تقدم كبير للروس علي محاور باخموت ودونيتسيك ولوجانسك

فهمي : الخسائر العالمية المباشرة من الحرب تقترب من الترليونين من الدولارات واوكرانيا وحدها حوالي 700 مليار دولار

سليمان : علي الشعوب المحبة للسلام تشجيع الاوكران علي قبول السلام

تقرير يكتبه نوفل البرادعي

مع بداية العام الثاني لأشتعال الحرب الروسية الاوكرانية والتي بدأتها روسيا في يوم الرابع والعشرين من شباط الماضي ووصولنا اليوم الاربعاء الثامن من مارس الي اليوم رقم 377 من عمر الحرب الروسية الاوكرانية والتي اطلقت عليها العملية الخاصة في اوكرانيا والتي انطلقت من اجل حماية ابناء القومية الروسية الناطقين بالروسية في مناطق الدونباس والجنوب الاوكراني من الاضطهاد الاوكراني كما تسميهم روسيا الاتحادية وما ترتب عليها من تغير العالم من اقصي اليمين الي اقصي الشمال وحدث ما حدث من انقطاع سلاسل الامداد وعشرات الالوف من القتلي والجرحي والمشردين من الجانبين الاوكراني والروسي .

وجاء اعلان وزارة الخارجية الصينية مع بداية العام الثاني من تفجر الاوضاع العسكرية في اوكرانيا في اطلاق الصين لمبادرتها المكونة من 12 مقترحا لأرساء قواعد الامن والسلام الدولي في هذه المناطق الملتهبة من العالم والجميع في اركان الكرة الارضية يحدوهم الامل في قبول طرفا النزاع الروسي والاوكراني للمبادرة الصينية والبناء عليها وهو الذي لم يحدث بالطبع بسبب عدم قبول الامريكان لها منذ اطلاقها

يقول الدكتور طارق فهمي استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ان اكبرالنتائج الكارثية التي نجمت عن الحرب الروسية الاوكرانية هو تفشي الفقر في العالم من خلال زيادة اعداد الفقراء والجوعي في الدول الفقيرة سواء في افريقيا واسيا وامريكا اللاتينية وشهد العالم ارتفاعا جنونيا وصاروخيا في اسعار الغذاء والطاقة حيث يجمع الخبراء والمحللون ان خسائر منظومة البنية التحتية الاوكرانية تتخطي رقم ال 700 ملياردولار وعليه فأن المفوضية الاوربية وصندوق النقد الدولي يتعامل مع الاقتصاد الاوكراني برقم من 3 الي 4 مليار دولار شهريا والا سيتعرض اقتصاد اوكرانيا الي الافلاس ومن النتائج العالمية الخطيرة والتي تشملنا في مصر ومنطقة الشرق الاوسط هم ان جملة الخسائر الاقتصادية العالمية تقترب من تريليون و800 ملياردولار خلال العام المنصرم من الحرب في اوكرانيا وجمدت الدول الغربية اصولا واموالا روسية برقم يقترب من 400 مليار دولار هذا ناهيك عن مئات الالوف من القتلي الروس والاوكران وامثالهم من الجرحي والمصابين وملايين المهجرين والمشردين في اصقاع الارض .

واضاف فهمي ان المكاسب العسكرية الاخيرة في باخموت ودونيتسيك وعموم الشرق الاوكراني وتحول اوكرانيا الي المدافع فقط فالكلمة الان للميدان وبعدها نتوقع ان يستمع الاوكران الي صوت العقل خاصة وان هذه المرحلة الحرجة للطرفين فالدول الغربية التي اغدقت العطايا لأوكرانيا مستنزفون وسمعنا ارسولا فوندرلين رئيسة المفوضية الاوربية تتحدث عن ان اوربا قدمت حوالي 67 مليار يورو في صورة مساعدات مادية وعسكرية واقتصادية والولايات المتحدة قدمت حوالي 50 مليار دولار وهي ارقام كبيرة وخطيرة وبالعودة الي طرفي الصراع المنهكين ومخازن ومستودعات الذخيرة التي استهلكت بشكل تعجز معه المصانع الغربية في تعويض العجز في الاسلحة والذخيرة لدرجة ان امين عام النيتو تحدث عن ان جملة استهلاك اوكرانيا اليومي من الذخيرة لا تستطيع المصانع الغربية في تعويضه خلال شهر كامل والروس كذلك استهلكوا كميات كبيرة من السلاح والذخيرة خلال العام المنصرم وظهر العجز جليا في انخفاض مخزون مجموعة فاجنر من الذخائر في باخموت قبيل حلول الذكري الاولي للحرب بساعات قليلة والذي كشف عنه رئيس مجموعة فاجنر بنشره صورة لكومة من جثث قتلاه ابناء فاجنر في باخموت بسبب قلة السلاح والذخيرة ووصفه لمتسببي منع الذخيرة بأنهم اعداء الوطن الروسي وهناك في حال رفض التعاطي مع المبادرة الصينية للسلام عدة سيناريوهات وهي تفجر الاوضاع بشكل كبير واحتمال وجود صدام مباشر بين النيتو وروسيا احتمال كبير واحتمالية فتح الجبهة من اراضي بيلاروسيا قائم جدا خاصة مع تهديدات وتحذيرات روسيا من ان اوكرانيا تخطط لقصف اقليم ترانسيستنزايا الانفصالي المستقل عن ملدوفا والذي تخطط اوكرانيا الي ضربه وذلك تخفيفا للضغط الذي تمارسه روسيا من خلال القوات الروسية ومجموعة فاجنر ومجموعة الشيشان بقيادة رستم مرادوف التي تحاصر باخموت وفوهيليدار وتنطلق الي ليمان وكراماتورسك .

