هل اصبحنا علي شفا اندلاع حربًا نووية واشتعال الحرب العالمية الثالثة؟
فهمي : تزايد فرص اندلاع الحرب العالمية الثالثة جراء الكم الهائل من الاسلحة الهجومية الغربية
- روسيا قد تلجأ الي النووي التكتيكي في حال هزيمتها في القرم والدونباس
عكاشة : النظام العالمي الجديد يلوح في الافق رغما عن امريكا والغرب
في اعقاب احكام الحلفاء قبضتهم الحديدة علي الرايخ الالماني في نهاية الحرب العالمية الثانية واعلان هزيمة واستسلام المانيا النازية نظرت الولايات المتحدة وشركائها من الدول الغربية كبريطانيا وفرنسا ودول غرب اوربا بعين الشك والريبة للمجهودات السوفيتية ودول الكتلة الشرقية عموما وقللت من دورها في تحقيق النصر الساحق علي المانيا وايطاليا واليابان واعتبر الامريكان ان الدور الروسي ثانوي وهامشي واستولوا عهلي غالبية الاراضي الالمانية الغنية وجري تقسيم برلين علي نحو ما قد جري الي ان وصلنا الي نسف جدار برلين الذي كان يقسم المانيا الي نصفين ومن بعده العمل بوتيرة متسارعة للقضاء علي الحلف الروسي مع دول شرق اوربا في حلف وارسو وهذه كانت الخطوات الاولي لبداية تفكيك والغاء وجود روسيا كدولة عظمي علي خريطة العالم من خلال استنزاف قوتها العسكرية والبشرية والاقتصاديةومحاولة تقزيمها وتقسيم اقاليمها المترامية الاطراف من خلال اطالة امد الحرب في اوكرانيا بأي شكل من الاشكال وهو مخطط ومدروس وجاري تنفيذه بحرفية ومهارة امريكية اوربية مشتركة واليوم وبعد الانتصارات الروسية علي الارض في شرقي وجنوب اوكرانيا جيشت الولايات المتحدة الحلفاء لأمداد اوكرانيا بأحدث الاسلحة الهجومية وانظمة الدفاع الجوي والتي كانت من الخطوط الحمر والتي يمكن ان تطال الروس في القرم وفي العمق الروسي.
في البداية يقول الدكتور طارق فهمي استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرةان الهبة الغربية الاخيرة والتي اعقبت استيلاء قوات فاجنر بالتعاون مع وزارة الدفاع الروسية علي سوليدار وبعض القري الواقعة في ضواحي باخموت واستهداف روسيا لكامل اراضي دونيتسك ولو جانسك واستهداف روسيا مؤخرا لشبكات البنية التحتية في كييف ولفيف واوديسا وزابورجيا ومناطق واسعة في الغرب الاوكراني دفع الرئيس الاوكراني زيلنسكي الي توجيه استغاثات متكررة الي الولايات المتحدة والحلفاء وتوجيه خطاب الي العالم الحر علي حد تعبيره في رسالته المسجلة للمنتدي العالمي الاقتصادي في دافوس بسويسرا مطالبا الدول الغربية بأمداد بلاده بالدبابات الهجومية والمدرعات والصواريخ بعيدة المدي ومزيدا من بطاريات الباترويت الامريكية وهو ما لاقي استجابة فورية من بريطانيا بأرسال 14 دبابة من تشالنجر 2 الخطيرة ومدرعات برادلي الامريكية ودبابات ابرامز وغيرها من الاسلحة الهجومية واخير الدبابات الالمانية التي تلكأت المانيا في ارسالها الي اوكرانيا وربطت ارسالها بأرسال الولايات المتحدة للدبابات ابرامز والبرادليوغيرها من الاسلحة الهجومية من كندا وكوريا الجنوبية وفنلندا والسويد وهولندا التي اعلن رئيس وزرائها عن تجهيز ملياري و600 مليون يورو دعما عسكريا لأوكرانياوتجهيز الولايات المتحدة لحزمة مماثلة واعلان الرئيس الفرنسي ماكرون عن امداد اوكرانيا 14 قطع مدفعية قيصر الي اوكرانيا واعلان روما عن امداد اوكرانيا بحزمة مساعدات عسكرية.....وهو ما دفع ديمتري ميدفيدف نائب رئيس مجلس الامن القومي الروسي لتهديد واعلان الغرب بأن الاسلحة الغربية التي ستتدفق علي اوكرانيا ستكون في مرمي النيران الروسية وسنحرقها فور وصولها وان روسيا لن تقف مكتوفة الايدي امام استهداف القرم والعمق الروسي وسنرد بأقصي قوة لأن روسيا تواجه حلف الاطلسي مجتمعا وعملية اندلاع الحرب العالمية الثالثة اقتربت بشكل مخيف واستخدام روسيا لقنبلة نووية تكتيكية اقرب الي التنفيذ والتحقق من اي وقت مضي .
