ممثلون في طي النسيان.. اتهامات للوسط بـ«الشللية» والسر في أزمة الإنتاج
تواري عن الأنظار ثم اختفاء، فوصول إلى طي النسيان، مراحل مر بها العديد من الممثلين المصريين، قبل الخروج إلى الرأي العام، خلال الفترة الأخيرة، للشكوى من تجاهل المنتجين والمخرجين لهم، وتهميشهم من المشاركة في الأعمال الفنية المطروحة، ومؤخرًا، ناشد بعضهم المنتجين والمخرجين بالالتفات إليهم، والبعض الآخر طالب نقابة المهن التمثيلية بإيجاد حلولًا لهم، في محاولة منهم إلى العودة للتمثيل مرةٍ أخرى، بعضهم اتهم الوسط الفني بأن يسير وفقًا لـ«الشللية»، مبررين اتهاماتهم بأن مجموعة بعينها من الممثلين تشارك في معظم الأعمال، إلا أن المُنتجين والمخرجين لهم رأي آخر، فما سبب تلك الأزمة؟ وهل نقابة الممثلين مخولة بتشغيل الممثلين العاطلين؟ وما هي الحلول لتلك المشكلة؟
مؤامرة ضد جيل
يوم واحد يفصلنا عن اتهامات الفنان إحسان الترك، بأن هناك مؤمراة تُحاك ضد جيله من الممثلين، لعدم تشغيله في أي عمل فني، رغم تواصله مع نقابة الممثلين، وبعض المنتجين، الذين أكدوا له أن عدم تشغيله وجيله، أوامر من فوق، حسبما صرح في أحد لقاءاته.
وناشد الفنان محمد رمضان، بالنظر إليه، وإسناد أحد الأدوار إليه، وعلى الفور استجاب «رمضان»، معلنًا عن مشاركته في مسلسله «جعفر العمدة»، المُقرر عرضه ضمن السباق الرمضاني 2023.
فرحات في «العيلة دي»
وقبل أيام ناشد الممثل أحمد فرحات بطل فيلم «سر طاقية الإخفاء»، والذي كان معروف باسم «الطفل المُعجزة»، المنتجين والمُخرجين، بالاستعانة في بعض الأعمال الفنية سواء كانت مسلسلات أو أفلام، لاسيَّما وأنه يعاني ببعده عن التمثيل.
مشاركة «فرحات»، كضيف شرف في مسلسل «العيلة دي»، المعروض ضمن الموسم الشتوي للدراما التلفزيونية، أيقظت معاناته من تهميش صُناع الدراما والسينما له، إلا أنها اعتبرها فرصة للعودة إلى الأنظار مرةٍ أخرى، علها تكون بوابة عودته إلى التمثيل مرةٍ أخرى، رغم أن مشاركته لم تعدو مشهد بسيط، لم يتقاض عليه أجرًا، اللهم إلا أجرة مواصلاته من منزله إلى مقر تصوير العمل.
فرصة للتواجد
لم يجد الممثل أحمد فرحات أمامه سوى انتهاز تلك الفرصة، والتي سلطت الضوء عليه بالفعل، بإعادة ظهوره مرة أخرى، وأثناء إبداء سعادته من المشاركة في مسلسل «العيلة دي»، طالب القائمين على صناعة الدراما والسينما، بالاستعانة به في الأعمال الفنية، لإشباع رغبته الفنية وليست المادية، خصوصًا وأن متطلباته بسيطة، ولا يرغب في التربح من الفن، إنما يأمل أن يعود إلى لوكيشين التصوير مرة أخرى.
لم يعش «فرحات» وحدة تلك المعاناة، وسبقه إليها الكثير من الممثلين، لعل أبرزهم الفنانة وفاء مكي، التي صرحت مؤخرًا، أنها لا تستطيع الإنفاق على والدتها المريضة ونجلها، بسبب تهميش صناع الأعمال الفنية لها، وطالبت نقابة الممثلين، بإيجاد حلًا لأزمتها، وتوفير فرصة لمشاركتها في أحد الأعمال الفنية.
