صدق او لا تصدق تكلفة افطار الفرد الواحد تتعدي 1200 ليرة
لبنان يستقبل رمضان علي وقع انهيار اقتصادي شامل
- عكاشة : نراهن علي الصلح السعودي الايراني السوري لحلحلة القضية اللبنانية
- المناوي : وحدة اللبنانيين هي بداية حل مشاكل البلد بالكامل
تقرير يكتبه نوفل البرادعي
منذ اسابيع قليلة وقبيل استقبال شهر رمضان الفضيل استضافت المفوضية الاوربية برئاسة ارسولافوندرلين في بروكسل جلسة حوارية مصغرة حول مساندة تركيا وسوريا للتخلص من تداعيات الزلزال المدمر وعلي هامش الجلسة تم التطرق الي الازمة اللبنانية وحالة الهلع والرعب الاقتصادي الذي حذر منه خبراء الاقتصاد من مختلف المؤسسات الاقتصادية الدولية بان لبنان علي شفا الافلاس وان البلد الشرق اوسطي الذي كان يتفاخر بأنه جنيف الشرق الاوسط في السبعينات والي منتصف ثمانينات القرن الماضي اليوم علي شفا الانهيار الاقتصادي الشامل والسبب معروف حالة الانقسام والانسداد السياسي والتناحر بين الفرقاء وفشل مجلس النواب في التوافق علي رئيس للجمهورية منذ شهور .
في البداية يقول الدكتور احمد عكاشة استاذ وخبير الاقتصاد السياسي بالجامعة اللبنانية اننا في المسألة اللبنانية والازمة التي استشرت بقوة بعد الفشل الذريع من قبل الكتل السياسية والتيارات وحالة الاحتقان الشديد بين قوي 14 اذار وهم يمثلون غالبية السنة وانصار الحريري وبين قوي 8 اذار وهم يمثلون غالبية الشيعة والمنضوي تحتها حزب الله وحركة امل ولكلا الطرفين حلفائهم من التيارات المسيحية المارونية والدروز وللأسف الفرقاء اللبنانييون منقسمون في التبعية لقوي اقليمية للسعودية وايران وسوريا وهو ما عقد المشكلة اللبنانية وجعل حالة السوء الاقتصادي هي النتيجة المحتومة لحالة التناحر السياسي في البلاد وللعلم نطرح مثالا واحدا من حالة التدهور الاقتصادي الاخير في البلاد انه في خلال العام الاخير فقط ففي شهر رمضان الماضي كان متوسط سعر صرف الليرة اللبنانية امام الدولار هي 27 الف ليرة للدولار اليوم وصل الي 105 الف ليرة مع العلم ان الحد الاقصي لمعاشات التقاعد لا يتجاوز 500 دولار وامام حالة الانذار بأعلان افلاس لبنان وتنيهات القاصي والداني بخطورة الوضع الاقتصادي في البلاد ومع توقيف رياض سلامة حاكم مصرف لبنان بتهمة الفساد واصدار الحكومة اللبنانية برئاسة ميقاتي قرارا بالتعامل في الاسواق ببيع السلع بالدولار لوقف نزيف الاسعار وحالة الانهيار الشامل نلحظ علي سبيل المثال لا الحصر ونحن في شهر رمضان الفضيل ان متوسط قيمة اقل وجبة افطار للصائمين لا تقل عن 1200 ليرة لبنانية ناهيك عن حالة انعدام الامن الغذائي واصبح مألوفا جدا طوابير الامهات امام الصيدليات ومركز الرعاية الصحية للأطفال من اجل العثور علي علبة حليب للأطفال .
واضاف عكاشة ان المشهد اللبناني برمته لا يبشر بالخير الا اننا نري بصيص امل في نهاية هذا النفق المظلم تتمثل في الصلح التاريخي بين السعودية وايران بوساطة صينية والذي اعقبه بعدها بأيام قليلة بأستكمال صلح دولة الامارات العربية مع سوريا وبعدها الصلح السعودي السوري كل هذه الاشارات الايجابية تبعث باشارات خضراء للفرقاء اللبنانيون بضرورة الوحدة لأنقاذ البلد من شبح الانهيار الشامل والافلاس خاصة وان النفوذ الايراني والسعودي في لبنان هو ما يمتلك مفاتيح الحل دون غيرهم وهو ما يجعلنا نراهن علي ان الحل السياسي قادم لا محالة من خلال الدعوة القادمة من رئيس مجلس النواب اللبناني نبية بري لعقد الجلسة القادمة لأنتخاب رئيسا للجمهورية من خلال تفاهم الكتل والاحزاب السياسية علي شخصية مارونية متوافق عليها طبقا لأتفاق الطائف الموقع في السعودية عام 1989 والذي انهي الحرب الاهلية في لبنان ونتوقع ان يعقب انتخاب رئيسا للجمهورية اللبنانية عقد مؤتمر للمانحين اصدقاء لبنان والذي سيتمخض معه حزمة من الاجراءات الاقتصادية السريعة والمحفزة للاقتصاد اللبناني وستكون للسعودية والامارات وايران الكلمة الفصل في انقاذ لبنان .
ومن جانبه اعتبر الاستاذ الدكتور محمد المناوي استاذ الجغرافيا السياسية بجامعة القاهرة ان وحدة اللبنايين هي مفتاح الحل للأزمة الحالية وان وحدة الصف بين الفرقاء وتنحية الخلافات الحزبية الضيقة والتي اوصلت الغالبية العظمي من الشعب اللبناني الي مرحلة الفقر بل انه يتعدي ثلث اللبنانيين في الفقر المدقع وانقطاع خدمات التيار الكهربائي لنصف اليوم او اكثر وحالة الاقتصاد الكلي وصلت الي مرحلة يرثي لها من السوء وهنا نعول علي الدور الوطني لأبناء لبنان الاوفياء ان يستفيدوا من نهاية حالة الخلاف السعودي مع ايران وسوريا ودخول المنطقة العربية بالكامل الي مرحلة جديدة من التفاهمات واتفاقيات السلام التي ستؤدي حتما الي انقاذ لبنان من السقوط المدوي في نطاق الدول الفاشلة في العالم وعلي قوي 8 و14 اذار تنحية خلافاتهم جانبا وتشكيل حكومة تكنوقراط لا طائفية ولا حزبية تعمل وتتناغم بروح الفريق الهدف واحد وهو الانطلاق بالبلد من محنتها الي الامام ومزيدا من الرخاء للشعب اللبناني المغلوب علي امره الذي وصل الي مرحلة التضورجوعا وانعدام شبه كامل في الامن الغذائي ونقص حاد في السلع التموينية ونحن في شهر رمضان الكريم لذا نأمل ان ينقذ اللبنانيين بلدهم قبل ان يمد لهم الاشقاءيد العون سواء من المحيط العربي او الاتحاد الاوربي او العالم اجمع .