موسكو تفاوض الغرب ”الحبوب” مقابل فك ”الحصار” الاقتصادي
حرب عسكرية روسية لحماية وجودها الذي هددهُ محاولة "أوكرانيا" دخول "حلف الناتو" العسكري ويري "بوتين" في هذا الصراع بإن رؤية الولايات المتحدة لأوروبا الشرقية من وجهة نظرها السياسية الدولية هو سبب نشوب صراع عسكري كبير في المنطقة .
ذلك لأن الرئيس الأوكراني السابق "فيكتور يانوكوفيتش" الذي عزلته "ثورة الاستقلال الأوكرانية" عام 2014 بمساعدة "واشنطن " لرفض "فيكتور" التوقيع علي إتفاقية اقتصادية كبري مع القارة الأوروبية التي غذيت هي الأخري الإطاحة بالحكم الأوكراني الذي كان يتوسع في الشراكة الاقتصادية مع موسكو وهو ما تري فيه أوروبا ميلادا جديدا للإتحاد السوفيتي .
ولذلك اندلعت العملية العسكرية الخصة فبراير عام 2022 وهو نفس الشهر الذي اندلعت فيه الثورة الأوكرانية المُلونة بمساعدة واشنطن كما يري "بوتين " "وتعطلت ناقلات الحبوب الروسية " وكذلك الأوكرانية نتيجة لخوض واشنطن مع اوروبا حربا اقتصادية ضد روسيا مقابل الحرب العسكرية الروسية .
ولذلك اشتعل "البحر الأسود" نافذة الحبوب العالمية وارتفعت أسعارها علي مستوي العالم وغابت بعض مواد الغذاء الأساسي في دول أوروبية كبري مثل فرنسا وبريطانيا .
وبعد حادثة تورط "واشنطن" في تفجير خطوط الغاز الروسية الشمالية إلي "برلين" نجحت الولايات المتحدة بوضع أوروبا في موقف عدائي ضد موسكو .
وقررت رئيس المفوضية الأوروبية "أورسولا فون دير لاين" استبدال الغاز الروسي "بكابل كهرباء" بحري من أذربيجان وقرر حلف الناتو العسكري إرسال المساعدات العسكرية .
بينما فرضت "واشنطن" و"لندن" و"بروكسل" عقوبات اقتصادية في حجم "القنبلة النووية" ضد موسكو فقد جمدت "أمريكا" رصيد روسيا "600" مليون دولار في البنوك الأمريكية وتخلفت موسكو عن دفع قسط دينها البالغ 100 مليون دولار لأول مرة منذ التسيعينيات وخروج غالبية البنوك الروسية من النظام المالي العالمي "سويفت" .
بالإضافة لتجميد البنوك الدولية الأموال الروسية البالغة "630" مليارات دولار فضلا عن السيطرة علي كل الأصول الروسية وممتلكات رجال الأعمال وإرسال تلك الأموال لدعم كييف .
بالإضافة إلي حجب توريد "أشباه موصلات السيليكون" إلي روسيا التي تدخل في العديد من الصناعات العسكرية الدقيقة والمدنية ووضع سقف سعر لبرميل "النفط" الروسي ب60 دولار وكانت النهاية بفرض عقوبات علي تصدير "روسيا" الحبوب والأسمدة لمختلف دول العالم .
لتفاوض موسكو علي منع ناقلات الحبوب الأوكرانية من العبور في البحر الأسود وتنسحب الخارجية الروسية من إتفاقية نقل الحبوب الممتدة إلي 18 مايو مقابل فك "الحصار الاقتصادي الغربي " عن موسكو .