بعد فشل المفاوضات مع روسيا.. الطريق أصبح ممهد لتسليح أوكرانيا
السلاح هو الأساس لطرد الروس من الأراضي الأوكرانية، دعوات انطلقت من أوروبا كلها من هذا المنطلق لدعم الجيش الأوكراني بالسلاح، خاصة بعد فشل المفاوضات التي حدثت من أطراف كثير من دول العالم بين موسكو وكييف، لكن طريقة تقديم المساعدات العسكرية أختلفت عليها الحكومات الأوروبية وفقا لمصالح البعض مع روسيا.
في هذا الشأن قال جارفان والش مستشار سابق لسياسة الأمن الوطني والدولي لحزب المحافظين البريطاني،إن كل يوم تبقى فيه القوات الروسية تسيطر على الأراضي الأوكرانية هو يوم آخر يُقتل فيه مدنيون أبرياء، لابد من منح أوكرانيا كل المساعدة التي تحتاجها لطرد القوات الروسية من أراضيها، ولكن حتى لو وضع زعماء الغرب جانباً المخاوف بشأن التصعيد النووي وإمدادات الطاقة إلى أوروبا، فإن تسليح أوكرانيا يتطلب فعلياً قدراً من التفكير والتخطيط أكبر مما هو متوافر.
وأضاف والش لمجلة فورين بوليسي أن المعلومات الاستخبارية الحالية تشير إلى أن الروس يخططون لتقدم جديد ومركّز من منطقة دونباس، وتم تشجيع المدنيين على إخلاء خاركيف وغيرها من المدن الكبرى في شرق أوكرانيا، وإذا نجح الروس فقد يرتكبون جرائم ضد الإنسانية من شأنها أن تجعل الجرائم التي ارتكبها الزعيم الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش في البوسنة وكوسوفو تافهة.
وأوضح أن هناك حاجة إلى استراتيجية مرحلية لتزويد أوكرانيا بالأسلحة التي تحتاجها للتغلب على روسيا.
أولاً، يتعين على دول حلف شمال الأطلسي أن تقوم بتزويد جميع المعدات المتاحة على طراز حلف وارسو والتي يمكن لأوكرانيا أن تستخدمها، ولابد أن يشمل ذلك الدبابات والطائرات والصواريخ والذخيرة، ويجب على الفور تعزيز أعضاء حلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية الذين يزودون هذه المعدات بقوات حلف شمال الأطلسي المتطورة ومعدات من أوروبا الغربية وأميركا الشمالية.
ثانياً، تحتاج أوكرانيا إلى برامج على طراز الإعارة والتأجير حتى تتمكن من شراء جميع المعدات التي تحتاجها في السوق وتكون قادرة على سدادها على المدى الطويل بعد أن تستعيد حقوقها.
ثالثا، تحتاج الجيوش في أوروبا الوسطى والشرقية وكذلك أوكرانيا ومولدوفا إلى التحديث، وسيكون حجم الأموال المطلوبة أكبر من مليار دولار أو نحو ذلك التي قدمتها الولايات المتحدة ومرفق السلام الأوروبي بالفعل.
رابعاً، لابد أن يكون هناك التزام طويل الأمد بتحديث المؤسسة العسكرية الأوكرانية لتتوافق مع معايير حلف شمال الأطلسي ومعداته، وحتى لو لم تصبح أوكرانيا رسميا عضوا في حلف شمال الأطلسي، فيتعين عليها، أن تعمل الآن على تطوير قوات قابلة للتشغيل المتبادل تكون قوية بالدرجة الكافية لردع روسيا بمفردها.
إن تمكين أوكرانيا من هزيمة روسيا أمر عملي وممكن، خاصة إن المذابح التي تم الكشف عنها الأسبوع الماضي في بوتشا بأوكرانيا على حد قوله، ليست سوى مجرد مقدمة لما ينتظر الأوكرانيين إذا لم يتحرك العالم.