القتال والمعارك تستعر وتشتد ضراوة في السودان قبيل عيد الفطر بساعات قليلة
مع اشتداد وطيس القتال في السودان وسقوط العشرات بين قتيل وجريح وخروج معظم المؤسسات الصحية من الخدمة و تجددت الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع لليوم السادس على التوالي وعشية عيد الفطر المبارك، في مناطق مختلفة من مدن العاصمة السودانية الخرطوم، رغم هدنة لم تستطع إيقاف القتال بشكل كامل.
ولم تصمد هدنة الأربع وعشرين ساعة التي انتهت عند الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي، كثيرا، حيث نفذت أثناؤها، مقاتلات تابعة للجيش عدة ضربات جوية في غرب أم درمان وجنوب الخرطوم، مما أدى إلى انهيار عدد من المباني وسقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين.
وشوهدت أعمدة دخان كثيفة في المنطقة القريبة من مطار الخرطوم الدولي ومحيط القيادة العامة للجيش حيث لا تزال معارك عنيفة تدور بين الجانبين وسط غموض كبير في حجم سيطرة كل طرف من الطرفين، لكن وفقا لما رصده موقع سكاي نيوز عربية، فإن إعداد كبيرة من قوات الدعم السريع تتمركز في مناطق وسط الخرطوم خصوصا حول منطقتي المطار والقيادة العامة للجيش، وفي شارعي المطار وعبيد ختم في شرق الخرطوم، في حين تتواجد نقاط ارتكاز للجيش في الطرق المؤدية إلى بعض أحياء جنوب الخرطوم.
وتتضارب التصريحات بين الجانبين حول السيطرة على المواقع الحيوية، ففيما أعلن متحدث باسم الجيش السيطرة الكاملة على الأوضاع، نشرت قوات الدعم السريع مقاطع فيديو لجنودها من داخل القصر الرئاسي والقيادة العامة للجيش في وسط الخرطوم، وأكدت سيطرتها كذلك على وزارة الداخلية وعدد من المباني التابعة لها.
وفي الجانب الآخر، يقول الجيش إنه تمكن من استلام معظم مقار قوات الدعم السريع المنتشرة في عدد من مناطق وسط وجنوب وشرق وغرب الخرطوم وفي مدينتي أم درمان والخرطوم بحري، لكن مصادر أمنية قالت أن الدعم السريع عمل خلال الأسابيع الماضية على التموضع خارج المقار المعروفة التي كان معظمها قد أخلي أصلا قبل السيطرة عليه من قبل الجييش .
شهدت الساعات القليلة الماضية انتشارا كثيفا لقوات الجيش والدعم السريع في الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري وعدد من مدن ومناطق البلاد الأخرى، كما تنتشر قوات الدعم السريع على طول الطريق الرابط بين الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد، وسط أنباء عن سيطرتهم على نحو 70 في المئة من إقليم دارفور المتاخم لدولتي تشاد وأفريقيا الوسطى.
و كشف كلا من الجيش والدعم السريع عن أسر المئات من الضباط والجنود، وأظهرت مقاطع فيديو سقوط أكثر من 300 مقاتل تابعين للدعم السريع في يد الجيش، بينما نشرت قوات الدعم السريع مقاطع فيديو أيضا لضباط أحدهما برتبة اللواء تقول إنها أسرتهم خلال الساعات الماضية.
ومنذ السبت يدور قتال عنيف بين الجيش وقوات الدعم السريع بسبب خلافات حول عملية الدمج، وهي الخلافات التي أدت إلى تأجيل التوقيع على اتفاق نقل السلطة إلى المدنيين والذي كان مقرر له أول أبريل.
تتزايد المخاوف من ارتفاع اعداد تتباين الضحايا المدنيين وسط تباين كبير في البيانات؛ ففي حين تقدر نقابة أطباء السودان عددهم بنحو 198، تشير تقارير إلى وجود أكثر من 300 جثة داخل الأحياء والأسواق والشوارع الرئيسية في الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري، ولم تتمكن فرق السعاف من الوصول إليها بسبب شدة القتال.
دعوات لهدنة في العيد
حثت وزارة الخارجية الأميركية، يوم الخميس، طرفي الصراع في السودان على تمديد وقف إطلاق النار حتى نهاية عطلة عيد الفطر.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش اليوم الخميس إلى وقف إطلاق النار لثلاثة أيام في السودان خلال عيد الفطر والسماح للمدنيين المحاصرين في مناطق الصراع بالخروج والحصول على العلاج والغذاء والإمدادات الأساسية الأخرى.
ولم يحدد جوتيريش موعدا لبدء وقف إطلاق النار. وتبدأ العطلة في السودان غدا الجمعة وتستمر لثلاثة أيام وتلقى طرفا الصراع اتصالات من العديد من العواصم حول العالم حثتهما على التهدئة ووقف إطلاق النار.