روسيا اول الرابحين من حرب غزة في توسيع نفوذها في الشرق الاوسط
- اللواء الراجحي : روسيا استطاعت قهر الغرب في اوكرانيا واليوم تثبث اقدامها في المنطقة علي حسب امريكا
- محور موسكو - القاهرة- الرياض - ابوظبي اكبر مؤشر علي تعاظم الوجود الروسي في المنطقة العربية
علي مدار العام الجاري كان الحرص الروسي منصبا علي تعزيز اواصر التعاون والصداقة والشراكة الاستراتيجية بين العرب والروس من خلال لقاءات القمم المتعاقبة خاصة وان المراقب لسير العلاقات بينهما يلحظ خصوصية في التعامل بين الطرفين واحياء للمثل القديم الحب القديم لا يصدأ .
يقول اللواء اركان الحرب احمد الراجحي الخبير في الشؤون الروسية ودراسات الامن القومي ان الغرب وامريكا تنظر بعين الريبة لحالات التقارب بين العرب والروس خاصة وان الرهان الغربي الخاسر كان يتوقع هزيمة استراتيجية لروسيا علي يد الغرب والناتو بأيدي اوكرانية وبعدما ثبت فشل نظرية الهزيمة الروسية تحول الغرب الي محاولة عزل روسيا وابعادها عن كل التفاعلات الدولية وعندما حل الرئيس الروسي بوتين ضيفا علي المنطقة العربية في زيارته للامارات والسعودية ومحادثاته الهاتفية مع الرئيس السيسي منذ ايام قليلة وهي بالمناسبة قبيل اسابيع قليلة من قمة البربكس القادمة بناير ٢٠٢٤ والتي ستشهد اكتساب مصر والسعودية والامارات العضوية الكاملة لهذا التجمع السياسي والاقتصادي الكبير علاوة علي ان مصر والسعودية اعضاء مراقبين في منتدي شنغهاي للامن والتعاون كل هذا يدفع الي ترفيع مستوي العلاقات بين روسيا والدول العربية الي مستوي غير مسبوق في مستوي العلاقات بين العرب والروس .
واضاف اللواء الراجحي ان العرب دائما ينظرون بعين الارتياح لخصوصية ومحورية العلاقات مع الروس وذلك لمناصرة الروس للقضايا العربية منذ العدوان الثلاثي ١٩٥٦ وحتي حرب اسرائيل الحالية علي غزة حيث تطالب روسيا بضرورة وقف القتال بشكل فوري في غزة لكن تصطدم بالفيتو الامريكي المخيب للامال وتوصي روسيا بضرورة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية الي سكان غزة وتعلن روسيا رفضها القاطع للتهجير القسري وتشجع كل الاطراف علي التوجه الي عملية سلمية في الشرق الأوسط تفضي الي اقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ونبه الراجحي الي ان الروس يعززون تواجدهم في الشرق الاوسط من خلال الاتفاقيات الاقتصادية الثنائية مع السعودية والامارات والقاهرة وهو ما استتبعه من ارتفاع كبير في التعامل الروسي مع الرياض وابوظبي الي ارقام تنجاوز ١٥ مليار دولار وبالنسبة للقاهرة تتسارع الخطي بين موسكو والقاهرة وذلك بتعزيز التعاون في عدة محاور منها تفعيل العمل في المفاعل النووي بالضبعة والمنطقة الصناعية الروسية في قناة السويس واقامة المركز اللوجيستي لتكون مصر مركزا لتجارة الحبوب الروسية.
ونوه اللواء الراجحي عن ان تعزيز وتكثيف التواجد الروسي في المنطقة لا يقتصر علي الدول العربية فحسب بل امتد دول الجوار العربي في تركيا وإيران وتواجد مثالي في سوريا والشمال الافريقي في وجود مميز في الشرق الليبي والتخطيط للقاعدة العسكرية الروسية علي البحر الاحمر في السودان وفي شراكة استرانبجية مميزة مع الجزائر لم تشهد لها دولة عربية مثيلا هذا فضلا عن النفوذ الروسي الذي شطب الوجود الفرنسي الامريكي من مناطق الساحل والصحراء الافريقية من خلال سيطرة مجموعة فاجنر الروسية علي العمق الافريقي وبذلك يكون الروس قد حققوا حلمهم القديم واستعادوا الجانب الاكبر من نفوذ وسيطرة الاتحاد السوفيتي السابق في الشرق الاوسط واصبح القوة الكبري المرحب بها إقليميا وعربيا وافريقيا .