رجل المهمة الصعبة.. من هو وزير الدفاع الألماني الجديد بوريس بيستوريوس الذي يعوّل عليه لبناء ”جيش أقوى”؟
أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز عن تعيين الإشتراكي الديمقراطي بوريس بيستوريوس وزيرا جديدا للدفاع خلفا لكريستين لامبرخت التي استقالت بعد سلسلة هفوات، أبرزها مسألة تحديث المؤسسة العسكرية، خصوصا في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا، ويتولى بيستوريوس الذي يعوّل عليه شولتز لبناء "جيش أقوى" أول منصب حكومي شديد الحساسية في وقت تسعى بلاده لتسريع تسليم كييف مزيدا من الأسلحة الثقيلة.
عينت ألمانيا وزيرا جديدا للدفاع هو بوريس بيستوريوس، السياسي صاحب الخبرة الواسعة، والذي سيتولى بذلك أول منصب حكومي شديد الحساسية فيما تسعى البلاد لتسريع تسليم أوكرانيا مزيدا من الأسلحة الثقيلة.
ويخلف المسؤول الإشتراكي الديمقراطي البالغ من العمر 62 عاما وغير المعروف على المستوى الوطني، كريستين لامبرخت التي استقالت الإثنين بعد سلسلة هفوات.
في السياق، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز في بيان الثلاثاء عن تعيين بيستوريوس، مؤكدا أنه "سياسي له خبرة واسعة، أثبت جدارة في الإدارة وشارك في السياسات الأمنية لسنوات، هو الشخص المناسب لقيادة البوندسفير (القوات المسلحة) في عصر التغيير هذا". ووعد شولتز في تصريح صحفي الجنود بأنه يمكنهم من الآن "الاعتماد عليه ليصبح الجيش أقوى في الحقبة المقبلة".
وجاء التعديل الوزاري فيما تتعرض ألمانيا لضغوط من دول حليفة عدة، على رأسها بولندا، لتسليم دبابات هجومية ليوبارد ألمانية الصنع لمساعدة كييف في صد الغزو الروسي، في هذا الإطار، سيعقد اجتماع حاسم لوزراء الدفاع الغربيين برئاسة الولايات المتحدة الجمعة في ألمانيا. نظريا، يفترض أن يشارك بيستوريوس في هذا الاجتماع لأنه يتعين على رئيس الدولة فرانك فالتر شتاينماير تثبيت تعيينه رسميا الخميس.
طموحات وطنية
من جهة أخرى، تثير عودة هذه الحقيبة إلى وزير بعد تولي ثلاث نساء هذا المنصب منذ 2013، تساؤلات حول وعود شولتز بالحفاظ على عدد متساو من النساء والرجال في الحكومة التي يقودها منذ ديسمبر 2021، كما يعد التعيين مفاجئا بعدما تم تداول أسماء عدة في الصحافة.
وبيستوريوس محام وينتمي إلى حزب المستشار السياسي، تماما كما كريستين لامبرخت، ومثل شولتز والمستشار السابق غيرهارد شرودر (1998-2005)، ينحدر من منطقة ساكسونيا السفلى في شمال ألمانيا، وحينما كان وزير الداخلية في منطقته في ساكسونيا السفلى شمال البلاد، تخصص في قضايا الأمن السيبراني والأمن الداخلي وسياسة الهجرة، كذلك، شغل منصب رئيس بلدية أوسنابروك بين 2006 و2013.
وفي السنوات الأخيرة، لم يخف بوريس بيستوريوس الذي يتمتع بشعبية كبيرة في منطقته بسبب صراحته، طموحاته الوطنية. وباءت محاولته لتولي رئاسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في 2019 بالفشل، ثم في 2021، اعتبر هذا الأرمل الذي كان لفترة على علاقة مع دوريس شرودر كوبف الزوجة السابقة للمستشار السابق غيرهارد شرودر، مرشحا محتملا لمنصب وزاري أثناء تشكيل الحكومة بين الديمقراطيين الاجتماعيين والخضر والليبراليين. لكن محاولته تلك باءت بالفشل أيضا.
"الحقبة تغيرت... ووضع القوات يرثى له"
وأكدت مجلة "دير شبيغل" بأن المهمة ستكون صعبة على هذا المسؤول الإقليمي الذي سيتولى وزارة نادرا ما حققت نجاحا. وذكرت أن "وضع القوات يرثى له والجيش بحاجة إلى الإصلاح أكثر من أي وقت مضى في سياق الغزو الروسي لأوكرانيا".
وبعد فرض قيود لسنوات على الجيش الألماني في أعقاب الحرب الباردة، تفتقر القوات إلى العتاد أو تستخدم معدات قديمة. وفي منتصف ديسمبر، اضطرت برلين إلى تعليق صفقات جديدة لمدرعات بوما بعد سلسلة أعطال تعرضت لها الدبابات المستخدمة من الجيش.
وبعد غزو أوكرانيا في 24 فبراير، أعلن شولتز أن "الحقبة تغيرت" لقطاع الدفاع الألماني، وأنه يخطط لإنشاء صندوق خاص بقيمة 100 مليار يورو لتحديث المؤسسة العسكرية.
وفشلت لامبرخت في القيام بهذا التغيير في منصب لم تكن مرتاحة فيه، وبعدما تعرضت لانتقادات شديدة، قدمت استقالتها مشيرة إلى أن "الإعلام كان يركز كثيرا" على شخصها مما منعها من القيام بمهمتها على أكمل وجه.
فهل سيتمكن بوريس بيستوريوس من رفع التحدي؟ أكد الكثير من قادة أحزاب التحالف الثلاثاء أنهم مقتنعون بذلك، لكن المحافظين يأخذون عليه عدم تمتعه بالمؤهلات اللازمة في حين تقتصر خبرته في الجيش بالخدمة العسكرية الإلزامية.