وصفوه بالمتطرف والرجعي.. لماذا يهاجم المشاهير الشيخ الشعراوي؟
ثار الجدل مجددا حول فضيلة الشيخ الشعراوي، وسرعان ما تحول الأمر إلى معركة حامية الوطيس، بشأن آرائه وفتاويه التي لم تلق استحسان البعض، لاسيَّما المشاهير من الفانين تارة أو من المُثقفين تارة أخرى، الذين يرفضون تأليهه ويتحينون الفرص لإعادة نشر بعض الفتاوى التى وصفوها بالمتطرفة أو الرجعية، مثلما حدث في الأزمة القائمة الآن، إثر الإعلان عمل مسرحي يجسد فيه الفنان كمال أبورية شخصية الشعراوي، قبيل أيام، الذي اعتذر عن تقديم الشخصية، مُصرحًا أن تجسيد شخصيات بعض العلماء والأطباء المصريين أكثر فائدة من تجسيد شخصية الشيخ الشعراوي، الأمر الذي أشعل غضب محبيه، تلك الأزمة أعادت إلى الأذهان كل انتقاد تم توجيهه إليه، واعتبر أنصار الشعراوي الوسط الفني والثقافي عدوًا له، خصوصًا وأن قائمة المشاهير شملت الكثير منهم، كلًا منهم كان له مبرره في انتقاد الشعرواي، فمن أبرز من انتقد الشعراوي؟ وما هي مبرراتهم؟
الشعراوي على المسرح
بدأت الأزمة الأخيرة، بعد تصريح الناقد الفني، طارق الشناوي، رفضه لتجسيد شخصية الشيخ الشعراوي في عمل مسرحي، لعرضه في رمضان 2023 على خشبة المسرح القومي، واصفًا بعض آرائه بالرجعية والمتخلفة.
وقال «الشناوي»، من الأولى تقديم عمل يتحدث عن سماحة وعصرية الدين الإسلامي وارتباطه بالآخر، لأن المجتمع أساسًا يتراجع في أفكاره وتحرره، ولذلك تقديم سيرة الشيخ الشعراوي ليس وقتها الآن، لاسيَّما أن المجتمع يسأل رجل الدين عن أمور الحياة.
لم يكن الشناوي أول من هاجم أو انتقد الشيخ الشعراوي، فقد سبقته قائمة طويلة من المشاهير، كان آخرهم أسما شريف مُنير، والتي واجهت لاقت هجومًا شرًا من قِبل جمهوره، وصل إلى الحد الذي اتهمها البعض فيه بأنها مأجورة لضرب وهدم تعاليم الدين الإسلامي، من خلال الهجوم على رموزه وتشويه صورتهم، بعدما وصفته بالمتصرف في آرائه.
«أسما» في مرمى النار
نوفمبر 2019 بدأت الأزمة، عندما طلبت أسما من متابعيها ترشيح بعض رجال الدين الذين يثقون في آرائهم وفتواهم، وعندما اقترح عليها أحدهم الشيخ الشعراوي، باعتباره رمز الاعتدال، أجابتهم «أسما»، بأنها لطالما كانت تحرص على متابعته منذ الصغر برفقة جدها، إلى أنها عندما كبرت رأت أن له الكثير من الآراء المتطرفة.
لم تلبث «أسما»، إلا أن وجدت هجومًا شرسُا من جمهور الشعراوي عليها، أجبرها على حذف المنشور بأكمله، واعتذرت للجميع، مؤكدة أنهم أساوا فهمها.
ودوَّنت «أسما»، عبر حسابها الخاص على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، منشورًا جديدًا للاعتذار، قالت فيه: "حصل بينى وبين شخص حوار أسأت فيه التعبير عن اللي عايزه أقوله وحساه، اتفهم كلامى على أنى انتقد فضيلة الشيخ متولي الشعراوى، أنا بتكلم من غير ما بحسب كلامي وأنا مقصدش بأى حال من الأحوال إني أغلط أو يوصل كلامي بشكل غلط كده، انا مش بقيم فضيلة الإمام، أنا عمومًا عمرى ما أحب أغلط في حد".
رأي «فواز» المُحير
وفي أغسطس 2017، نشر الفنان صبري فواز مقطع فيديو يُظهر فيه الشيخ الشعراوي، وهو يتحدث عن المرأة في الإسلام من وحي تفسير القرآن الكريم، معلقًا عليه "الإسلام الوسطي الداعشي الجميل".
سرعان ما تداول المنشور بين جمهور الشعراوي من مستخدمي السوشيال ميديا، وعليه وجهوا الانتقاد للقنان صبري فواز، مصحوبًا بوابل من الشتائم، والتهديد بالقتل من البعض.
الهجوم الشرس الذي لاقاه «فواز»، دفعه إلى تعديل كلماته المصاحبة لمقطع الفيديو، لتصبح "الإسلام الوسطي الجميل"، ما دفع متابعيه بين مؤيد ومعارض لما للمنشور الذي دونه من قبل إلى استهجان رد فعله، بعد الهجوم عليه.
وبعد الهجوم عليه قام صبري فواز بتعديل لتعليقه على الفيديو الذي قام بنشره، ليكتب بعدها "الإسلام الوسطي الجميل"، وسط استغراب متابعيه على هذا التغير، الذي طرأ على أفكاره.
الشعراوي زرع التطرف
وفي ديسمبر 2016، كان الشيخ الشعراوي وآرائه على موعد بهجوم آخر من المحاور مفيد فوزي، في مكالمة هاتفيه مع برنامج «نظرة» المُذاع عبر فضائية «صدى البلد»، وصفه فيها بأنه كان يُحرض الفنانات على ارتداء الحجاب، وأنه أرض خصبة لما جاء بعد ذلك من تطرف.
وكعادة جمهور ومحبي الشيخ الشعراوي، لم يسلم من براثنهم، الإعلامي مفيد فوزي، وحصل على نصيبه من الهجوم والسب والشتائم والتهديدات بالقتل أيضًا.
الشوباشي ونكسة الشعراوي
ولعل أبرز من انتقد الشيخ الشعراوي كان، الكاتبة فريدة الشوباشي، التي لم تفوت أي فرصة للإفصاح عن رأيها في فكر الشيخ الشعراوي، التي لطالما وصفته بالمُتطرف، كان بينها خلال لقاء تلفزيوني لها، بتاريخ نوفمبر 2017، قائلة: "أنا مات باحبش الشعراوي، حرة".
وعللت «الشوباشي»، عدم تقبلها للشيخ الشعراوي، ليس فقط لأن آرائه متطرفة –حسبما وصفتها- بل أرجعت ذلك إلى موقفه من نكسة 67، والذي أعلنه الشعراوي بنفسه، مؤكدُا أنه سجد لله شكرًا عن حدوث النكسة، وقالت فريدة الشوباشي: "من سجد لله شكرًا لهزيمة مصر فبالضرورة سجد لله شكرا على نصر إسرائيل".