النهار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 05:08 صـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

في اعقاب 224 يوما من القتال اليومي الشرس والمستمر

وأخيرا باخموت في ايدي الروس بالكامل المعركة الاعنف في اوربا بعد الحرب العالمية الثانية

صورة الرئيس الروسي بوتين
صورة الرئيس الروسي بوتين

باخموت مفتاح باقي مدن دونيتيسك الكبري وبسقوطها المروع اصبح الطريق مفتوحا علي مصراعيه امام القوات الروسية وفاجنر الي اكمال السيطرة علي باقي اراضي جمهورية دونيتيسك الشعبية خاصة تراماتورسك وليمان وكوبيانسك وتعد باخموت أطوال معركة في الحرب بينهما وبأعلان وزارة الدفاع الروسية اليوم الأحد واعلان يفيجيني بريجوفين قائد مجموعة فاجنر الروسية السيطرة الكاملة على مدينة باخموت التي تلقبها أوكرانيا بـ"قلعة المعنويات" و"القلعة المنيعة" وتأكيد بريجوفين ان باخموت سنسلمها يوم 25 من مايو الجاري كاملة الي وحدات الجيش الروسي المقاتل هناك لتستكمل فاجنر مدعومة بالقوات الروسية المحمولة جوا والمظللين الروس التوجه الي باقي مناطق دونيتسك ولو جانسك الروسية.

ورغم تقليل بعض الخبراء العسكريون من قيمة باخموت الاستراتيجية مشيرين إلى أن المدينة لا تشكل مركزاً للنقل وليست ذات ثقل سكاني كبير إلا أن آخرين أكدوا أن روسيا ستحولها إلى نقطة انطلاق للسيطرة على مناطق أخرى في منطقة دونيتسك ورغم إعلان الكرملين ورفع العلم الروسي على المدينة ليل السبت بعد 224 يوما من القتال العنيف، والتهنئة التي قدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقوات الروسية بإكمال السيطرة على باخموت إلا أن هيئة الأركان الأوكرانية أكدت أن "قتالا عنيفا لا يزال مستمرا في المدينة".

ماذا تعني خسارة باخموت لأوكرانيا؟

تراجع الروح المعنوية للقوات الأوكرانية بعد أن وصفها الرئيس فلاديمير زيلنسكي بـ" قلعة المعنويات"وستعاني أوكرانيا من هزيمة سياسية وكانت تمنح الأوكرانيين تكتيتات استراتيجية لاصطياد الجنود الروس، وفق موقع" بي بي سي" البريطاني وأوكرانيا راهنت عليها لتغيير مسار الحرب وانتقال المعارك لمناطق أكبر مثل كراماتورسك وسلوفيانسك في منطقة دونيتسك وكذلك لاوكرانيا خسارة آلاف الأرواح والمعدات ما يجبر كييف على البحث عن تعزيز خطوط الإمداد للدفاع عن المدن المجاورة وستقلل إمكانيات أوكرانيا من شن هجوم الربيع أو تأخيره لاستكمال الدعم اللوجيستي اللازم وكانت تعتبر مركز نقل مهم لتزويد القوات الأوكرانية في دونباس ونقطة حصينة لإيصال الإمدادات.

واعلن الاكاديمي البريطاني سيمون جوردان إنه "بعد سيطرة روسيا على المدينة وإن صح ذلك فإن "الأوكرانيين سينسحبون إلى مناطق دفاعية في مناطق في كراماتورسك جهزوها على مدى 8 أعوام" و أن كراماتورسك تقع على أرض أعلى وتتمتع بقدرات دفاعية أكثر من باخموت، مؤكدا أنها ستكون معارك دموية بين الجانبين أكثر من معارك باخموت"وعرفت باخموت بمناجم الملح والجبس وبمصانع إنتاج النبيذ الكبيرة، ولا تشكل أهمية جغرافية، وفق تقارير غربية ووصفها مسؤولين غربيون بأنها "حدث تكتيكي صغير على خط جبهة أمامية يبلغ طوله 1200 كلم".

لكن وفق الخرائط تقع باخموت شمالي مقاطعة دونيتسك على بعد نحو 65 كيلومترا شمال مدينة دونيتسك المركز الإداري للمقاطعة التي تشكل مع لوجانسك المجاورة إقليم دونباس، وتبعد نحو 15 كيلومترا عن حدود لوجانسك، و580 كيلومترا عن العاصمة كييف وكما تقع على طريق رئيسي يؤدي إلى مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك، وهما من أكبر مدن إقليم دونباس، كما أن قربها من الطريق الدولي "إم-03″ يصلها مباشرة بمدينة سلافيانسك في لوجانسك، ويتابع نحو مدينة خاركيف.

وبالسيطرة على المدينة حققت روسيا عدة مكاسب من بينها:نصر رمزي للكرملين بعد معارك ضارية استمرت نحو 7 أشهر منذ السيطرة على سيفيرودونيتسك وليسيشانسك الصيف الماضي وتحتاج روسيا إلى نجاح تروجه أمام المناصرين للكرملين في الداخل وفق صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية وستشكل منصة انطلاق نحو المزيد من المكاسب الميدانية وستمكن روسيا من تهديد مناطق أكبر مثل كراماتورسك وسلوفيانسك ووفق وزارة الدفاع البريطانية.

من جانبه أكد رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية دينيس بوشيلين أن تحرير مدينة باخموت حمل رمزية خاصة بعد عام من استسلام مسلحي كتيبة "آزوف" النازية في ماريوبول المحررة وكتب بوشيلين عبر "تلجرام" قائلا: "للمرة الثانية يشكل تاريخ الـ 20 من مايو يوما مميزا ذا رمزية خاصة للقوات الروسية، ففي المرة الأولى قبل عام استسلم آخر مقاتلي كتيبة آزوف في ماريوبول أمام قواتنا واليوم حررنا مدينة أرتيوموفسك التي يطلق عليها الأوكرانيون لقب "القلعة المنيعة" بشكل كامل" وفق وكالة "نوفوستي" الروسية.

أن باخموت كانت معركة فاصلة في حوض إقليم دونباس وقطعة الدومينو التي إذا وقعت تحت سيطرة القوات الروسية ستتساقط بعدها باقي المناطق والسيطرة على الإقليم بمقاطعتيه دونيتسك ولوغانسك وترجع تأخر حسم المعركة إلى التحصينات القوية التي أنشأتها القوات الأوكرانية بالمدينة بالإضافة إلى موقعها الجغرافي المميز جعل القوات الروسية تخوض معارك استنزاف وبأعلان روسيا السيطرة الكاملة علي باخموت وتهنئة الرئيس بوتين للجيش وفاجنر بهذا النصر الكبير اصبح لروسيا الكلمة العليا في دونيتسك لاستكمال السيطرة عليها وعلي المدن الكبري فيها.