هنري كيسنجر وزير الخارجية الامريكي الاسبق يطفئ شموع عيد ميلاده الـ100
في احتفالية كبري تليق بعميد الدبلوماسية الامريكية وسيدها علي الاطلاق شارك هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق الثلاثاء الماضي في حفل تكريم بمناسبة بلوغه من العمر مئة عام في نادي نيويورك الاقتصادي النخبوي جدا حيث أطفأ شموعا على كعكة من الشوكولاتة ولم يعد هنري كيسنجر يظهر علنا إلا نادرا وغالبا عن طريق الفيديو كما حدث في دافوس في يناير الماضي ولكن بالنسبة للرجل الذي ترك بصمته على السياسة الخارجية للولايات المتحدة في النصف الثاني من القرن العشرين تبقى هذه الاستمرارية استثنائية.
ويحتفظ مكتبه في نيويورك وشركته الاستشارية "كيسنجر أسوشيتس" بمكانة كبيرة نسبيا لدى النخبة في واشنطن والخارج بما في ذلك بين الديمقراطيين مثل وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون التي قالت في أحد الأيام إنها "تعتمد على نصائح صديقها"وفي لقاء مع شبكة "سي بي إس" الأميركية تحدث وزير الخارجية الأميركي الأسبق عن العديد من التوترات الحالية حول العالم ومخاطر الذكاء الاصطناعي في حالات الأزمات ورأيه بشأن سجله الحافل خلال مراحل حياته السياسية التي شهدت السلام والحرب ومع بدء اللقاء سئل كيسنجر أنه في حال طلب منه زيارة روسيا للتحدث مع الرئيس فلاديمير بويتن ماذا ستكون ردة فعله ليقول إنه يميل للقيام بذلك ولكن بصفة مستشار مضيفا أن الحرب الأوكرانية تقترب من نقطة تحول هامة.
وفيما يخص الصين، لفت كيسنجر أنه لا يمكن إقصاء الصين من النظام الدولي ومن الممكن أن تؤدي قضية تايوان إلى حرب بين دولتين عاليتي التقنية (الصين وأمريكا) وهذا يتطلب الانتباه، "إنها فترة خطيرة للغاية"وفي وقت سابق حذر هنري كيسنجر من مغبة الدخول في حرب باردة ثانية، معتقدا أنها ستكون أكثر خطورة من الأولى وفي لقاء مع صحيفة "إل موندو" الإسبانية، قال كيسنجر: "يمكن أن تبدأ حرب باردة جديدة بين الصين والولايات المتحدة يتمتع كلا البلدين بموارد اقتصادية متشابهة وهو ما لم يكن الحال خلال الحرب الباردة الأولى، أصبحت بكين وواشنطن الآن خصمين، ولا يستحق انتظار أن تصبح الصين ذات ميول غربية".
وكيسنجر الذي كان لاعبا رئيسيا في الدبلوماسية العالمية خلال الحرب الباردة وحائز نوبل للسلام، أطلق التقارب مع موسكو وبكين في سبعينات القرن الماضي، معتمدا على رؤية براغماتية للعالم تعد نوعا من "السياسة الواقعية" على الطريقة الأمريكيةولد اليهودي الألماني الشاب هاينز ألفريد كيسنجر في 27 مايو 1923 في فورث في بافاريا، ولجأ في سن الخامسة عشرة إلى الولايات المتحدة مع عائلته قبل أن يصبح مواطنا أميركيا في سن العشرين والتحق نجل المدرس بالاستخبارات العسكرية والجيش الأميركي قبل أن يبدأ دراسته في جامعة هارفارد حيث كان طالبا لامعا وعمل في التدريس أيضًا.
وفرض كيسنجر نفسه وجها للدبلوماسية العالمية عندما دعاه الجمهوري ريتشارد نيكسون إلى البيت الأبيض في 1969 ليتولى منصب مستشار للأمن القومي ثم وزير الخارجية. وقد شغل المنصبين معا من 1973 إلى 1975وقد بقي سيد الدبلوماسية الأمريكية في عهد جيرالد فورد حتى 1977.