النهار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 05:46 صـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

هل يؤثر محور طريق التنمية في العراق لربط الشرق بالغرب علي محور قناة السويس في مصر؟

الدكتور شياع السوداني رئيس الوزراء العراقي
الدكتور شياع السوداني رئيس الوزراء العراقي

بأعلان الدكتور محمد شياع السوداني رئيس الوزراء العراقي بالامس عن البدء في تنفيذ طريق التنمية العراقي من مياه الخليج العربي وبالتحديد في ميناء الفاو العراقي وصولا الي الموانيء التركية والسورية علي البحر وامتدادا شماليا الي اسيا الوسطي وروسيا وهنا سألنا الخبر اء هل المحور العراقي الخليجي سيؤثر سلبا ام ايجابا علي قناة السويس المصريةوفي مسعى لتعزيز موقع العراق على خارطة التجارة والاقتصاد العالمية احتضنت العاصمة العراقية بغداد مؤتمر طريق التنمية بمشاركة وزراء النقل أو من يمثلهم من دول : الإمارات والسعودية وسوريا والأردن والكويت وقطر وعمان وتركيا وإيران بالإضافة لممثلين عن الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي ووفق بيان صادر عن رئاسة الوزراء العراقية فإن أهم محاور بحث المؤتمر كانت:

حيث ناقشت الوفود المشاركة عملية الشروع في الخطوات التنفيذية وتحويل التفاهمات بين قادة وزعماء الدول إلى خارطة طريق تشهد البدء بالمشاريع التنموية المتعلقة بطريق التنمية كما جرى البحث في أهمية المشروع لدول المنطقة والشراكات الإقليمية وسبل توطيدها والوصول إلى التكامل الاقتصادي بين الدول المشاركة وتأسيس منصّات تنموية اقتصادية تعزز من قدرة شعوب المنطقة على مواجهة التحديات الاقتصاديةوشهد المؤتمر استعراضا شاملا لطرق الوسائط المتعددة التي يتضمنها المشروع والإمكانيات التي يقدمها في الترابط الإقليمي بالإضافة إلى البنى التحتية التي تنوّع قطاعات النقل والصناعة والزراعة والطاقة المتجددة وما سيُتاح من استثمارات في المطارات والقطارات السريعة والطرق البريةوكذلك جرى استعراض المسار الذي يبتدئ من ميناء الفاو وتكامله مع موانئ المنطقة وصولا إلى الحدود التركية، ودراسات الجدوى ونتائج العمل مع الجهات الاستشارية والجدول الزمني للتنفيذ، والعوائد المالية التي يوفّرها، والبيانات المتعلّقة بكلّ تفاصيله وانتهى المؤتمر إلى تشكيل لجان فنية لوضع التصوّر الكامل عن طبيعة وحجم مشاركة الدول الشقيقة والصديقة في هذا المشروع الحيوي الاستراتيجي.

يقول اللواء اركان الحرب هشام يوسف السعدي ان طريق التنمية بما يحمله من منصات للعمل وقيمة مضافة للنواتج القومية والمحلية ورافعات اقتصادية هو خطة طموحة ومدروسة لتغيير الواقع نحو بنية اقتصادية متينةونرى في هذا المشروع ركيزة للاقتصاد المستدام غير النفطي وعقدة ارتباط تخدم جيران العراق والمنطقة وميناء الفاو الكبير قطع شوطا كبيرا نحو الإتمام وسيكون بوابة لهذا الحراك الاقتصادي المهم وسوف تتكامل مع الميناء المدن الحضرية التي سنؤسس بجوارها مدينة صناعية ذكية ستحاكي التطور التكنولوجي الحالي والمتوقع للسنوات الخمسين المقبلة وبهذا

ويضيف اللواء السعدي هذا المشروع الحيوي الاستراتيجي الواعد سيربط الشرق بالغرب ويربط موانئ العراق مع الموانئ التركية وكذلك إلى الدول الأوروبية ومنها إلى دول القوقاز وسيتكامل مع محور قناة السويس المصري ولهذا المشروع سيكون من خطين مزدوجين خط سككي وخط بري دولي سريع، وستكون على الخطين حركة اقتصادية تنعش اقتصاد المحافظات التي يمر بها وهي تقريبا أكثر من 10 محافظات إضافة إلى المدن الصناعية والسكنية ومناطق ترفيهية والمشروع سيوفر فرص عمل لأكثر من 100 ألف فرصة عمل للشباب العراقيين، وربما يتزايد هذا العدد خلال إنجاز هذا الطريق بالكامل.

وهذا المشروع لن يكون منافسا لمحور قناة السويس مطلقا بل انه سيجتذب جزاءا يسيرا من حركة التجارة من طريق رأس الرجاء الصالح فقط ولن يكون منافسا لقناة السويس وأن مشروع طريق التنمية يمثل قفزة نوعية نحو توظيف واستثمار ما يتمتع به العراق من مزايا الموقع الجيوسياسي والقدرات والثروات الطاقية والزراعية والمعدنية والبشرية بما يعزز من مكانته على خارطة الاقتصاد العالمي وشبكة المواصلات وسلاسل التوريد وطرق التجارة دوليا .

المشروع حيوي وواعد جدا خاصة إذا ما تم تنفيذه وفق جداول زمنية واضحة وتوقيتات محددة، حيث سيعمل على تطوير مكانة ميناء الفاو وطرق إمداد وعبور سلاسل السلع والبضائع عبر العراق كعقدة ربط محورية وسيعمل على تعزيز مكانة البلاد وتوظيف ما تتمتع به من ثقل اقتصادي ومن موارد وطاقات طبيعية وبشرية طائلة ولضمان نجاح وديمومة هكذا مشروع استراتيجي، لا بد من أن تكون هناك دراسات جدوى واسعة ومستفيضة حوله، ولا سيما وأن التكلفة كبيرة جدا وخاصة بالنسبة إلى التقنيات والآليات التي ستستخدم لتطوير هذا المشروع ولهذا فجدية التنفيذ وجودته ومدى جداوه هي المحك حيث أن تنفيذ هذا المشروع الضخم والطموح يستلزم على أقل تقدير مئات مليارات الدولارات، حتى يصل العراق لمرحلة أن يغدو فيها نقطة من نقاط الارتكاز الاقتصادي العالمي، وكأحد أهم طرق سلاسل التوريد والإمداد الدولية ولهذا كله فالمشروع بالغ الأهمية بكافة المقاييس الاستراتيجية ولا سيما لجهة فك الاعتماد على الاقتصاد المعتمد على النفط فقط، وفتح آفاق تنموية واقتصادية متنوعة المصادر والمجالات أمام العراق .

موضوعات متعلقة