وفي أغسطس الماضي، تحدث الممثل محمود عامر، عن المعاناة ذاتها، عبر تصريحات في مع الفنانة نشوى مصطفي في برنامجها المذاع على فضائية «صدى البلد»، متهمًا المنتجين، بعدم إعطاء الفرصة للكثير من الفنانين والاكتفاء بالاستعانة مجموعة بعينها من الممثلين، وطالبهم بالنظر إليه ولزملائه المُهمشين.
أزمة عامة
أزمة التشغيل التي يعاني منها الممثلين، لا تقتصر عليهم فقط، إنما تشمل جميع العاملين في صناعة الأعمال الفنية، من مديرين تصوير ومؤلفين وكُتَّاب ومُخرجين وغيرهم، وذلك بسبب قلة الإنتاج السنوي من أعمال فنية، ورغم معاناة جميع العاملين بصناعة الدراما والسينما، إلا أن الممثلين الفئة الوحيدة التي تستحوذ على تسليط الضوء عليها من الإعلام، بحسب المخرج أحمد عبدالعال، في حديثه مع «النهار».
ويرى «عبدالعال»، أن حجم الإنتاج السنوي من الدراما يحتاج أن ثلاثة أضعاف، فضلًا عن الحاجة إلى زيادة الأعمال السينمائية؛ لاستيعاب 50% من الطاقة الإبداعية الموجودة على كافة المستويات، مُضيفًا أنه كمخرج عمل ما يكون أمامه 3 خيارات، عند اختيار كاست إخراج العمل، وعليه أن يختار واحدًا فقط، فالبالتي سيكون الآخرين بدون عمل.
نحتاج لـ90 مسلسل سنويًا
مطالبة بعض الممثلين النقابة بتشغيلهم أمر غير منطقي، فالنقابة دورها خدمي، وغير مخولة بإنتاج أعمال فنية لتشغيل العاملين بصناعة الدراما والسينما، بل تلك مسؤولية الدولة وصُنَّاع الأعمال الفنية والقطاعين الخاص والعام، مع انسحاب الأخير من المشهد الفني منذ سنوات، استفحلت الأزمة، ورغم إنجازات الشركة المتحدة، إلا أن هناك حاجة إلى إنتاج 90 مسلسل، لحل الأزمة، حسبما يرى المخرج أحمد عبدالعال.
ويختتم «عبدالعال» حديثه مع «النهار»، بأنه لا يرى أن «الشللية»، السبب في أزمة عدم التشغيل، وأنه لم يرَ على مدار سنوات عمله كمُخرج، اشتراط نجم على شركة الإنتاج أو المخرج، العمل مع ممثلين بعينهم، ولم ير أيضًا استراط مخرج العمل شِلة بعينها من الممثلين، ولكن الممثلين الذين يزعمون ذلك يحاولون البحث عن أسباب لعدم تشغيلهم، في ظل الأزمة التي يعانونها، مُضيفًا مضاعفة الإنتاج هل الحل الوحيد للأزمة، ومعها ستتوارى لهجة الحديث عن الشللية ومطالبات النقابة بتشغيلهم.
الممثل مُنتج
عدم التواجد السبب الأول في تهميش بعض الممثلين، فالممثل ما هو إلا مُنتج، يجب أن يروج لنفسه من خلال خطة معينة، كما أنه لا بد أن يكون لديه دائرة علاقات قوية، وأن يتواجد على السوشيال ميديا، حتى يتم ترشيحه من المنتجين والمخرجين للعمل، بحسب المنتج ريمون مقار في حديثه مع «النهار».
ويختتم «مقار»، حديثه مع «النهار»، بالتأكيد على أن النقابة ليست مسؤولة عن تشغيل الممثلين، وأنه بدلًا من المناشدة بتشغيلهم، يحاولون الظهور وتطوير علاقاتهم وتقديم أنفسهم، من خلال السوشيال ميديا أو الحوارات الصحفية أوحتى جلسات التصوير.
وتواصلت «النهار» مع نقيب المهن التمثيلية، الدكتور أشرف زكي، إلا أنه رفض التعليق على الأزمة.