كونسلتو الأسرة| قاصر تهرب من والدتها بسبب سلوكها العدواني.. وخبير يكشف الأسباب
كثير من المواقف التي يتعرض لها الأطفال في سن صغير بسبب مشاكل بين الأباء والأمهات وانتهاء الحياة الزوجية بينهم أو سلوك أحدهما غير الآدمي في بعض المواقف مع الأطفال.
تقدم "النهار" سلسلة من هذه المشاكل والمواقف مع معالجة من الخبراء والمختصين في الصحة النفسية والسلوك الأسرى ضمن سلسلة "كونسلتو الأسرة".
بسبب سلوكها.. قاصر تهرب من والدتها إلى والدها
داخل أحد أركان محكمة الأسرة، وقفت الفتاة صاحبة الـ 14 عامًا تشكو همها للقاضي وعينا والدتها تراقبها وتتسع كلما تحدثت، ورددت: "أعاني بسبب أمي وسلوكها العدواني.. فهي تبرحني ضربًا وأفضل العيش مع أبي عن الإقامة معها".
سردت الفتاة تفاصيل هروبها من والدتها إلى والدها بسبب تسلط والدتها وسلوكها العدواني، ليلجأ الأب إلى المحكمة لضم حضانة نجلته التي أوضحت أمام القاضي سبب رفضها الإقامة مع والدتها، مؤكدة أنها أم عنيفة ومتسلطة وتعتدى عليها بالضرب بصفة مستمرة ولا تتفاهم معها مثل باقى أمهات زميلتها.
وأكدت الفتاة، أن والدتها تعتدي عليها بالضرب المبرح وتحدث بجسدها إصابات، موضحة أن عنفها الشديد معها جعلها تكرهها مثلما فعلت مع والدها جعلته لا يتحمل أن يعيش معها وقام بتطليقها منذ 4 سنوات.
استشاري صحة نفسية: تأديب الأطفال ليس الوسيلة المثلى لتعديل السلوك
في هذا الصدد، يقول الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، إن تأديب للأطفال ليس الوسيلة المثلى لتعديل السلوك أو أن يكتسب الطفل مفاهيم وسلوكيات جديدة أو أن يعدل عن بعض السلوكيات غير المرغوبة إطلاقا بل ينعكس الأمر تماماََ ويدفع الطفل إلى ارتكاب الخطأ سراََ وليس جهراََ و تعليم الطفل سلوكيات جديدة يكون بالتفاهم وإن يكون الشخص الواصي قدوة له لأن الضرب التأديبي يعلم الطفل سلوك العصيان وعدم التواصل الحضاري مع الآخرين ويخلق لديه شعور بالكئابة بالإضافة إلى الأذى غير متوقع مثل الثقب في الأذن والعمى وأحيانا الوفاة، الضرب التأديبي يولد شخصية لديها إجرام في المجتمع بالإضافة إلى العدوانية والقلق وغيرها من الآثار الجانبية النفسية.
ويتابع "هندي"، أن هناك الكثير من الأمراض التي تصيب الأطفال بسبب الضرب التأديبي والذي يتسبب في العديد من المشاكل لدي الطفل في المجتمع، لذلك يجب التعامل مع الطفل بشكل حضاري وإتاحة الفرصة له لممارسة أنشطة مختلفة مثل الرسم والرياضة بأنواعها أو نشاط الزراعة مهما كان صغرها أو بساطة الأمر وأيضا ممارسة أعمال يولد لديه شعور بالقيمة وبالذات مثل مقابلة محصل الكهرباء محاسبة السوبر ماركت وغيرها، وكل ما كان الطفل لديه مفهوم نحو ذاته كانت ثقته أكبر ولديه ثقة و طموح وأهداف نحو المستقبل وغيرها.
روشتة تعامل الأب مع الفتاة
واختتم حديثه، أن على الأب في مثل حالة نجلته توجيه رسائل دعم وتشجيع وذات قيمة لتعزيز السلوك الإيجابي لدي الفتاة مثل: "أنتي أفضل بنت في الدنيا، أنتي شاطرة ومطيعة" ، وغيرها من الرسائل الجميلة التي ترفع من الروح المعنوية لدي الفتاة، والحرص على عدم إهمالها وشعورها الدائم بوجوده وأنها في أمان وتجنب السب والشتائم وغيرها من السلوك غير الحضاري، كل هذا المحاور تبني لدي الفتاة شخصية ذات هدف وقيمة وتأثير لدي الأسرة خاصة والمجتمع بصفة عامة وهذه افضل الطرق للتعامل مع الطفل في مثل هذه الحالات.