النهار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 07:46 صـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

في اعقاب تنظيمه لتمردا فاشلا ضد بوتين لماذا لا يزال مؤسس فاجنر حرا طليقا ؟

الرئيس بوتين ومؤسس فاجنر بريجوجين
الرئيس بوتين ومؤسس فاجنر بريجوجين

يتسأل الخبراء والمحللون حول العالم حول يفيجيني بريجوفين الرجل الذي شغل الرأي العام حول العالم في الربع الاخير من شهر حزيران يونية الماضي والذي انتهي في خلال ساعات قليلة دون اطلاق رصاصة واحدة وتسبب في طرح احراج كبير للقيادة الروسية وعلى رأسها الرئيس فلاديمير بوتين العديد من التساؤلات بشأن الطريقة التي تعاطى به الأخير مع التمرد الوجيز الذي نفذته المجموعة خاصة أن بريجوجين استمر في التجول في روسيا بعدها من دون عقاب ووجد فلاديمير بوتين نفسه في موقف صعب بعد فشله في القضاء على "فاجنر" بعد تمردهم وأثار رد فعله حيرة الكثيرين إذ لم يواجه عناصر المجموعة ولا زعيمها أي عقوبة بل على العكس سُمح لمقاتليها الذين هم أساسا من المرتزقة ومن خرجوا من السجون بتوقيع عقود مع وزارة الدفاع الروسية.

أما موقف بوتين من بريجوجين فهو الأكثر غرابة فرغم أن موقع زعيم فاجنر لا يزال غير مؤكد لكن سُمح له بالذهاب إلى بيلاروسيا المجاورة التي قال رئيسها أليكسندر لوكاشينكو لاحقا إنه ليس هناك فيما ذكرت تقارير أنه لا يزال في سان بطرسبرج الروسية.

وقال معهد دراسة الحرب في موسكو(ISW) امس الأحد بعد تقييم أجراه إثر تسريب وثيقة يُزعم أنها الميثاق التأسيسي لشركة فاجنرالوثيقة المؤرخة في 1 مايو 2014 ربما تم إصدارها لتقديم المجموعة على أنها منظمة مهنية حيث إنها تسرد قواعد قتال فاغنر في شرق أوكرانيا" ودور بريجوجين كزعيم للمجموعة يتضمن توفير الأسلحة والتمويل والضمانات للقتلى أو المصابين في القتال".
الوثيقة أكدت أيضا كيف أن المرتزقة لن يقوموا بأي تصرف ضد بوتين أو الحكومة الروسية
سبب التسريب غير واضح رغم أنه قد يكون محاولة لإعادة تأهيل صورة فاجنر وذلك في أعقاب التمرد الذي قامت به ضد القيادة الروسية في 24 يونيو الماضي ولفت المعهد إلى أنها تجعل فاجنر تبدو مهنية وجذابة مقارنة بالجيش الروسي

و اليوم الإثنين أعلنت موسكو أن بوتين التقى بريجوجين في الكرملين بعد 5 أيام من التمرد وتحديدا في 29 يونيو وأوضح الكرملين التالي: ان الاجتماع بين بوتين وبريجوجين استمر نحو 3 ساعات وحضره أيضا قادة مفارز الشركات العسكرية الخاصة وبلغ عددهم 35 شخصا وقدم قادة فاجنر روايتهم للأحداث لبوتين وأكدوا أنهم من أشد المؤيدين لرئيس الدولة وقدم بوتين تقييمه لما حدث وعرض خيارات التوظيف على ممثلي الشركات العسكرية الخاصة

وفيما يتعلق بموقف بوتين المعروف بقيادته الحازمة من بريجوجين الذي تحدى القيادة الروسية وخاصة قائد الجيش يتحدث الخبراء والمحللون انهم كانوا يُتوقعون أن يرد بوتين على التمرد بطريقة مماثلة لتعليقه الذي كثيرا ما يقتبس في سبتمبر 1999 (قبل أن يتولى الرئاسة) على إرهابيين شيشان شنوا هجوما أدى إلى تدمير مبنى في موسكو مما أسفر عن مقتل 119"
"حينها قال بوتين: (سنبيدهم في المرحاض) وهذا ما توقعه الكثيرون من الرئيس الروسي فيما يتعلق بنشاط بريجوجين" لكن عندما عاد إلى موسكو لم يقل إنه سيتم وضعهم في السجن بل قال إنه سيسمح لفاجنر بالتواجد بأي شكل من الأشكال التي يختارونها ولم يكن بوتين قادرا على معاقبته (بريجوجين) كان بالتأكيد بوتين مختلفا".
ومن جانبها ذكرت صحيفة ليبراسيون الفرنسية نقلا عن معلومات استخبارية غربية اول امس السبت إن "بريجوجين كان في موسكو منذ الأول من يوليو حيث التقى بوتين ورئيس الحرس الوطني فيكتور زولوتوف ومدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرجي ناريشكين".

وبدوره قال معهد دراسة الحرب إن قرار بوتين بعدم التخلص بسرعة من فاجنر ومقاضاة أولئك الذين شاركوا في التمرد يضعه ومعاونيه في موقف حرج والوضع يجعل من الصعب على بوتين واللاعبين الروس الآخرين معرفة كيفية التفاعل مع مجموعة فاجنر وقادتها ومقاتليها" حسب المعهد.