النهار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 09:58 صـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

وزير الخارجية الروسي : واشنطن تفضل الحرب علي الدبلوماسية

تغيرت الأيدولوجية الأمريكية في التعامل علي الساحة الدولية بعد سيادة نظام "العولمة" الذي يعيشه كوكب الأرض بل أصبح "قرية ذكية" بعد إكتشاف الإنترنت وإختصار آلاف الأميال بين البشر .

وكسر حاجز الزمان والمكان بين شعوب الأرض وإنفتحت الأرض علي نفسها ورأي كل شعب لون وثقافة وتقاليد الشعب الآخر في نوعٍ من الإخاء والترابط الإنساني ويقول الله عز وجل عن الترابط والرحمة الإنسانية .

بسم الله الرحمن الرحيم

"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " الآية 13 سورة الحجرات .

صدق الله العظيم

وفي ظل التطور التكنولوجي الغير مسبوق ووجود مُنظامات دولية تُشجع علي تحقيق "العدالة" والقضاء علي الظلم مثل "محكمة العدل الدولية" أو "منظمة الأُمم المتحدة" لفض النزاعات الدولية ونصر الخير علي الشرع ومنع العدوان والظلم .

لكن تحركات الدبلوماسية الأمريكية خلال "الحقبة" الأخيرة من الزمن قد سعت إلي التدخل في جميع المنظمات الدولية ونزع صفة "العدالة" منها لتحقيق أغراض الولايات المتحدة و"تغافلت حقوق الإنسان" في التعامل مع أية دولة أخري لم تُضاهي الولايات المتحدة في القوة العسكرية .

وخير دليل علي ذلك هو الغزو الأمريكي للعراق بناءً علي معلومات استخبارتية خاطئة وصلت إلي "جورج دبليو بوش" الإبن عن وجود أسلحة الدمار الشامل بها وهي كذبة إعتذر عنها "جورج بوش" لاحقا لكن الغزو الأمريكي للعراق قد خلف مقتل أكثر من مليون عراقي وسُرق الذهب من البنك المركزي العراقي .

كما سُرق "النفط" العراقي وضاعت "الدولة العراقية " فلماذا تُدافع "واشنطن" عن حقوق الإنسان؟ ولم تقوم بتعويض أسر الضحايا العراقية ولماذا لم تقُم "محكمة العدل الدولية" بممارسة دورها لتحقيق العدالة الإنسانية !

وعلي هذا المنوال كانت الإستراتيجية الدبلوماسية الأمريكية مبنية علي "القطب الأوحد" وتغليب الحل العسكري علي الدبلوماسي في بقاع مختلفة من العالم .

كما هو حال "واشنطن" في "الأمم المتحدة" باستخدام حق "الفيتو" ضد أي مشروع قرار يُعيد الحق الفلسطيني إتجاه الإحتلال الإسرائيلي .

وتعيش روسيا معاناة الدفاع عن "التعددية القطبية" لإعطاء العالم "نفس الحرية" بعيدا عن شرطي العالم القديم من خلال دفاع "موسكو" عن وجودها ورفض إنضمام أوكرانيا إلي حلف الناتو العسكري بناءً علي التعليمات الأمريكية .

وخرج "سيرجي لافروف" وزير الخارجية الروسي مؤكدا تغليب "واشنطن" وحلفائها الحل العسكري علي الدبلوماسية في إختلاف وجهات النظر الدولية وهوا ما عهدته واشنطن خلال الفترة الماضية .

كما تُفضل "واشنطن" إخفاق الحلول الدبلوماسىة في حربها الباردة مع روسيا التي مرت بمراحل مختلفة في سجال تنافسي إنتصرت فيه واشنطن بتفكيك "الإتحاد السوفيتي" واليوم تقف واشنطن "حائطا صادا" ضد التعددية الدولية بقيادة روسيا والصين لخلاف أيدولوجي في الحياة .