفوق الملياري دولار لأنها تعتمد على التهريب والتحويلات غير المشروعة وحسب تقارير نقل بريغوجين بعض ممتلكاته إلى الموظفين خلال الأسابيع التي سبقت التمرد الذي وقع 24 يونيو مما قد يزيد تعقيد الأمر بالنسبة إلى روسيا.
ويعتقد محللون إن تمرد "فاجنر" دفع روسيا لبدء مرحلة بتر الأذرع الباطشة للمجموعة واتخذت إجراءات بالفعل لتجفيف مواردها الإعلامية لكن بالنسبة إلى قوتها المادية التي تساعدها في شراء الأسلحة وتوفير المؤن وضم المقاتلين وشراء المقرات والتكنولوجيا التي تساعد في حمايتها فيصعب الإجهاز عليها بشكل شبه نهائي حاليا ووفق رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتن قبول مبادرة بيلاروسيا في خروج آمن لقائد "فاجنر" مقابل رجوع قواته عن دخول موسكو بعد سيطرتهم على روستوف في يونيو ومنذ التمرد الذي انتهى بصفقة بيلاروسيا بقي المكان الدقيق لبريجوجين وقوات مجموعته مجهولا وفي الساعات الأخيرة أعلن أنطون يليزاروف قائد في المجموعة بدء انتقال مقاتليها إلى بيلاروسيا استجابة لعرض من رئيسها ألكسندر لوكاشينكو غير أنه يبقى غير معروف طبيعة أنشطتها بعد الانتقال.