واشنطن بوست: الحرب الروسية الأوكرانية دفعت حلف الأطلسي لزيادة الإنفاق العسكري
• "أوكرانيا" تمتلك واحدًا من أكبر الجيوش البرية وأكثرها فاعلية في أوروبا.
• حرب "بوتين" في أوكرانيا جعلت قادة الدول الأوروبية يوجهون اهتمامًا بالغًا بالإنفاق العسكري.
• المستشار الألماني "أولاف شولتز" أعلن زيادة الإنفاق العسكري الدفاعي لألمانيا؛ تخوفًا من حدوث أي صدمات عسكرية مع "موسكو".
سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على تبعات الحرب الروسية الأوكرانية بعد مرور نحو 10 أشهر من اندلاعها، والتي بمقتضاها تغيرت خريطة العالم السياسية وموازين القوة بشكل ملحوظ، وفي 24 فبراير الماضي لم يكن "بوتين" يتخيل أن قرارات "فنلندا" و"السويد" السريعة للانضمام لحلف الناتو ستوسع حدود الحلف شرقًا مع روسيا إلى هذا الحد، خصوصًا أنه خاض حربه في أوكرانيا بسبب محاولتها الانضمام إلى "الناتو".
وأضافت أن "بوتين" يسعى إلى إظهار قوة روسيا من جديد، باعتبارها الوريث الشرعي للاتحاد السوفيتي السابق، مع التقليل من قوة أوكرانيا؛ حيث أشار "بوتين" إلى أن أوكرانيا مجرد تسمية جغرافية وليست سياسية، لأنها تاريخيًّا تقع ضمن الإقليم السوفيتي السابق، وبالتالي فهي تابعة لـ "روسيا".
وتجدر الإشارة إلى أن أكبر الأخطاء الجيوستراتيجة إثارة في الـ250 عامًا الماضية كانت تتعلق بروسيا؛ حيث غزو "نابليون" لها قبل 210 أعوام، وكذلك غزو "هتلر" لها بعد 129 عامًا، والغزو الروسي لأوكرانيا بعد 81 عامًا بعد ذلك.
وأوضحت أن أوكرانيا باتت دولة رئيسة في أوروبا الوسطى لأول مرة في التاريخ الحديث، وذلك وفقًا لما كتبه "هنري كيسنجر" في صحيفة "Spectator" البريطانية؛ حيث أثار هذا الأمر القضايا الأصيلة المتعلقة بعضوية أوكرانيا في الناتو، وذلك بعد أن اكتسبت أوكرانيا واحدًا من أكبر الجيوش البرية وأكثرها فاعلية في أوروبا، مدعومًا من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، وأنه يتعين أن تربط عملية السلام أوكرانيا بالناتو؛ معللًا ذلك بأن مبدأ "الحياد" لم يعد ذا معنى، وخاصة بعد انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف؛ ردًّا على ضم "بوتين" شبه جزيزة القرم عام 2014.
وأشارت إلى أن حرب "بوتين" جعلت قادة الدول الأوروبية يوجهون اهتمامًا بالغًا بالإنفاق العسكري، فعندما بدأت الحرب يوم الخميس 24 فبراير، أعقبها مباشرة إعلان المستشار الألماني "أولاف شولتز" عن ما أسماه بـ"تسايتنويندي" أو "نقطة تحول"، وهي تعني زيادة الإنفاق العسكري الدفاعي لألمانيا؛ تخوفًا من حدوث أي صدمات عسكرية مع "موسكو".
وأفادت أن اليابان أعلنت، مؤخرًا، في تقرير الاستراتيجية الجديدة للأمن القومي، أنها ستزيد من إنفاقها العسكري الدفاعي، بدرجات متفاوتة من المعقولية، في خطوة تدريجية للتخلي عن مسالمتها الرسمية؛ حيث ستشمل عملية الإنفاق شراء مئات من صواريخ "توماهوك كروز" الأمريكية التي يمكنها الوصول إلى أهداف على بعد أكثر من 1000 ميل في الصين، وأن اليابان إذا خصصت 2% من إجمالي الناتج المحلي لجيشها، فستحصل على ثالث أكبر ميزانية دفاعية في العالم.
ولفتت الانتباه إلى أن روسيا تُعَد تهديدًا محتملًا بدرجة أقل مما كانت عليه في 30 مارس 1981؛ حيث يفيد "ويليام إنبودن"، في كتابه "صانع السلام: رونالد ريجان، والحرب الباردة، والعالم على حافة الهاوية"، وأن غواصات الصواريخ الباليستية السوفيتية التي كانت متربصة قبالة الساحل الأمريكي قد اقتربت، في ذلك اليوم، من الساحل أكثر من المعتاد، وكان من الممكن أن تضرب واشنطن في 10 دقائق و47 ثانية.