وول ستريت جورنال: تفشي فيروس كوفيد في الصين يهدد البشرية
• أدى قرار الحكومة الصينية بإلغاء سياسة "صفر كوفيد"، إلى ارتفاع عدد الحالات بشكل سريع، ويتوقع العديد من الأطباء أن يتحول الوضع إلى كارثة إنسانية في الصين؛ بسبب قلة عدد المستشفيات، وضعف الإمكانيات الطبية في الدولة.
• العديد من الخبراء والمسؤولين حول العالم ينتقدون الحزب الشيوعي والسياسات التي يتخذها؛ بسبب رفضه استيراد اللقاحات التي أنتجتها الدول الغربية، والتي ساعدت على تحجيم الفيروس في العديد من دول العالم.
• يتعين على الحكومة الصينية التحرك لحل تلك المشكلات التي تعرقل القضاء على الفيروس، من أجل حماية البشرية وليس المواطنين في الصين فقط.
سلطت صحيفة "وول ستريت" الضوء على تداعيات قرار الحكومة الصينية بإلغاء سياسة "صفر كوفيد"، إذ أدى إلى ارتفاع عدد الحالات بشكل سريع، وإخفاق هيئات الصحة في السيطرة على الفيروس، وفي هذا الإطار، يتوقع العديد من الأطباء أن يتحول الوضع إلى كارثة إنسانية في الصين؛ بسبب قلة عدد المستشفيات، وضعف الإمكانيات الطبية في الدولة.
وأفادت أنه على عكس الهند التي دائمًا ما تعمل على تعزيز أساليب الرعاية الصحية في مختلف أنحاء البلاد، فإن الصين تفتقر إلى الإمكانات الطبية التي تساعدها في السيطرة على الفيروس واكتشاف متحوراته بشكل أسرع، خاصة في المدن الصغيرة والريف.
وأِشارت إلى أن العديد من الخبراء والمسؤولين حول العالم ينتقدون الحزب الشيوعي والسياسات التي يتخذها؛ بسبب رفضه استيراد اللقاحات التي أنتجتها الدول الغربية، والتي ساعدت على تحجيم الفيروس في العديد من دول العالم، كما ساهمت في تكوين مناعة ضد فيروس "كورونا" والمتغيرات الأخرى لدى الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس، وفي هذا الصدد، يخشى العديد من الأطباء أن تظهر سلالات جديدة يصعب علاجها؛ نتيجة ارتفاع الإصابات في الصين وبعض دول العالم الأخرى.
وفي المقابل، يرى بعض الخبراء في الصين أنه رغم إلغاء الحكومة لكل القيود المتعلقة بفيروس "كورونا"، وارتفاع عدد الإصابات وتسجيل الصين لمعدلات إصابة يومية تفوق المعدلات التي سجلتها الدول الكبرى منذ تفشي جائحة "كورونا" في عام 2020، فإن ذلك سيساعد على تكوين المواطنين في الصين لمناعة ضد الفيروس، وستتمكن الدولة من السيطرة على الفيروس كبقية دول العالم في نهاية المطاف.
ونبهت إلى أنه من القرارات السيئة الأخرى التي اتخذتها الصين خلال الفترة الأخيرة، قرار الحكومة بإلغاء الحجر الصحي بالنسبة للقادمين من الخارج، ما يعنى زيادة تفشي الوباء وسرعة انتقال العدوى إلى البلدان الأخرى.
ولفتت الانتباه إلى أنه في الآونة الأخيرة، قررت بعض الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية حظر دخول المسافرين القادمين من الصين دون التأكد من سلبية اختبارات جائحة "كورونا" خوفًا من تفشي الوباء مجددًا، فيما قررت بعض الدول الأخرى فرض حجر صحي إجباري على المسافرين القادمين من الصين.
وألمحت إلى أنه من المتوقع أن تفرض بريطانيا أيضًا حظر دخول المسافرين القادمين من الصين خلال الفترة المقبلة، وذلك بسبب المخاوف من قدوم الصينين الفارين من بلدهم لتلقي الرعاية الصحية والعلاج في المملكة المتحدة.
وتحاول الولايات المتحدة حاليًا إقناع المواطنين الذين لم يتلقوا الجرعات المعززة بضرورة التطعيم، وتنشر حملات توعية في جميع الولايات بشأن ذلك الأمر، وفي هذا السياق، يعتقد العديد من الخبراء أن أمريكا تخشى من ارتفاع عدد الإصابات كما حدث من قبل، مشيرين إلى أن معدل الإصابات اليومية بلغ 100 مليون إصابة في بعض الأيام، لذا تسعى الولايات المتحدة لتجنب كل السيناريوهات السيئة.
وأوضحت أن الصين لم تستفد من تجارب الدول الأخرى، مثل: أستراليا، ونيوزيلندا التي كانت ترفض في البداية تطعيم المواطنين، لكنها بعدما تفشى الوباء وارتفعت عدد الإصابات، قررت نشر برامج لتوعية المواطنين بأهمية تلقي اللقاحات والجرعات المعززة، حتى تمكنت من السيطرة على الفيروس.
ويجادل بعض الأطباء بأن نظام الرئيس الصيني "شي جين بينج" غير المستعد للقيام بأي شيء من أجل وقف تفشي فيروس "كورونا" وذلك بعدما احتج الشعب على سياسة "صفر كوفيد" وطالبوا بإلغائها خلال الفترة الماضية.
ختامًا، أوصت بأنه يتعين على الحكومة الصينية التحرك لحل تلك المشكلات التي تعرقل القضاء على الفيروس، من أجل حماية البشرية وليس المواطنين في الصين فقط، بالإضافة إلى أنه ينبغي للحكومة الاستفادة من الدول التي مرت بتجارب مماثلة منذ تفشي فيروس "كورونا" في عام 2020.