قمة ليتوانيا لحلف الناتو القادمة تستبعد دخول أوكرانيا
العملية العسكرية الروسية التي شنتها موسكو فبراير عام 2022 ظهرت ثمارها مؤخرا فقد كان الصراع الروسي مع أكثر من 50 دولة أوروبية مجتمعة من أجل دخول كييف حلف الناتو العسكري لكن العملية العسكرية غيرت الخريطة السياسية الدولية .
وسعي الرئيس الأوكراني "زيلينسكي" الفترة الماضية في الحصول علي دعم جديد من أجل قضية استمرار المعركة الأوكرانية ولذلك قام بجولات خارجية إلي أوروبا ومجموعة السبع الكبار والقمة العربية من أجل الحصول علي الدعم المادي أو الوساطة السياسية الدبلوماسية للاعبيين الجُدُد المؤثرين دوليا .
في ظل سعي الفاتكيان لوضع حل دبلوماسي لإنهاء الصراع العسكري ومنع تحول نزاع تقليدي إلي نووي أو نشوب الحرب العالمية الثالثة بالإضافة للمساعي الأفريقية عن طريق مصر والسنغال وجنوب أفريقيا بالتنسيق مع أمريكا وبريطانيا لوضع خطة سلام شاملة فضلا عن مبادرة الصين التي سعيت في البداية لوضع مبادرة سلام تعتمد علي إحترام سيادة الدول بالكامل .
لكن إصرار الرئيس الأوكراني "زيلينسكي" قد قوض جميع مبادرات السلام الصينية ويسعي لاستمرار المعركة في ظل دعوة وزير الخارجية الأوكراني "دميترو كوليبا" للحصول علي المقاتلات الجوية الأمريكية " الإف 16 " لكن في بداية المعركة رفض الرئيس الأمريكي الديمُقراطي "بايدن" إرسال المقاتلات إلي كييف وأكد بايدن إنه يُرسل السلاح الدفاعي فقط إلي أوكرانيا ويرفض مهاجمة العمق الروسي .
لكن بات الحديث عن موافقة أمريكية غير مُعلنة بإرسال الإف 16 عبر دول أوروبية أخري وفي نفس التوقيت كانت تعرضت طائرة "الإف 18" الأمريكية لحادثة سقوط بشكل مفاجئ في أسبانيا وقفز الطيار من المقاتلة التي تحطمت بعد توقفها وهي نفس الحوادث المتكررة التي حدثت إلي الإف 35 الشبحية الأمريكية في المحيط الهادئ .
وأعلن الأمين العام لحلف الناتو "ينس ستولتنبرج" بإن "قمة يوليو" القادمة للحلف في ليتوانيا بعاصمتها "فلينيوس" تستبعد دخول "كييف" الحلف العسكري وكل ماستُقدمه هو دعم فكرة أوكرانيا للإنضمام للحلف العسكري لكن دون إتخاذ إجراءات تنفيذية وهذه كانت المطالب الروسية للرئيس "بوتين" .
قبل شن العملية العسكرية الخاصة لكن أصر الرئيس الأوكراني علي دخول الحلف العسكري للناتو بالرغم من عدم تهديد روسيا لأوكرانيا عسكريا وإنضمام "كييف" إلي الحلف يعني تهديد العاصمة الروسية "موسكو" بصواريخ الناتو وقد تواجد الحلف العسكري علي طول الحدود الروسية الشمالية الغربية بمختلف الدول الأوروبية .
ويبدو إن العملية الروسية قد ساهمت في بداية بزوغ النظام العالمي الجديد الذي يعتمد علي "تعدد الأطراف" وليس قطبا واحدا وهي نفس المطالب الألمانية والفرنسية بإتساع العالم للجميع وهي نفس الرؤية الإستراتيجية لعراب السياسة الأمريكية "هنري كيسنجر" الذي لخص منع النزاع الدولي المحتمل بمقولة "ينبغي أن تعيش الصين وأمريكا سويا " وقبول بكين لاعبا مؤثرا دوليا فضلا عن استعداد كيسنجر لمقابلة بوتين من أجل إنهاء الصراع .
ذلك في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية وإرتفاع نسب التضخم التي تُنذر بشبح الركود الاقتصادي والذي أطل عبر العملاق الاقتصادي بالولايات المتحدة بإفلاس عشرات البنوك وعجز واشنطن عن دفع أقساط ديونها للبنك الدولي البالغة 31 تريليون و600 مليارات دولار خاصة بعد رفض الكونجرس رفع سقف الدين .