البيت الأبيض يفشل في مفاوضات رفع سقف الديون الأمريكية
• ظل الرئيس الأمريكي "بايدن" ورئيس مجلس النواب داخل الكونجرس الأمريكي، السيناتور الجمهوري "كيفن مكارثي" على خلاف بعد اجتماع البيت الأبيض بشأن رفع سقف الديون الأمريكية.
• "مكارثي" انتقد "بايدن" لعدم جلوسه مع كبار مسؤولي الكونجرس في وقت سابق، معربًا عن إحباطه من عدم إحراز تقدم يُذكر خلال المفاوضات.
• من المقرر أن يُلقي الرئيس "بايدن" خطابًا يؤكد خلاله أنه يتعين على الجمهوريين تمرير رفع سقف الديون دون شروط مسبقة.
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرًا يُسلّط الضوء على المفاوضات الأمريكية الجارية بين "البيت الأبيض" و"الكونجرس" بشأن رفع سقف الديون الأمريكية مع اقتراب موعد سدادها.
اتصالًا، ذكر تقرير الصحيفة أن الرئيس الأمريكي الديمقراطي "جو بايدن" ظل على خلاف مع رئيس مجلس النواب داخل الكونجرس الأمريكي، السيناتور الجمهوري "كيفن مكارثي"، بعد اجتماع البيت الأبيض بشأن رفع سقف الديون الأمريكية، الأمر الذي أدى إلى إحراز تقدم ضئيل في تجنب أول تخلف عن السداد من جانب الحكومة الفيدرالية، حتى أنه تم وضع خطط لجولة جديدة من المحادثات لاستئناف التفاوض.
في هذا الإطار، طالب جمهوريو الكونجرس بتخفيضات كبيرة في الإنفاق مقابل رفع سقف الديون، فيما يؤكد الرئيس "بايدن" وأعضاء حزبه الديمقراطي داخل المجلس أنه يجب رفع حد الاقتراض الفيدرالي دون شروط مسبقة. مما استدعى الجمهوريين لوصف موقف الحزب الجمهوري بأنه "غير مسؤول"، مع اقتراب الموعد النهائي للسداد في يونيو القادم.
وفي هذا السياق، صرح "بايدن" بعد الاجتماع، بأن الإدارة الأمريكية لن تتخلف عن السداد، مؤكدًا انفتاحه على اقتراح الجمهوريين لاستعادة بعض أموال المساعدات غير المنفقة، والتي كانت مُخصصة لجائحة "كوفيد-19". كما أضاف أنه ومستشاريه يدرسون ما إذا كان من الممكن تطبيق التعديل التشريعي الخاص بإصدار الديون من جانب واحد.
على الجانب الآخر، انتقد "مكارثي"، "بايدن"، لعدم جلوسه مع كبار مسؤولي الكونجرس في وقت سابق، معربًا عن إحباطه من عدم إحراز تقدم يُذكر خلال المفاوضات، وموضحًا في تصريحات مطولة للصحفيين بعد مغادرته الاجتماع أنه لم يرَ أي تحرك جديد.
علاوة على ذلك، من المقرر أن يبدأ موظفو البيت الأبيض والكونجرس الأمريكي سلسلة من المفاوضات خلال الساعات القليلة القادمة؛ في محاولة للتوصل إلى توافق في الآراء بشأن الإنفاق الحكومي. كما سيلتقي قادة الكونجرس مرة أخرى مع الرئيس "بايدن" لاستئناف المفاوضات.
وبحسب التحليلات، فإن وجود رئيس الكونجرس الأمريكي في تلك المفاوضات يعدّ جزءًا لا يتجزأ من المفاوضات مع الرئيس "بايدن"، حيثُ تجب موازنة معارضة الحزب جمهوري في الكونجرس لأي زيادة في سقف الديون دون تخفيضات صارمة أو ترشيد في الإنفاق، مع اقتراب الموعد النهائي لسقف الديون تجنباً لمخاطر التخلف عن السداد.
بالإضافة إلى ذلك، حذّرت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض "كارين جان بيير" في إفادة صحفية، من أن التخلف عن السداد قد يؤدي إلى ركود اقتصادي، كما رفضت الإشارة إلى احتمالية إلغاء الرئيس "بايدن" لرحلته الدولية القادمة إلى اليابان وأستراليا؛ حتى يتمكن من البقاء في "واشنطن" لمعالجة الأزمة المحتملة.
كما تُشير أحدث التوقعات الصادرة عن مراكز الأبحاث التابعة لوحدات السياسات من الحزبين، إلى أن الحكومة الأمريكية قد تبدأ في فقدان بعض المدفوعات بين أوائل يونيو وأوائل أغسطس؛ اعتمادًا على الإيرادات وعوامل أخرى. كما يتوقع معظم المستثمرين أن تقوم الحكومة الأمريكية في نهاية المطاف بتسديد جميع مدفوعات ديونها.
وفي الختام، يُخطط الرئيس "بايدن" وكبار مستشاريه لزيادة انتقاداتهم للجمهوريين بشأن سقف الديون، ومن المقرر أن يُلقي "بايدن" خطابًا يؤكد خلاله أنه يتعين على الجمهوريين تمرير قانون رفع سقف الديون دون شروط مسبقة.