قفزة أسعار اللحوم تحد من إقبال المواطنين على شراء الأضاحي

قفزت أسعار الأضاحي واللحوم بالسوق المصرية خلال العام الجاري، بنسب فاقت الـ100%، مع شح الدولار الذي أثر بشدة على توافر الأعلاف اللازمة لتربية المواشي والأغنام وكذلك أزمة استيراد اللحوم من الأسواق المختلفة.

وأرجع عاملون في السوق المصرية، القفزات السعرية الحالية في أسعار اللحوم والمواشي نتيجة لزيادة أسعار الأعلاف المستوردة نتيجة انخفاض قيمة الجنيه المصري أمام الدولار، وأزمة الاستيراد نتيجة المعوقات الجيوسياسية في البلدان المصدرة، رغم جهود الحكومة لتنويع المصادر.

استيراد المواشي من الخارج

وخلال الأيام الماضية قالت وزارة الزراعة المصرية إنها استوردت نحو 170 ألف رأس ماشية جديدة، بخلاف دفعات سابقة تم استيرادها بالفعل بواقع 180 ألف رأس ماشية، لتلبية احتياجات المواطنين من اللحوم الحمراء خلال عيد الأضحى الذي يرتفع فيه الاستهلاك.

بلغ إجمالي إنتاج مصر من اللحوم الحمراء، نحو 554 ألف طن عام 2022 في مقابل 512 ألف طن عام 2021 بنسبة نمو 8.2%، بينما تراجع استهلاك الفرد إلى 7.4 كيلو جرام في العام في مقابل 7.3 كيلو خلال 2021، وفقاً للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، مضيفاً أن نسبة الاكتفاء الذاتي من اللحوم سجلت 56.6%.

وقال هيثم عبدالباسط نائب رئيس شعبة القصابين بالاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، إن الطلب على شراء اللحوم الحمراء البلدية، تراجع بنحو 80% على الأقل خلال الموسم الحالي مقارنة بالموسم الماضي، مضيفاً: " رغم ثبات أسعار اللحوم البلدية عند مستوى 350-380 جنيهاً وهو مستوى يحقق ربحاً لا يتجاوز 8% للجزار مع ارتفاع التكلفة الخاصة بالذبح والعمالة والتغليف والتبريد، فإن الإقبال ضعيف للغاية".

حلول لمواجهة الأزمة

يرى عبدالباسط أن هناك عدة أسباب أدت لارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، أبرزها انخفاض مستوى الأجور في مصر، إلى جانب أزمة استيراد الأعلاف رغم جهود الحكومة المصرية المستمرة في الإفراج المستمر عن الشحنات، والتي يتم استيرادها من الخارج لتربية المواشي في مصر.

وفي مصر زادت أسعار المنتجات المستوردة من الخارج ومنها الأعلاف، مع قفزة في أسعارها بفعل التضخم العالمي وانخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار الأمريكي.

وطالب نائب رئيس شعبة القصابين، بضرورة إنشاء مجلس أعلى لإنتاج اللحوم بمختلف أنواعها، والتوسع في إنتاج الأعلاف داخل مصر لحل الأزمة الحالية بالتزامن مع استمرار العمل لتحسين سلالات المواشي، وكذلك فصل تبعية الهيئة العامة للخدمات البيطرية عن وزارة الزراعة ليكون هناك استقلال في عملها.

ارتفاع جميع أنواع اللحوم

ويقول أحد المواطنين، إن شوادر وزارة التموين المصرية هي الملاذ الحالي للحصول على اللحوم لأسرته والتي يتراوح أسعارها 200-250 جنيهاً، في الوقت الذي يبلغ سعر الكيلو قرب 400 جنيه، مضيفاً: "الأزمة الخاصة بارتفاع الأسعار للسلع كالة جعلت الجميع يبحث عن اللحوم المستوردة التي توفرها وزارة التموين في المنافذ المختلفة".

ويضيف أنه مع ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء أصبح يعوض ذلك عبر شراء اللحوم البيضاء من الدواجن والأسماك، ولكنها هي الأخرى سجلت ارتفاعات كبيرة تجاوزت الـ90 جنيهاً، والسمك البلطي الـ75جنيهاً، قائلاً: "لكن خلال عيد الضحية لازم نشتري لحمة ولو 2 كيلو وباقي السنة نقضيها فراخ أو سمك الحمدلله.. ناس كتير بتعاني".

وبلغ نصيب الفرد من لحوم الطيور 17.6 كيلوجرام ونسبة الاكتفاء الذاتي من الطيور بلغت 97.4% عام 2022.

ارتفاع السعر للكيلو القائم

وقال محمد ريحان عضو شعبة القصابين، إن أسعار اللحوم الحمراء للمواشي سجلت زيادة تتراوح بين 80 إلى 100 جنيه للسعر قائم ليصل إلى نحو 160 جنيهاً ونحو 90 جنيهاً للضاني ليصل إلى 175 جنيهاً، ما أدى إلى ارتفاع سعرها في النهاية فوق 350 جنيهاً للكيلو أو أكثر.

وأضاف ريحان، أن الزيادة الكبيرة دفعت الجميع لخفض استهلاك اللحوم الحمراء، وتراجع الكميات المشتراة الأمر الذي دفع الجزارين لخفض عدد العجول المذبوحة.