وكشف فهمي النقاب عن قيام المخابرات الاوكرانية بمحاولة نقل العمليات العسكرية الي داخل روسيا في عملية احتجاز الرهائن اوائل مارس الجاري يشكل تحولا نوعيا في الفكر الاوكراني وهدفه الوحيد هو تخفيف الضغط عن مناطق الشرق الاوكراني وتوقع ان تنشط الوسطة الصينية بين الطرفين وهي قائمة بالفعل من ايام منذ زيارة وانج لي المبعوث الرئاسي الصيني ولقائه بوتين وباترشوف سكرتير عام الامن القومي الروسي في موسكو وبعدها طار مباشرة الي ميونخ في المانيا والتقي بلينكن وزير الخارجية الامريكي ونتوقع زيارة لزيلنسكي الي بكين قريبا وكلها تخدم في نطاق وقف الحرب في اوكرانيا فالدور الصيني المؤيد للسلام والحوار والتفاهم قائم وموجود ونأمل في ان تصغي القيادة الاوكرانية لصوت العقل وتوقف شلالات الدم في العالم.

واعتبر الدكتور محمد سليمان خبير العلاقات الدولية بجامعة اسيوط انه يقع علي عاتق الشعوب المحبة للسلام ان تقف الي جانب احلال السلام وتوقف الة الحرب بين الطرفين فالجميع خاسر والناجح الوحيد هي مصانع السلاح الامريكية والتي تعمل بكامل طاقتها من اجل تلبية الطلبات الاوكرانية والقوة النارية الاوكرانية الرهيبة ونأمل من الطرفين التعاطي واعطاء قبلة الحياة للمبادرة الصينية وتضغط بكل الطرق والوسائل الممكنة لكي نصل الي طاولة المفاوضات فالعناد والشروط المسبقة من الجانب الغربي لنا توصلنا الي مزيدا من الخراب والدمار وسوء المصير فكفي بمعدلات التضخم التي تخطت حاجز ال 30% في مصر وبعض الدول العربية جراء الحرب في اوكرانيا وكفي من الدول الغربية اغراق الارض الاوكرانية بأحدث المعدات والطائرات الهجومية والليوبارد والتشالنجر وغيرها وتجربة انواع جديدة من السلاح علي ارض المعارك في اوكرانيا وروسيا اعلنت مرارا وتكرارا انها لن تهزم ابدا في حربا تقليدية مما يعجل بالرهان علي استخدام النووي التكتيكي المنخفض وللأسف الكل خاسر وعندما اعلن بوتين تعليق العمل بمعاهدة نيو ستارت فأن ذلك يفتح المجال امام اشتعال الحرب الباردة بين امريكا وروسيا ويفتح الباب لسباق تسلح جديد بين القوتين الاكبر في العالم وللأسف الخاسر الاكبر هي الدول الفقيرة ومجموعة العالم النامي .

واضاف سليمان الي ان دولة ناشئة في حجم مصر وحدها خسرت خلال ازمة كورونا وعام الحرب في اوكرانيا اكثر من 12 مليار دولار من الاحتياطي في البنك المركزي وخروج اكثر من 20 مليار دولار من الاموال الساخنة من السوق المصرية في اعقاب الحرب وارتفاع الفائدة في امريكا واوربا ونتمني من عقلاء العالم ان ينصحوا الطرفين بوقف اطلاق النار والجلوس الي المفاوضات لأن الحرب الجميع خاسر ويجب وقف سلاح العقوبات المدمر والذي تدخل بشكل سافر في تعطيل اغاثة الاشقاء في سوريا ويجب العمل علي ان تسود حالة الحوار وينعم الجميع بالامن وان تكون هناك ضمانات لأمن روسيا واوكرانيا وجيرانهم علي السواء.