النهار
السبت 23 نوفمبر 2024 01:46 صـ 21 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

مؤامرة ”تفتيت” شمال السودان !

يعيش الوطن العربي مشروع "الفوضي الخلاقة" الأمريكية الذي بدأ تنفيذه بعد غزو العراق عام 2003 وقتُل أكثر من مليون عراقي وضاعت أمة بأكملها بسبب معلومات استخباراتية خاطئة بوجود "أسلحة الدمار الشامل" في العراق ليتخذ الرئيس الأمريكي السابق "جورج دبليو بوش" قرار الغزو ويعتذر عن ذلك بعد الدمار والخراب وقد ظهر مؤخرا في "محكمة العدل الدولية" .

دعوات بتوصيف الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" مجرم حرب بسبب العملية العسكرية الخاصة ضد أوكرانيا للدفاع عن روسيا وجوديا وكانت ستتخذ المحكمة اجراءات مُشددة فأين المحكمة التي استنفرت لنساء وأطفال كييف من الأبرياء الذين قُتلو في العراق ولماذا لا يحصل العراق علي تعويض أمريكي جراء الدمار والخراب الذي اعتدي علي الإنسانية جمعاء !

وقد رسمت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة "كونداليزا رايس" مشروع "الشرق الأوسط الجديد " الدليل القائم علي تفتيت الدول العربية إلي دويلات أو احراقها في نيران الحروب الأهلية وبدأت بالثورات المُلونة في الوطن العربي الذي أطلقت عليه واشنطن الربيع العربي ولكن حقيقة الأمر كان "خريفا عبريا" لقتل الوطن العربي .

الذي مازالت بعض دوله ضائعة أو مُدمرة كسوريا واليمن وليبيا أو غارقة في الحروب الأهلية والمستفيد الوحيد "الكيان الصهيوني" الذي يخترق جميع الإدرات الأمريكية فقد تجد "جاريد كوشنر" يهودي متزوج من" إيفانكا " إبنة ترامب .

والذي جاء إلي وطننا العربي عهد ترامب لابتداع الإتفاق "الإبراهيمي" للسلام في المنطقة العربية لتقبل الظلم والعدوان من الكيان الصهيوني ومبني علي فكرة إلغاء الأديان ودمجها في الفكرة الإبراهيمية الخبيثة وهو مايتعارض مع إرادة الله في الأرض الذي كفل حرية إعتناق الدين لكل إنسان علي وجه الأرض دو إجبار ليأتي الفكر الصهيوني لسلب ذلك الحق عن طريق كوشنر وعند رحيل ترامب .

جاء "جوبايدن" الديمُقراطي رئيسا لأمريكا وقال في إحدي خطاباته "ليس بالضروري أن تكون يهوديا لتكون صهيونيا" في إحدي خطاباته ذلك لأن زوجة هانتر إبنه تُدعي "ميليسا كوهين" التي تزوجت هانتر لتحقيق أغراض الصهيونية .

وتجد بايدن نفسه في حالة الإنهيار الاقتصادي لواشنطن بديون 31تريلون و600 مليارات دولار وإفلاس "بنك فالي أوف سيليكون" ويُرسل بايدن المساعدات العسكرية والمادية الأخيرة 46 مليارات دولار إلي أوكرانيا لتحقيق الفكر الصهيوني الإرهابي .

بالقضاء علي البشرية وحرق قارة أوروبا في حرب بلا نهاية والوصول إلي المليار الذهبي بأي شكل !

ونعود إلي "وطننا العربي " الذي قادت فيه أمريكا خطة لتدمير مُعظم دوله لخدمة الصهيونية وتحقيق كابوس إسرائل الغير مُحقق بإنشاء إسرائيل الكبري بسبب أفكار مريضة وخيالية لن تتحقق .

والدليل خريطة "الكيان الصهيوني" التي عرضها "بتسلئيل سموتريتش" وزير المالية في باريس تضُم "الأردن بالكامل وجنوب لبنان وشمال سوريا" الذي مازالت تحتل فيها إسرائيل" هضبة الجولان" حتي اليوم والكيان المتغطرس لايُصغي إلي قرارات مجلس الأمن الدولي .

