بنديكت السادس عشر البابا الاكثر جدلا
منذ أعلان الفاتيكان اليوم عن وفاة البابا السابق بنديكت السادس عشر في دير ماتر إكليسيا بمدينة الفاتيكان والذي كان أول بابا للكنيسة الكاثوليكية يتنحى عن منصبه منذ عقود وقادة ورؤساء دول العالم ينعونة فقد نكست الأعلام فوق مبنى البرلمان الألماني في برلين .
فكتب المستشار الألماني أولاف شولتس على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: إن العالم فقد عالم لاهوت ذكيًّا بوفاة البابا الفخري بنديكت السادس عشر بصفته بابا ألمانيًّا، كان بالنسبة للكثيرين ليس فقط في هذا البلد زعيم كنيسة مميز... يفقد العالم شخصية ذات طابع مميز للكنيسة الكاثوليكية، وشخصية مثيرة للجدل وعالم لاهوت ذكيًّا. قلبي مع البابا فرنسيس.
كما نعى الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، البابا الفخري للفاتيكان، بنديكت السادس عشر، قائلًا، إنه عمل بروح وذكاء من أجل عالم أكثر أخوة.
وكتب الرئيس الفرنسي عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: أتوجه بأفكاري إلى الكاثوليك في فرنسا وحول العالم، الذين ثكلوا على رحيل قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر، الذي عمل بروح وذكاء من أجل عالم أكثر أخوة.
أنتخابة:
فقد أنتخب الكاردينال الألماني جوزيف راتزينجر،فى 19 أبريل 2005 رئيس المكتب العقائدي بالفاتيكان، لخلافة البابا يوحنا بولس الثاني ليصبح القائد رقم 265 للكنيسة الرومانية الكاثوليكية واختار اسم بنديكت السادس عشر ليصبح أول ألماني يجلس على الكرسي البابوي بعد نحو خمسة قرون من وفاة البابا أدريان السادس.
توتر علاقتة مع الازهر والعالم الاسلامى:
ففي سبتمبر 2006 أثناء زيارة البابا بنديكت ولاية بافاريا الألمانية مسقط رأسه أثيرت احتجاجات عارمة العالم الإسلامي بعد أن ألقى خطاباً نقل فيه اقتباساً عن إمبراطور بيزنطي من القرن الرابع عشر قال إن الإسلام لم يأت إلا بالشر إلى العالم وانتشر بحد السيف وبعد أيام، عبر بنديكت عن بالغ أسفه لردة فعل المسلمين على خطابه الذي قال إنه أسيء فهمه.
ليبدأ البابا رحلتة إلى تركيا في زيارة لرأب الصدع تضمنت الصلاة تجاه الكعبة في الجامع الأزرق بإسطنبول جنباً إلى جنب مع مفتي المدينة.
وفى يناير عام 2011، أثار الجدل مرة أخرى بعد أن أعلن الأزهر، تجميد الحوار مع الفاتيكان لأجل غير مسمى بسبب "تعرض" البابا بنديكت السادس عشر للإسلام بشكل "متكرر".
وقال الأمين العام لمجمع الشؤون الاسلامية حينها، علي عبد الدايم، إن القرار "اتخذ لتكرار تعرض البابا بنديكتوس السادس عشر للإسلام بشكل سلبي وادعائه بأن المسلمين يضطهدون الآخرين الذين يعيشون معهم في الشرق الاوسط".
وكان بابا الفاتيكان قد دعا أكثر من مرة إلى حماية مسيحيي الشرق الأوسط وطالب الاتحاد الأوروبي باتخاذ موقف موحد بهذا الشأن.
وكان ذلك عقب حادث الاعتداء على كنيسة القديسين بالإسكندرية، الذي وصفه البابا السابق، بأنه هو دليل جديد على الحاجة الماسّة لأن تتخذ حكومات دول المنطقة إجراءات فعالة لحماية الأقليات.
لتعلن مصر من بعدها استدعاء سفيرها لدى الفاتيكان احتجاجا على تصريحات البابا.
استقالة بنديكت:
فقد أصبح بابا الفاتيكان السابق عقب استقالتة في عام 2013 أول بابا يقدم على هذة الخطوة منذ نحو 600 عام بدلاً من البقاء في منصبه مدى الحياة بعد نحو ثماني سنوات على رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم معلنا رغبته في التقاعد قائلاً إنه لم يعد يمتلك القوة الجسدية والعقلية لإدارة شؤون الكنيسة مما تسبب الإعلان المفاجئ في صدمة لاجتماع الكرادلة.
فضيحة فاتيليكس:
أما الاكثر جدلا الذى تعرض لها "بنديكت" فقد كانت الفضيحة المعروفة باسم "فاتيليكس" عام 2012 والتى هزت عرش البابوية أنذاك بعد تسريب وثائق تفيد بحدوث صراع داخلي بين مساعدي بنديكت ووجود خلل وظيفي عام في قلب الإدارة المركزية للكنيسة المعروفة باسم "الكوريا" وكشفت الفضيحة عن وجود فساد مالي إلى جانب ما أثير عن وجود ما يسمى لوبي المثليين، الذي استخدم الابتزاز لحماية أعضائه.
ليسدل الستار فى يناير الماضى بالكشف عن تقرير مستقل في ألمانيا زعم أن بنديكت فشل في اتخاذ إجراءات ضد أربع قضايا اعتداء جنسي حدثت عندما كان لا يزال رئيساً لأساقفة ميونيخ بين عامي 1977 و1982 ليقر البابا بنديكت فيما بعد بحدوث أخطاء في عهده ويطلب المغفرة .
وأصبح بنديكتوس الشخص الأطول عمرا الذي شغل منصب البابا في 93 عامًا، 4 أشهر، 16 يومًا، متجاوزًا ليو الثالث عشر الذي توفي عام 1903 بنديكت هو آخر فرد على قيد الحياة منذ ان نصبه البابا بولس السادس كاردينالًا.