ماهو سر العلاقة بين حميدتي والمخابرات الامريكية ؟

• وهل انغمس خليفة حفتر في دعم دقلو ؟
• وطبيعة الدعم الاثيوبي لدقلو في محاولة لألتهام الفشقة الكبري السودانية
• ذهب جبل عامر في السودان من مرحلة الانتاج الي دبي ومنها الي جنيف ثم الي جيوب دقلوورجاله

منذ اعلان استقلال السودان عن الاحتلال البريطاني 1956 ميلادية كانت الخرطوم حاضرة الامة السودانية بعيدة كل البعد عن اية صراعات او حروب الشوارع كما حدث في مواجهات الاسبوع الماضي وكانت جل الصراعات والحروب الاهلية في الاطراف سواء في مناطق الجنوب الذي ساعد نظام البشير السابق في اعلان انفصاله في عام 2011 او حتي في مناطق الغرب في دارفور وكردفان وعندما شرع البشير في استمالة الجانب الاكبر من الحركات الانفصالية في اقليم دارفور غربي السودان فيما عرفت بميليشيات (الجنجويد ) والتي كانت النواة لميليشيات الدعم السريع التي اسسها البشير كمزيج من الاخوان المسلمين وجماعات ارهابية لتكون حصنا للبشير وعصا له في مواجهة القوات المسلحة السودانية وبالفعل جاءت شرارة الازمة الاخيرة في فترة دمج العم السريع في الجيش السوداني فبينما كانت رؤية البرهان انها تحتاج الي عامين فقط للدمج اختلفت رؤية دجلو الي انها في حاجة الي من 6 الي 10 سنوات للدمج .

يقول اللواء محمد سليمان الخبير الامني والاستراتيجي ان علاقة حميدتي القائد العام لميليشيات الدعم السريع مع المخابرات الامريكية ال cia بقيادة السفير ويليام بيرنز لا تخفي علي احد فالرجل الذي عمل في بداية حياته سمسارا في سوق الابل وتطور اي تاجر ابل ولا يحمل اية مؤهلات تعليمية واستولي منذ سنوات علي انتاج السودان من الذهب في منطقة جبل عامر ويتم انتاج الذهب علي يديه ويطير للتنقية في دبي بدولة الامارات العربية ومنها للتصنيع سبائك والسيولة في سويسرا وتعود الاموال الي جيب البلطجي حميدتي وحده ورجاله ولا تستفيد الدولة السودانية مليما واحدا وجاءت السجالات بينه وبين الامريكان بالتزامن مع اعلان واشنطن عن ارسال 15 طائرة امريكية محملة بالمساعدات الانسانية الي المدنيين السودانيين وهبطت في جيبوتي وتم التزويد بالوقود في اثيوبيا وتم التنسيق مع طرفي النزاع في السودان لضمان هبوط امن في الخرطوم لضمان اجلاء امن لرعاياهم وتأكيد المستشار السياسي لدجلو ان الامريكان نسقوا معهم وهم علي تواصل شامل وكامل معهم وهو ما تحاول واشنطن انكاره في محاولة منها لنفي اية علاقة لها بحميدتي واغلب الظن ان الطائرات الامريكية كانت تحمل اسلحة للدعم السريع لأن سياسة الدعم السريع هي الاقرب للمخططات الامريكية الراغبة في تقسيم السودان الي عدة دويلات امعانا في تعكير المزاج المصري من خلال خلق عددا من الدويلات المتناحرة في الفناء الجنوبي للقطر المصري ورغبة امريكية في اعادة رسم خريطة المنطقة من جديد ذلك المخطط المرسوم في مرحلة الربيع العربي المزعوم وهنا لا يخفي علي احد الايدي الاسرئيلية من خلال تواجد نائب رئيس الكنيست الاسرئيلي شخصيا في الايام الاولي للمواجهات بين الطرفين في محاولة للتهدئة بين الطرفين وبالطبع كفة الجانب الاسرئيلي تميل الي الجانب الخاص بالدعم السريع لأنه يتحدث مرارا وتكرارا عن انه فور انتهاء الحرب لصالحه سيسلم السلطة للمدنيين وسيتفاوض مع الجبهات المعارضة في اركان البلاد الاربعة فاتحا المجال امام الحركات الانفصالية في الغرب والشرق والجنوب .

واضاف سليمان ان العلاقة القوية بين حميدتي قائد الدعم السريع والجنرال الليبي خليفة حفتر تعود الي اعوام عديدة مضت منذ انخراط الالاف من عناصر الدعم السريع في دعم الجيش الليبي ضد المليشيات المسلحة في الغرب والجنوب الليبي واليوم جاء رد الجميل من جانب حفتر لصديقه حميدتي وبالفعل قبيل اشتعال الاشتباكات بين الجانبين كان حفتر قد اوفد نجله صادق حفتر الي السودان للقاء دقلو محملا بالاموال والعتاد الحربي وبعدها بساعات قليلة واشتعلت الاحداث واليوك كذلك ينتظر دقو من حليفه حفتر ان يمده بالمواد البترولية اللازمة للمعدات العسكرية عنده خاصة وان الجيش السوداني بقيادة البرهان يسيطر سيطرة تامة علي كل المشتقات البترولية ومصادر الوقود لدي قوات حميدتي اوشكت في بعض مناطق العمليات اوشكت علي النفاذ وهو ما يراهن عليه حميدتي من مساعدة حفتر له او حتي وصول دعم من صديقه المخلص ابي احمد رئيس الحكومة الاثيوبية الذي يراهن علي تفوق حميدتي واستيلائه علي مقدرات الامور في الخرطوم وهو ما يفسح المجال للمخططات الاثيوبية واطلاق يديها في ملف سد النهضة وبل وضم منطقة الفشقة الكبري والصغري الي التراب الاثيوبي وهو ما يوصله الي تحقيق حلم اثيوبيا الكبري وارهاق مصر في ملف الماء وبالفعل تعتبر الصراعات المسلحة في السودان كلها تصب في مصلحة الطرف الاثيوبي في الاساس لأن المناطق القريبة من الحدود الاثيوبية السودانية والتي لا تبعد كثيرا عن موقع سد النهضة الاثيوبي هو المحرك الاساسي للحكومة الاثيوبية الي دعم دقلو بالسلاح والعتاد والوقود من اجل ضمان سيطرته علي السودان لأنه سيطلق ايديهم في السيطرة علي الاراضي التي يرغبون فيها في السودان وهو ما يحقق مأربهم في الطمع في الاراضي السودانية ويراهن المجتمع الدولي علي اخماد النيران في عموم السودان خشية امتداد الصراعات الي البلاد المجاورة المحتقنة بالفعل هناك .