ما هي سجدة الشكر وكيفية أدائها وثوابها
سجدة الشكر هي التي يؤدّيها المسلم شكراً لله على نعمه التي تفضّل بها عليه أو على قضاء حاجة، أو النجاة من مأزق، أو الشفاء من مرضٍ ، أو رجوع غائب، أو تحقيق حلم ما؛ فيسارع المسلم عندها إلى تأدية هذه السجدة تعبيراً عن فرحته بها وشكراً وتعظيماً لله على استجابة دعائه وإتمام الأمر الّذي يريده.
وهي شكل ووجه من أوجه شكر الله -تعالى- على فضله، حيث قال الله تعالى في القرآن الكريم: (وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذابي لَشَديدٌ)، فشكر النّعمة يؤذن بزيادتها، وتتعدّد أفضال سجدة الشّكر ،ويكون فيه خضوع وتذلل لله -تبارك وتعالى، ونسب الفضل إلى الله في حدوث النعمة أو دفع النقمة.
وتوضيحًا لسجدة الشكر قالت دار الإفتاء : «إذا سجد الإنسان شكرًا لله تعالى، استحبَّ له أن يقول ما يقوله في سجود التلاوة، فيقول كما في حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ» رواه أبوداود، وزاد الحاكم: ﴿فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾».
وعن أبِي بكرة، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَّهُ كَانَ إِذَا جَاءَهُ أَمْرُ سُرُورٍ أَوْ بُشِّرَ بِهِ خَرَّ سَاجِدًا شَاكِرًا لِلَّهِ"، وعن عَبد الرَّحمنِ بنِ كَعبِ بنِ مالكٍ عن أَبِيهِ، قَالَ: "لَمَّا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ خَرَّ سَاجِدًا".
وذكرت أنه "يجوز سجدة الشكر دون طهارة كما ذهب إلى ذلك عدد من الفقهاء المعتبرين، والأولى لمن أراد أن يسجد سجدة الشكر أن يكون متوضئًا متجهًا إلى القبلة..والله سبحانه وتعالى أعلم".
كيفية أداء سجدة الشكر
يكون سجود الشكر بأداء سجدة واحدة لا سجدتين كما في الصلاة، وتكون من دون ركوع ولا غيره من أركان الصلاة، بحيث لا تكون هذه السجدة داخلة في سجدات إحدى الصلوات التي يؤدّيها المصلي، وإنما تكون من السجدات التي هي خارج الصلاة، وتكون هذه السجدة من دون تكبير ولا تسليم، وإنما هي مجرد السجود والدعاء والشكر لله.