خبيره اجتماعيه: السحر والشعوذة جريمة تهدد المجتمع.. خاص
تفاصيل حزينة، دفع خلالها شاب حياته ثمنًا للجهل، فبعد أن أصيب بمرض نفسى، يتطلب علاج على يد أطباء مختصين، تم تسليمه ليد دجال جاهل، ظل يعذبه بدعوى إخراج الجن من جسده، حتى فارق الحياة، داخل منزل أسرته بقرية الهيصمية التابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية.
وتقول الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الأجتماع بجامعة عين شمس، يعد السحر والشعوذة من أبرز الظواهر الاجتماعية المنتشرة في عدد من المجتمعات لا سيما العربية، وهي ظاهرة تعود لأسباب عديدة قد يكون اليأس أحدها، وعدم انتفاع المواطنين بأنظمة صحية تحل مشاكلهم يمكن أن يدفع بهم الى البحث عن أساليب أخري للعلاج ولو على أيدي السحرة وذلك بسبب الموروثات وأنماط التفكير الخاطئة عند فئة معينة من المواطنين.
وترى أن الفشل في تحقيق التطلعات ومواجهة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية كالاحباط ازاء الشعور بعدم النجاح في المسار الدراسي وضغط الوالدين والتبويخ بالكلام والألفاظ اليأسية وتأخر سن الزواج والبطالة كلها حجج يعلل بها حرفاء المنجمين، وتنتشر ظاهرة الاقبال على المنجمين لدى الفئات الاجتماعية الأكثر فقرًا والتي تتسم بثقافة تقليدية.
وأشارت الي أن هناك أسباب لترعرع هذه الظاهرة ومنها عوامل شخصية وهي تتعلق بالفرد نفسه الذي يلجأ إلى هذه الأساليب لحل مشاكله التي عادة تعد تقليدية في بعض المجتمعات وأنه غير قادر على السيطرة على أموره، ولا يملك مقومات ترشده إلى تغيير واقعه الذي من المفترض أن يكون في يده، فيتجه إلي الأساليب الأخرى المتاحة، ومنها الشعوذة وغيرها، وأيضًا هناك عوامل اجتماعية فأن أغلب الذين يلجؤون للسحر هم من الطبقات التي تعدّ في قائمة المثقفين والمؤثرين في مجتمعاتهم، وليس كما هو شائع بأن الفئة الأقل تعلّمًا هي التي تستخدم هذه الأساليب.
ووضحت أنها تجارة رابحة ما دام هناك زبائن يتهافتون على التنجيم والسحر ستبقى هذه الظاهرة رابحة، ولكنها منتشرة بين الفئات وهي الأكثر فقرا وجهلا لذلك لابد من زيادة حملات التوعية والتصدي لهذه المشكلة من خلال التأكيد على دور الأزهر الشريف والإعلام الديني والخطابة في توعية الناس بمخاطر السحر والانسياق وراء الدجل والشعوذة وأن يكون هناك بعض القنوات للاستنارة والتركيز علي مواضيع الدجل والشعوذة ونرسخ أحكام العقل ونرفع درجة الوعى والحملات التنورية.