واضاف فهمي ان الدول الغربية تراهن علي تماسك وصبر روسياالذي اوشك علي النفاذ وعملية سحب الولايات المتحدة علي اكثر من نصف احتياطياتها من الذخائر والمدفعية والصورايخ من مخازنها في اسرائيل وتتجه ايضا الي سحب جانبا كبير من الذخائر من كوريا الجنوبية والمانيا خاصة وان الجيش الاوكراني يستهلك اكثر من 90 الف من الذخائر والطلقات شهريا وهو ما يعتبر استنزافا كبير للمصانع الحربية في امريكا والدول الغربية وتراهن الدول الغربية علي أضعاف القوة النيرانية لروسيا واظهار ان اوكرانيا تتقدم نحو تحرير اراضي شرق وجنوب اوكرانيا وهنا يجب علي حكماء الغرب الاخذ بالتهديدات الروسية مأخذ الجد وان خطر اندلاع مواجهة شاملة بين روسيا ومن ورائها ايران وكوريا الشمالية واحتمالية وقوف الصين خلفها قوية جدا بدليل مقاطعة رجال الاعمال والمسئولين الرسميين الصينيين لمنتدي دافوس وروسيا ستكون في مواجهة امريكا والحلفاء معهاوفي تقديري ان مسألة استخدام روسيا للقنبلة النووية التكتيكة اقرب جدا للنفاذ من اي وقت مضي لأن الدول الغربية تضغط بشدة وبقوة نحو طرد روسيا من كامل الاراضي الاوكرانية بل وتوجيه ضربات الي العمق الروسي وهنا تهديد ميدفيدف سيصبح واقعا معاش واحتمالية استخدام الترسانة الكاملة سيكون واقعا علي الارض وليس القنبلة التكتيكية المحدودة فقط والغرب سيكون المسئول عن اندلاعها لأصراره علي صب المزيد من الزيت علي النار المشتعلة .
وأعتبر المحلل الامني والاستراتيجي العميد خالد عكاشة رئيس مركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية ان ملامح وبوادر النظام العالمي الجديد والتي تواجه مخاضا عسيرا قد بدأت تلوح في الافاق والمتابع يلحظ اتجاه التكامل الصيني الروسي ومضاعفة حجم التبادل التجاري والاتجاه الي اعتماد العملات الوطنية الروبل واليوان معا واتجاه زملائهم في مجموعة البريكس في البرازيل والهند وجنوب افريقيا واصدقاء البريكس المرشحون لعضوية البريكس الجزائر ومصر والسعودية والامارات الي الاتجاه بالتبادل التجاري بالعملات الوطنية لتقليل الاعتماد علي الدولار وهيمنته علي الاقتصاد العالمي وبالفعل النظام العالمي الجديد متعدد الاقطاب سيبداء في الظهور علي مسرح الاحداث قريبا من خلال هذه التكتلات الكبري التي من الممكن ان تحول النظام العالمي الي عالم اكثر عدالة من الان .
وطالب عكاشة حكماء العالم الي ممارسة دورهم في العمل الي وقف الحرب بين روسيا واوكرانيا بأي ثمن لأن فاتورة هذه الحرب المدمرة يدفعها فقراء العالم وليس الاغنياء ويجب ان تتوقف الحرب بشكل فوري حقنا لمزيدا من الدماء والجرحي والجلوس علي مائدة التفاوض للتوصل الي حل سلمي يضمن الامن القومي الروسي والاوكراني علي الدوام لأن امكانية امتداد اشتعال ازمات اخري في بقاع اخري من العالم امر محتمل جدا .