بسبب اللاجئين الأوكران.. البنية التحتية لدول أوروبيا خارج الخدمة

مليون واحد فقط هذا هو عدد الأوكرانيين الذين أفاد فيليبو جراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنهم فروا من أوكرانيا في الأيام السبعة الأولى بعد الغزو الروسي في 24 فبراير، وحتى منذ البداية، كان من الواضح أن هذه ستكون واحدة من أكبر عمليات النزوح في التاريخ الأوروبي، ومع ذلك، لم يكن أحد مستعدًا لمدى الارتفاع الذي ستصل إليه الأرقام قريبًا.

العدد الحالي للاجئين الأوكرانيين

اعتبارًا من بداية أبريل 2023، سجلت الأمم المتحدة أكثر من 8.1 مليون لاجئ أوكراني على الأراضي الأوروبية، وارتفع عدد حاملي الحماية المؤقتة أو ما شابه ذلك بمقدار 185 ألف شخص منذ نهاية يناير الماضي ليصل إلى حوالي 5 ملايين.

ولا تزال بولندا تمنح أكبر عدد من التأشيرات الخاصة حتى الآن بواقع 1.58 مليون، ثم، من بين البلدان غير المجاورة لأوكرانيا، تستضيف ألمانيا أكبر عدد من اللاجئين الأوكرانيين، حيث يزيد عددهم قليلا عن المليون، وتحتل جمهورية التشيك المرتبة الثالثة بشكل عام حيث تم منح حوالي 500 ألف حالة حماية مؤقتة، وتشمل الدول الأوروبية الأخرى المملكة المتحدة وإيطاليا وإسبانيا وبلغاريا ورومانيا وفرنسا وسلوفاكيا التي أصدرت أيضًا أكثر من 100 ألف تأشيرة خاصة للاجئين الأوكرانيين.

كما وجد عدد كبير من اللاجئين الأوكرانيين ملجأ في الخارج، وتوجه ما يزيد قليلاً عن 400 ألف أوكراني إلى كندا والولايات المتحدة منذ فبراير الماضي، وقد أدخل كلا البلدين أنظمة تأشيرات خاصة للاجئين الأوكرانيين، يتم قبول المهتمين بالبقاء في كندا من خلال برنامج ترخيص كندا وأوكرانيا للسفر في حالات الطوارئ (CUAET)، والذي يمكنهم من خلاله الحصول على تصاريح العمل والدراسة، من بين أمور أخرى.

مُنح معظم الأوكرانيين الذين فروا إلى الولايات المتحدة، والذين يبلغ عددهم حوالي 270 ألفًا، إما وضع الحماية المؤقتة أو "لأولئك الذين وصلوا بعد 1 أبريل 2022" تأشيرة إنسانية خاصة مُنحت بموجب برنامج "متحدون من أجل أوكرانيا" (U4U)، المبدأ الأساسي لهذا النوع من التأشيرة، والذي يمنح لمدة عامين، هو ضمان الأفراد أو العائلات المقيمة بشكل قانوني في الولايات المتحدة، يمكن أن يتولى هذا الدور الرعاية أقارب أو أصدقاء المتقدمين، وكذلك المتطوعين من عامة الناس.

يمكن أن تختلف الأعداد الحالية للاجئين الأوكرانيين في كل دولة أوروبية عن العدد الإجمالي للتأشيرات الخاصة الممنوحة، بشكل كبير في بعض الأحيان، ففي جمهورية التشيك، على سبيل المثال، وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن وزارة الداخلية في التشيك، هناك حوالي 325 ألف لاجئ يعيشون في البلاد، ومع ذلك، فقد انقضى ما يقرب من ثلث إجمالي عدد أشكال الحماية المؤقتة الممنوحة إلى حد كبير، وفقًا للنتائج التي توصلت إليها وزارة الداخلية في جمهورية التشيك، فإن هؤلاء هم الأشخاص الذين عادوا منذ ذلك الحين إلى أوكرانيا.

ولا تزال البيانات المتعلقة بعدد اللاجئين المتجهين شرقاً إلى روسيا غير مؤكدة إلى حد كبير. وبينما تقدر الأمم المتحدة أن هذا الرقم يزيد قليلاً عن 2.8 مليون، تحدثت مصادر روسية رسمية مما يسمى بهياكل السلطة عن أكثر من 5 ملايين لاجئ بعد عام من بدء "العملية العسكرية الخاصة"، ولا يمكن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل.

لا يُعرف الكثير عن مصير الأوكرانيين الذين أعيد توطينهم في روسيا، بناءً على قرار حكومي تم اعتماده مسبقًا، يتم عادةً إعادة توزيع الوافدين الجدد عبر جميع المناطق الروسية البالغ عددها 85 منطقة، بدءًا من منطقتي فورونيج وروستوف المتاخمة لأوكرانيا وانتهاءً في تشوكوتكا، على بعد 7000 كيلومتر.

ويزعم مسؤولون أوكرانيون بارزون، بمن فيهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي، أن جزءًا كبيرًا من عمليات النقل إلى روسيا هي عمليات ترحيل، وفي مارس 2023، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي مذكرة اعتقال بحق فلاديمير بوتين فيما يتعلق باختطاف أطفال أوكرانيين، ووفقا لمصادر أوكرانية، هناك ما لا يقل عن 8000 منهم حاليا على الأراضي الروسية.

النازحون داخليا

غالبًا ما يتم التغاضي عن جزء لا يتجزأ من أزمة اللاجئين الأوكرانيين وهو النزوح الداخلي، تختلف الأرقام المتعلقة بعدد النازحين داخليًا، وتتحدث أحدث التقديرات الصادرة عن قادة الحكومة الأوكرانية عن ما يصل إلى سبعة ملايين نازح، ومع ذلك فإن أقل من خمسة ملايين منهم مسجلون رسميًا، هناك ما يقرب من مليون نازح داخلياً هم من الأطفال، واضطر حوالي 1.1 مليون منهم إلى مغادرة منازلهم بشكل متكرر.

ووفقا لتقرير حديث للمنظمة الدولية للهجرة، في يناير 2023، بلغ عدد اللاجئين الداخليين حوالي 5.3 مليون، ووفقاً للتقرير فإن ما يقرب من نصف النازحين داخلياً يأتون من منطقتي خاركيف ودونيتسك، لقد تغير توزيع اللاجئين الداخليين بشكل كبير مع مرور الوقت.

إحدى عواقب العدد الكبير من النازحين هو الضغط الهائل على أنظمة البنية التحتية الاجتماعية الإقليمية والمحلية "الإسكان والمدارس ورياض الأطفال والمرافق الصحية" إحدى أكبر المشاكل من وجهة نظر السلطات هي أنها ليس لديها أي فكرة عن عدد النازحين داخلياً الذين سيعودون في نهاية المطاف إلى ديارهم وعدد الأشخاص الذين سيبقون فعلياً في ديارهم، ولهذا السبب، يصعب عليهم تحديد القدرات التي ينبغي للبنية التحتية المحلية إعدادها على المدى الطويل.