”كراكن” يثير مخاوف منظمة الصحة العالمية
نشرت وكالة "بلومبرج" تقريرًا يُسلط الضوء على متحور "كراكن" الجديد "XBB.1.5"، الذي أثارت منظمة الصحة العالمية مخاوف بشأنه لأول مرة في أكتوبر 2022، مُشيرًا إلى أنَّه ينتمي إلى سلاسة "أوميكرون"، مُضيفًا أنَّه يُعد السلالة المهيمنة في الولايات المتحدة.
ومن جهتها، قالت "ماريا فان كيركوف"، الرئيسة الفنية لمنظمة الصحة العالمية، خلال مؤتمر صحفي في 4 يناير الجاري: إنَّ "كراكن" هو المتغير الأكثر قابلية للانتقال؛ حيث أبلغت 29 دولة -حتى الآن- عن حالات إصابة بسببه.
وفي السياق ذاته، كشفت تقديرات معهد "ويلكوم سانجر" البريطاني لبحوث الجينات، أنَّ المتغير "كراكن" شكَّل نحو 4% من إصابات "كوفيد" في إنجلترا منذ منتصف ديسمبر 2022، فيما عثرت "كندا" على عدد قليل من تلك الحالات.
وأبرز التقرير عدم وجود اختلافات كبرى في الحالات التي تسبب فيها "كراكن"، والمتغيرات السابقة، فيما أنَّ العلماء حذروا، في مقال في مجلة (Cell)، من أنَّ المتغيرات الجديدة تشكل تهديدات للقاحات "كوفيد"، فعلى سبيل المثال، "كراكن" لديه القدرة على التغلب على المناعة التي وفرتها اللقاحات، وأيضًا إعادة إصابة الأشخاص الذين تعافوا من "كوفيد" سابقًا.
وأضاف التقرير أنَّ سرعة انتشاره تعني زيادة احتمالية إصابة المزيد من الأشخاص بالعدوى، ومن ناحية أخرى، أفاد التقرير أنَّ البيانات حول مدى قوة "كراكن" في التسبب في مرض شديد، أو الوفاة، لا تزال محدودة.
وعلى الرغم من أنَّ "كراكن" مثَّل 1% فقط من حالات "كوفيد" في "واشنطن" في بداية ديسمبر 2022، فإنَّ تقديرات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها تشير إلى أنَّ "كراكن" أصبح السلالة السائدة بحلول نهاية ديسمبر 2022، كما أنَّه مسؤول عن نحو 41% من الإصابات كافة.
وأشار التقرير إلى أنَّ الولايات المتحدة، على عكس الدول المتقدمة الأخرى، تعاني من انخفاض معدلات التطعيم، فرغم ارتفاع معدلات التطعيم بين كبار السن، والذين تتراوح أعمارهم بين 65 وما فوق، فإنَّ 15% من المواطنين في سن الخامسة وما فوق تلقوا جرعة معززة ثنائية.
ولفت التقرير الانتباه إلى أنَّ الصين، التي تمر بموجة كبيرة من الإصابات عقب التخلي عن سياسة "صفر كوفيد"، لم تبلغ عن أي حالات إصابة لـ"كراكن" -حتى الآن-، كما ذكرت "شنغهاي" أنَّ الإصابات الثلاثة المُكتشفة لديها كانت جميعها حالات وافدة.
وعليه، أثارت منظمة الصحة العالمية، والوكالات الأخرى، مخاوف من أنَّ الصين لا تُقدِّم معلومات كافية عن حالات الإصابة، بما لا يُمكِّن المنظمة من التوصل إلى استنتاجات، كما نبَّه التقرير إلى أنَّ المواطنين الصينين اشتروا الأدوية؛ خشية من عدم توفرها فيما بعد.
وختامًا، ذكر التقرير أنَّه يتم تسمية متغيرات "كوفيد" حاليًا من قِبل فريق خبراء من منظمة الصحة العالمية؛ حيث تُسمى المتغيرات المثيرة للقلق باستخدام الأبجدية اليونانية، فيما اقتُرح لقب "كراكن" على منصة التواصل الاجتماعي "تويتر"؛ لمطابقة قوة السلالة الجديدة مع وحش البحر الأسطوري.