منذ عام 1967 بسبب الرعاية الأمريكية التي إنتهي دورها العالمي بعجزها عن حماية السماء الأمريكية أمام المنطاد الصيني فضلا عن كلمة روسيا بخوض حرب ضد 50 دولية وتخلي أغلب الدول عن" عملة الدولار" .

ولذلك تعمل الصهيونية علي تفتيت الوطن العربي لتحقيق الأغراض المريضة ونجد دولة "السودان الموحدة" التي كانت تبلغ مساحتها مليون و ثُمن مئَة كيلومتر مربع لتدخل واشنطن "بالفتنة الطائفية" لتحريض "الجنوب المسيحي السوداني" للإنفصال ودعم الكونجرس الأمريكي لحركات تمُرد الجنوب السوداني عام 2011 .

وجمد الكونجرس الأمريكي أموال شركات النفط الكندية والأوروبية لإمتلاك السودان إحتياطات كبري من النفط والغاز وخصوصا يزخر جنوب السودان بأغلب الثروات الطبيعية فيه سواء النفط أو احتواء الجنوب علي أكثر من عشرة أنهار .

بالإضافة لمياه الأمطار الساقطة في الجنوب البالغة 850 مليارات متر مكعب مياه الذي يؤدي إلي إنشاء زراعة مطيرة في السودان قد يجعلها سلة العالم الغذائي ولذلك كان المشروع الأمريكي "الفوضي الخلاقة" لسرقة الثروات الطبيعية من مختلف بلدان العالم !

ومؤخرا قد كشف "مايك ميكورويك" موظف البيت الأبيض لمدة 15 عاما وفي عهد أوباما عن تورط "بايدن" عندما كان نائبا لأوباما من عام 2009 حتي عام 2017 لإحداث ثورة مُلونة في أوكرانيا لتأسيس شركة "بريسيما" للغاز يكون هانتر ابن بادين شريكا بها وهو زوج ميليسا كوهين !

وهذا يعبر عن حقيقة الخدعة الصهيونية الكبري الذي يعيشها المواطن الأمريكي الغارق في الديون والمخترقة حدوده الجنوبية من المُهاجرين المكسيكيين أو فقدان نظرية الأمن الجوي الأمريكي لخدمة الصهيونية .

وبعد إنفصال "جنوب سودان" عن شمالها وقُعَت عقود بيع "النفط السوداني" حتي عام 2027 وهو يُصدر" خام " بالرغم من ذلك وكميات المياه الضخمة تعيش السودان أزمة غذاء وهي من الدول المُهددة "بالمجاعة" ولا تستطع جنوب السودان دفع رواتب موظفيها بالرغم من الثروات الهائلة المنهوبة من الخارج .

وكل ذلك بسبب" المؤامرات الخبيثة" علي أصحاب الثروات الطبيعية في الأرض لصالح كيانات أخري وتجعل مُلاكها يعيشون الجوع والمرض والفقر .

بينما دخل شمال السودان حاليا بعد التوترات السياسية الأخيرة التي إنتهت إلي "مجلس سيادة سوداني " بقيادة الفريق "عبد الفتاح البرهان" ونائبه "محمد حمدان دنقلو" "حميدتي" وقائد قوات التدخل السريع بالإضافة إلي 14 عضو نصفهم مدنيين والباقي من الجيش السوداني .

لتدخل السودان اليوم في دوامة "تفتيتها" لإقتتال قوات الدفاع السريع مع الجيش السوداني بسبب الصراع علي السلطة أول الوصول إلي الحكم بغض النظر عن حق سلامة الشعب السوداني في الحياة وحقن دمائه .

ليعلن الجيش السوداني حل قوات التدخل السريع ووصفتها المخابرات السودانية "بالميليشا" ومازال التوتر قائما من أجل ماذا؟ تكفي الدماء المسفوكة ويكفي الضياع الاقتصادي الأفضل هو بناء الأوطان .

بسم الله الرحمن الرحيم

"وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا" الآية 103 سورة آل عمران

صدق الله العظيم

موضوعات متعلقة