فورين أفيرز: هل تتجه روسيا وأوكرانيا لطاولة المفاوضات؟
نشرت مجلة (فورين أفيرز) تقريرا للحديث عن أهمية المفاوضات؛ كونها السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة الروسية الأوكرانية الراهنة، موضحًا ضرورة قيام أوكرانيا وحلفائها بالضغط على روسيا للدخول في مفاوضات، فضلًا عن تهيئة المناخ المناسب لنجاحها.
وشدَّد التقرير على أهمية بلورة الحدود الأساسية للأطراف المتفاوضة- بمعنى: الحد الأقصى الذي يمكن أن تُقدمه أطراف الأزمة من تنازلات، والحد الأدنى الذي ترضى بقبوله- وذلك من أجل الوصول لصفقة ناجحة لكِلا الجانبين.
مضيفًا ضرورة طرح حِزم من الصفقات التي تقدم بدائل أفضل عن الاستمرار في الحرب.
وفي ظل تمسُّك كل طرف بموقفه، فمن الضروري استمرار الضغط على روسيا من أجل دفعها للجلوس على طاولة المفاوضات من جهة، وتقوية الموقف التفاوضي لأوكرانيا حتى لا ترضخ لشروط "موسكو" من جهة أخرى، وهذا النهج يمثل أفضل طريقة للوصول إلى اتفاق قابل للتنفيذ.
وأشار التقرير إلى أن وضع حد أقصى أو أدنى للتنازلات التي يمكن لكل طرف قبولها مهمة ليست بالسهلة، في ظل إصرار روسيا وأوكرانيا على تضمين العديد من القضايا العالقة في أية مفاوضات مستقبلية (مثل العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي "الناتو")، بما يُقوِّض احتمالات الوصول إلى اتفاق في الوقت الراهن.
ولفت التقرير الانتباه إلى النجاح الذي حققه الغرب في الضغط على روسيا، من خلال تعزيز منظومة الدفاع الأوكرانية، وفرض العقوبات على "موسكو" واتجاه الدول الأوروبية؛ لتعزيز ترسانتها العسكرية، مثل ألمانيا، مشيرًا إلى أهمية إدراك الغرب لهدف روسيا المتمثل في زعزعة قوة أوكرانيا في أية مفاوضات محتملة، حتى تقبل بأيَّة تنازلات.
وفي سياق متصل، أشار التقرير إلى أن الخلافات بين أوكرانيا والولايات المتحدة الأمريكية تضعف موقفهما أمام "موسكو" ففي الوقت الذي تسعى فيه أوكرانيا إلى استعادة كافة أراضيها -بما فيها جزيرة القرم ودونباس- فإن المسؤولين الأمريكيين يدعمون استعادة الأراضي الأوكرانية التي استولت عليها "موسكو" بدءًا من 24 فبراير 2022.
وختامًا، أكَّد التقرير ضرورة استمرار الولايات المتحدة الأمريكية، وحلفائها الأوربيين في الضغط على روسيا، ومواصلة دعم أوكرانيا، وتوحيد الموقف الأوكراني الغربي؛ لإجبار روسيا على الدخول في مفاوضات لإنهاء الأزمة.