الإيكونومست: أنظمة الرعاية الصحية في العالم تشهد انهيارًا منذ انتشار ”كورونا” وحتى الآن
نشرت مجلة "الإيكونومست" تقريرا ذكر أن أنظمة الرعاية الصحية في العالم تشهد انهيارًا أكثر من أي وقت مضى منذ انتشار فيروس "كورونا".
وأكد التقرير أن فرض عمليات الإغلاق في أثناء الجائحة كان يستهدف منع انهيار أنظمة الرعاية الصحية من خلال تقليل عدد الإصابات، ولكسب الوقت لبناء القدرات، مضيفًا أن ذلك الهدف لم يتحقق في النهاية؛ فقد أُغلقت أبواب مستشفيات "نايتنجيل" السبعة في إنجلترا بعد أن استقبلت عددًا قليلًا فقط من المرضى، مثلما فعل العديد من المستشفيات الميدانية الأمريكية.
وأشار التقرير إلى أن المرضى والأطباء والممرضات لم يتجاوزوا آثار الوباء حتى الآن، مضيفًا أن الشخص الذي كان يعاني في بريطانيا من مشكلة طبية تتطلب اهتمامًا عاجلًا، كان يحتاج إلى 20 دقيقة تقريبًا للحصول على سيارة إسعاف قبل انتشار الوباء، أما الآن فقد أصبح ينتظر أكثر من ساعة ونصف.
وأورد التقرير نتائج دراسة لشركة "إبسوس" للأبحاث، أجرتها في سبتمبر 2022، أكدت خلالها انخفاض الآراء حول مستوى جودة الرعاية الصحية مقارنة بعام 2021، بواقع 5 نقاط مئوية في بريطانيا، و10 نقاط مئوية في كندا، و12 نقطة مئوية في إيطاليا، مضيفًا أنه حتى الدول الأكثر ثراءً وكفاءةً تشعر بالضغوط، حيث يوجد في سويسرا عدد أقل من أسرة العناية المركزة المجانية كما تشهد ألمانيا مشكلات مماثلة؛ حيث أدى ارتفاع عدد المرضى إلى تقليل سعة أسرة العناية المركزة.
وذكر التقرير أن تراجع جودة الرعاية الصحية يُسهِم في ارتفاع الوفيات في العديد من بلدان العالم المتقدم؛ حيث تبين الإحصاءات أن عام 2022 شهد وفيات أكثر من عام 2021 الذي شهد فيه العالم عدة موجات كبيرة من فيروس كورونا، وأن الوفيات الشهرية في جميع أنحاء أوروبا حاليًّا أعلى بنحو 10٪ مما كان متوقعًا.
ولفت التقرير إلى أن المشكلات التي تواجه أنظمة الرعاية الصحية ليست ناجمة عن نقص السيولة؛ حيث لا يقل الإنفاق الصحي الآن كثيرًا عن 10٪ من الناتج المحلي الإجمالي لدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، مقارنة بأقل من 9٪ قبل الوباء، بل تكمن المشكلة في نقص أعداد الموظفين، ومدى كفاءة عملهم، بعد ثلاث سنوات من العمل الشاق.